معاريف: المظاهرات الفلسطينية وجه جديد للانتفاضة

Palestinian protesters throw stones during clashes with Israeli soldiers in the West Bank village of Si'eer, north of Hebron , 25 October 2015. More than three weeks of unrest between Israelis and Palestinians has left more than 65 people dead. These include 57 Palestinians, eight Israelis and an Eritrean asylum seeker who was mistaken for an attacker and beaten to death by a mob in Israel.
فلسطينيون يرشقون قوات الاحتلال بالحجارة أثناء اشتباكات سابقة في الضفة (الأوروبية-أرشيف)

تحدثت صحيفة "معاريف" عن ظاهرة جديدة يقوم بها الفلسطينيون بجانب الانتفاضة الحالية المتمثلة في هجمات السكاكين، حيث بدؤوا في الأشهر الأخيرة تنظيم سلسلة وصفتها "بالمقاومة الفلسطينية"، من خلال مظاهرات عنيفة وواسعة تقترب من مناطق الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس وحدود قطاع غزة.

وكتب عاموس غلبوع الضابط الإسرائيلي السابق ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق للشؤون العربية في الصحيفة معلقا على ذلك بالقول إن الجيش الإسرائيلي يحافظ حاليا على نوع من الهدوء في التعامل مع المتظاهرين، لكن لا أحد يعلم كيف سيكون التعامل معهم على المدى البعيد.

وأضاف غلبوع أن الفلسطينيين يرشقون الجيش الإسرائيلي بالحجارة، والزجاجات الحارقة، وإشعال إطارات السيارات، وأحياناً يستخدم السلاح الناري، مشيرا إلى أن ثلث القتلى الفلسطينيين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة منذ اندلاع هجمات السكاكين هم من المشاركين في المظاهرات. كما لفت إلى أن معطيات الأمن الإسرائيلي تظهر أن المتظاهرين لديهم خبرة طويلة في هذه الفعاليات، وسبق لهم أن اعتقلوا في السجون الإسرائيلية.

وأشار إلى أن هذه المظاهرات الفلسطينية ليست عفوية كما هو الحال مع هجمات السكاكين، لكنها منظمة وموجهة بصورة مسبقة، وتبدو حركة فتح هي من تقود هذه المظاهرات بصورة واضحة في الضفة الغربية والقدس، بجانب مشاركة واضحة لمجالس الطلاب في الجامعات الفلسطينية والنقابات المهنية، بينما تقود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مظاهرات قطاع غزة.

وأضاف غلبوع أن وسائل الإعلام الفلسطينية تدعو الجماهير إلى المشاركة في هذه المظاهرات، وتحديدا أيام الثلاثاء والجمعة كأيام دائمة للخروج بهذه المظاهرات، ومعظمها تقع في مدينة الخليل والبلدات المحيطة بها، ثم ضواحي القدس، ورام الله وبيت لحم.

وأشار إلى نقطة اعتبرها مركزية في المظاهرات الفلسطينية، وتتعلق بأن المشاركين فيها يقدرون بالعشرات والمئات من الشبان الفلسطينيين، ولم تصل حتى اللحظة إلى ما شهدناه إبان الانتفاضة الأولى 1987، والثانية 2000.

ورأى الكاتب أن السبب الرئيسي وراء ذلك يعود إلى أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح تخشيان أن تخرج الأمور عن السيطرة، مما قد يؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية. وهناك سبب آخر يتعلق بالجمهور الفلسطيني الذي يدعم الانتفاضة الحاصلة دون أن ينخرط فيها بصورة فعالة، بينما تبذل حماس قصارى جهدها لإشعال الانتفاضة في الضفة الغربية، وتبدو حريصة على المحافظة على الهدوء في قطاع غزة.

وأوصى الكاتب بضرورة أن تعمل إسرائيل في كل المسارات لمنع الوصول إلى مرحلة الانتفاضة الشعبية العنيفة، بما فيها المسار السياسي، لأنه إذا اندلعت مثل هذه الانتفاضة فسيكون الإسرائيليون أمام حقبة غير سهلة.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية