رئيس الصين: لا شيء يفرِق بيننا وتايوان

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم السبت، إنه لا يمكن لأي قوة أن تفرق بين بلاده وبين تايوان نظرا لارتباط الشعبين العميق وقدرتهما على مواجهة التحديات القائمة، وفق تعبيره.

وقال شي، عقب قمة تاريخية مع الرئيس التايواني ما ينغ جيو في سنغافورة، إنه لا ينبغي السماح لمؤيدي استقلال تايوان بالتفرقة بين الجانبين.

وشدد الرئيس الصيني على أنه "لا يمكن لأي قوة أن تفرقنا لأننا إخوة ولا نزال مرتبطين باللحم حتى لو انكسرت عظامنا".

وقال أيضا إن الصين وتايوان عائلة واحدة "لا يمكن أن يتحول دمها إلى ماء". وأكد أن على الجميع المحافظة على السلام.

وقال شي إن الشعب الصيني على جانبي مضيق تايوان لديه القدرة والحكمة على حل مشاكله.

من جانبه، دعا الرئيس التايواني إلى الاحترام المتبادل بين الجانبين، وقال إن بلاده تريد من بكين اتباع سبل سلمية لحل المشاكل.

وقال إنه عازم على الترويج للسلام عبر مضيق تايوان، وإن العلاقات ينبغي أن تقوم على أساس من الصدق والحكمة والصبر.

‪لزعيم الصيني‬ (يمين)(الأوروبية)
‪لزعيم الصيني‬ (يمين)(الأوروبية)

ديمقراطية تايوان
ودعا الرئيسَ الصيني بشكل غير مباشر لاحترام ديمقراطية تايوان. وقال "ينبغي على كل جانب أن يحترم قيم الجانب الآخر ونمط حياته".

وانتهت المحادثات في أقل من ساعة لكنها كانت حافلة بالرمزية، حيث تصاف الرجلان في أول لقاء من نوعه منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية قبل 66 عاما.

ويأتي هذا الاجتماع قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تايوان، والتي من المرجح أن يفوز بها الحزب الديمقراطي المعارض المؤيد للاستقلال، وهو أمر تحرص بكين على تجنبه.

يُشار إلى أن العلاقات التجارية بين الجانبين تشهد ازدهارا منذ عام 2008، لكن هناك شكوكا عميقة بشأن إمكانية التوصل لتسوية سياسية.

ولا تزال مشاكل البروتوكول قائمة بين تايوان والصين. واستخدم كل من الزعيمين لقب السيد لمخاطبة الآخر لأن كلا منهما لا يعترف بحمل الثاني صفة رئيس دولة.

وقد قطع التلفزيون الصيني بث كلمة الرئيس التايواني، مما فجر شكاوى على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية بشأن الرقابة.

وقد عرض التلفزيون في وقت لاحق تسجيلا لكلمة الرئيس التايواني الافتتاحية.

‪مئات التايوانيين في الشوارع احتجاجا على لقاء رئيسهم بالزعيم الصيني‬ (الأوروبية)
‪مئات التايوانيين في الشوارع احتجاجا على لقاء رئيسهم بالزعيم الصيني‬ (الأوروبية)

خيبة أمل
وفي العاصمة التايوانية تايبيه، خرج نحو خمسمئة شخص إلى الشوارع احتجاجا على الاجتماع.

وقالت زعيمة المعارضة تساي إينغ وين إنها شعرت بخيبة أمل لأن ما ينغ جيو لم يشر إلى الحفاظ على ديمقراطية الجزيرة وحريتها أثناء اجتماعه بالزعيم الصيني.

وتكتسي هذه القمة حساسية كبيرة جدا بالنسبة للطرفين، ولم يرشح سوى القليل من المعلومات عن المواضيع التي طرحت على جدول أعمالها.

وقال فريق الرئيس التايواني إن الهدف من القمة إرساء السلام، لكن "لن يتم توقيع أي اتفاق أو أي إعلان مشترك".

أما الصين التي ما زالت تخشى من إضفاء الشرعية على حكومة تايوان، فلم يصدر عنها أي تصريح بخصوص هذه القمة باستثناء تأكيد وسائل الإعلام الرسمية لانعقادها.

وكان رئيس تايوان صرح -قبيل توجهه إلى سنغافورة- بأن الوقت مناسب لتطوير العلاقات مع الصين، وأن بلاده تعمل معها على إنشاء آلية اجتماع لقادة البلدين من أجل دفع علاقاتهما إلى الأمام. ولكنه أوضح أنه لا مجال لإعادة توحيد الجانبين.

المصدر : الجزيرة + وكالات