أوباما يواجه فوضى سوريا بالتردد والمماطلة

U.S. President Barak Obama gestures as he answers a question from the media during a press conference at the conclusion of the G-20 summit in Brisbane, Australia, Sunday, Nov. 16, 2014.(AP Photo/Rob Griffith)
منتقدو أوباما ينددون بافتقاره إلى الوضوح والرؤية والجرأة فيما يتعلق بالأزمة السورية (أسوشييتد برس)

تبدو إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما وأهدافه في مواجهة الفوضى المخيمة في سوريا محيرة، منذ الخط الأحمر المبهم الذي حدده بشأن الأسلحة الكيميائية إلى الرد الغامض على دخول روسيا في المعارك.

ويندد منتقدو أوباما بافتقاره إلى الوضوح والرؤية بل والجرأة. ومع ذلك لا توجد أي مؤشرات تفيد بأنه قد يبدل نهجه أو يذعن للضغوط ويقبل بوتيرة تحرك مختلف، رغم أن ولايته لم يبق منها إلا أقل من خمسمئة يوم.

فقد أعلن أوباما في 18 أغسطس/آب 2011 بعد خمسة أشهر من القمع الدامي الذي مارسته دمشق على حركة احتجاجية غير مسبوقة "من أجل مصلحة الشعب السوري حان الوقت لتنحي الرئيس الأسد".

وبعد سنتين أعلن أن الولايات المتحدة على وشك ضرب أهداف تابعة للنظام السوري بعد هجوم بالأسلحة الكيميائية أوقع أكثر من ألف وأربعمئة قتيل بحسب الاستخبارات الأميركية، وشكل انتهاكا لخط أحمر حددته الإدارة.

لكنه فاجأ العالم بإعلانه في الوقت نفسه طرح هذا القرار للتصويت في الكونغرس، مستبعدا عمليا أي تحرك عسكري وشيك، ولكن التصويت لم يجر في نهاية المطاف، وتم التخلي عن خطة شن ضربات إثر اقتراح روسي بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية.

وقد ترك هذا الموقف المتردد والمتقلب بشأن شن ضربات على نظام الرئيس السوري بعد استخدامه أسلحة كيميائية انطباعا بالتشوش.

وفي أغسطس/آب 2013 صدر تصريح عن أوباما عزز الإحساس بارتباك إدارته، إذ أعلن متحدثا عن مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا خلال مؤتمر صحفي "ليست لدينا إستراتيجية بعد".

مخاطر التحرك وعدمه
وعبثا حاول البيت الأبيض فيما بعد تبرير هذا التصريح وشرح خلفيته، وبقيت هذه الجملة ماثلة في الأذهان كاختصار للنهج الأميركي حيال النزاع في سوريا.

والتزم أوباما مرغما بتدريب المعارضة المعتدلة لتقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، غير أن العملية سجلت حتى الآن فشلا كبيرا.

ولخص عضو مجلس الشيوخ الأميريكي جون ماكين رؤيته لهذا الفشل قائلا إن "هذه الإدارة أثارت الحيرة بين أصدقائنا، وشجعت أعداءنا، وخلطت بين الإسراف في الاحتراس والحذر، واستبدلت المجازفة بالتحرك بمخاطر عدم التحرك".

ثم جاءت تطورات الأيام الأخيرة، ويبدو أن الهجمة الروسية الدبلوماسية والعسكرية في سوريا باغتت البيت الأبيض لتسلط الضوء أكثر على التردد الأميركي. واختار الرئيس الأميركي في الوقت الحاضر لزوم الصمت.

وإثر هذا الصمت قال أستاذ التاريخ في جامعة برينستون جوليان زيليزر "في السياسة الخارجية من الصعب على الدوام تبيان ما يجري في الكواليس. لكن الانطباع المسيطر هو أنه لا يملك ردا واضحا. والانطباع أمر جوهري في السياسة".

المصدر : الفرنسية