اليونان تحتجز مهاجرين تمهيدا لترحيلهم

اليونان- معسكر كورينثوس غرب أثينا- التاريخ 14-12-2015- شباب مغاربة في الحجز بانتظار البت في أمرهم
صورة مسربة لشباب مغاربة محتجزين في معسكر في اليونان (الجزيرة نت)

شادي الأيوبي-أثينا

بدأت السلطات اليونانية عزل مجموعات من الشباب المهاجرين الذين أرجعتهم من الحدود اليونانية المقدونية إلى أثينا، وذلك تمهيدا لترحيلهم إلى بلادهم أو منحهم الفرصة لتقديم طلب الحصول على اللجوء السياسي.

ونقلت السلطات حوالي مئتي مهاجر -معظمهم من منطقة المغرب العربي- إلى معسكر في منطقة كورينثوس (82 كلم غرب أثينا)، بانتظار الانتهاء من إجراءات التنسيق مع منظمة الهجرة الدولية لإرجاعهم إلى بلادهم.

وكانت السلطات تحدثت عن توتر في الملعب العام الذي كان يؤوي أكثر من ألفي لاجئ، متهمة الشبان بافتعال تلك الحوادث وإثارة الشغب.

وأثارت إجراءات نقل المهاجرين احتجاجات من المجتمع المحلي في منطقة كورينثوس، حيث طالب سكان المنطقة بضمان توفير الحراسة والظروف المعيشية اللائقة للمهاجرين لتفادي أي إشكالات مستقبلية. 

وسبق أن أرجعت السلطات أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر من جنسيات تعتبر الدول الأوروبية أنها لا تستحق اللجوء السياسي، بينما سمحت للسوريين والعراقيين والأفغان بمتابعة مسيرهم نحو غرب أوروبا.

في المقابل، اتفقت السلطات مع البلديات المجاورة للملعب الأولمبي الذي أسكنت فيه المهاجرين مؤقتا، على نقلهم إلى منشآت أخرى لثلاثة أشهر، وذلك بعدما اضطرت لإخلاء الملعب لإجراء مباريات رياضية.

معاناة المحتجزين
وفي اتصال مع الجزيرة نت، قال أحد الشبان المحتجزين في معسكر كورينثوس -واسمه مراد- إن السلطات أحضرتهم ليلا بالقوة دون أن يعرفوا وجهتهم، مضيفا أن هناك حوالي مئتي شخص محتجز، وأنه تمّ إجبارهم على توقيع أوراق لا يعلمون مضمونها.

وتعليقا على أنباء عن خوضهم إضرابا عن الطعام، قال مراد "لا طعام لدينا حتى نضرب عنه. يعطوننا فطورا فيه قليل من الخبز فقط"، مضيفا أن المحتجزين يختصمون أحيانا بسبب الطعام، بينما يعاني بعضهم من أمراض ولا يلقون العناية الطبية، حيث نُقل أحدهم مؤخرا إلى المستشفى في حالة إغماء.

وأكد مراد أن المحتجزين لا يريدون العودة إلى بلدانهم، مشيرا إلى أنهم أنفقوا مبالغ كبيرة وخاطروا بأنفسهم للوصول إلى أوروبا للعمل ومساعدة أسرهم.

وأوضح أن إدارة المعسكر أوصلت إليهم عبر مترجم أن أمامهم خيار العودة إلى بلدانهم خلال شهر ونصف، أو البقاء مدة سنة ونصف في الاحتجاز، معتبرا أن السلطات تكذب لأنها أخبرتهم بأنها ستنقلهم إلى مخيم ففوجئوا بأنهم في "سجن". وأكد أن الذين أثاروا الشغب بقوا خارج المعسكر بينما لا علاقة لمن في المعسكر بالشغب.

‪باباذوبولوس: بعض اللاجئين تحرشوا بنساء‬ (الجزيرة)
‪باباذوبولوس: بعض اللاجئين تحرشوا بنساء‬ (الجزيرة)

السلطات ترد
في المقابل قال الأمين العام في وزارة الداخلية اليونانية فاسيليس باباذوبولوس إن المجموعة الأولى من الشبان التي تم فصلها عن المهاجرين في الملعب الأولمبي تسببت في اضطرابات، موضحا أنه سيجري ترحليهم إلى بلدانهم قريبا.

وقال إن بعضهم حاولوا التحرش بنساء من العاملات والمتطوعات لمساعدتهم، معتبرا ذلك خطيرا جدا لأن معظم العاملين من النساء في ظل نقص العدد عموما.

وأوضح للجزيرة نت أن السلطات لن تمنع هؤلاء الشباب من طلب اللجوء السياسي في اليونان، وأن هذا لا يعني بالضرورة قبولهم دون دراسة حالتهم، مضيفا "نعلم أن الظروف التي يوجدون فيها ليست مثالية لكن هذه قدرتنا، ونحن نحاول تحسينها، ولو تم إيواء هذه الأعداد حاليا فلن نسيطر على الوضع مستقبلا".

المصدر : الجزيرة