بريطانيا تصوت لضرب تنظيم الدولة وواشنطن ترحب

British Prime Minister David Cameron talks to lawmakers inside the House of Commons in London during a debate on launching airstrikes against Islamic State extremists inside Syria, Wednesday, Dec. 2, 2015. The parliamentary vote is expected Wednesday evening. (Parliamentary Recording Unit via AP Video) TV OUT - NO ARCHIVE

صوت مجلس العموم البريطاني لصالح توجيه ضربات لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وفورا رحبت واشنطن بالخطوة، مؤكدة أن المملكة المتحدة واحدة من أهم شركاء الولايات المتحدة في القتال ضد التنظيم.

وقالت مراسلة الجزيرة في لندن مينة حربلو إن خطة كاميرون أيدها 397 مشرعا بريطانيا مقابل رفض 223، وذلك بعد التصويت على مذكرة مضادة وقع عليها نحو 110 برلمانيين من مختلف الأحزاب، وتم رفضها بتصويت 93 لصالحها مقابل 211 صوتا.

وأوضحت المراسلة أن هذا الفوز يعني أن الطائرات المقاتلة البريطانية التي تقف على أهبة الاستعداد للانطلاق إلى المنطقة من قاعدتها العسكرية في قبرص -منها ست طائرات تايفون واثنتان من نوع تورنيدو- ستنطلق في غضون الساعات المقبلة إلى الأجواء السورية.

وأشار كاميرون بعد بدء مناقشات البرلمان بشأن هذا التفويض إلى أن الخلاف مع روسيا على مستقبل الأسد آخذ في التقلص، مشددا على ضرورة مهاجمة تنظيم الدولة في عقر داره، لمنعه من مهاجمة بريطانيا.

وقال إن على بلاده الاستجابة لطلب حلفائها، معتبرا أن التحرك الذي يقترحه "شرعي وضروري وهو العمل الصائب لضمان أمن بلادنا"، وأن "مساهمة البلاد العسكرية قد تؤثر كثيرا".

وفور التصويت أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما ترحيبه بموافقة البرلمان البريطاني على شن
غارات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وقال أوباما في بيان "منذ بدء الحملة ضد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) كانت المملكة المتحدة واحدة من أهم شركائنا في القتال ضد التنظيم."

وأضاف "نتطلع لرؤية قوات بريطانية تحلق مع التحالف فوق سوريا وسنعمل على إشراكهم في أوامر المهام الجوية لتحالفنا بأسرع ما يمكن." 
 
ورحب أوباما أيضا بإعلان مجلس الوزراء الألماني أمس الثلاثاء بأن ألمانيا ستتعهد بإرسال ما يصل إلى 1200 جندي للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وبعد قصير من موافقة البرلمان البريطاني على قصف أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، أقلعت مقاتلات بريطانية من قاعدة أكروتيري التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص، غير أنه لم يعلن وجهتها. 

وغادرت مقاتلتان القاعدة وبعد ساعة غادرت طائرتان أخريان، ولم يرد أي تعليق من السلطات البريطانية. 
 
وتُستخدم قاعدة أكروتيري كنقطة انطلاق لشن هجمات على أهداف لتنظيم الدولة في العراق منذ أكثر من عام.

معارضة بريطانيا
من جهة أخرى أفادت مراسلة الجزيرة أن زعيم حزب العمال جيرمي كوربن -على الرغم من معارضته الضربات- قرر أن يترك لنوابه حرية التصويت تفاديا لتمرد مفتوح داخل حزبه.

وقالت المراسلة إن هجمات باريس التي تبناها تنظيم الدولة ألقت بظلالها على الشارع البريطاني، حيث أفاد استطلاع للرأي بأن نحو 48% من البريطانيين يدعمون خطة الحكومة في توسيع ضرباتها ضد تنظيم الدولة مقابل 31% يعارضون هذا التوجه.

كوربن ترك لنواب حزبه حرية التصويت (الأوروبية)
كوربن ترك لنواب حزبه حرية التصويت (الأوروبية)

من جهته، اتهم الزعيم العمالي الحكومة بتسريع عملية التصويت قبل تغير موقف الرأي العام كليا، معتبرا أن "توسيع الضربات الجوية البريطانية لن يحدث فرقا على الأرجح"، ومشككا في شرعيتها ومتخوفا من تسببها بضحايا بين المدنيين.

وأضاف كوربن أن التأكيد على أن تفوق الصواريخ البريطانية سيحدث فرقا "يصعب تصديقه، في حين تجد الولايات المتحدة ودول أخرى صعوبة في ضرب أهداف مناسبة"، وذلك بعد أن قال كاميرون إنه سيتم استخدام صواريخ بريمستون.

وتنشر بريطانيا ثماني طائرات تورنيدو في إحدى قواعدها في قبرص، بينما تشارك طائرات من دون طيار منذ العام الماضي بالغارات على تنظيم الدولة في العراق.

المصدر : الجزيرة + وكالات