نشطاء بأوروبا: اليمين المتطرف يخلق إسلاموفوبيا جديدة

Supporters of anti-immigration movement Patriotic Europeans Against the Islamisation of the West (PEGIDA) hold flags during a demonstration in Dresden January 12, 2015. A record 25,000 anti-Islamist protesters marched through the east German city of Dresden on Monday, many holding banners with anti-immigrant slogans, and held a minute's silence for the victims of last week's attacks in France. REUTERS/Fabrizio Bensch (GERMANY - Tags: POLITICS CIVIL UNREST MEDIA CRIME LAW)
إحدى المسيرات المناهضة للمهاجرين والمسلمين في مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)
حذر نشطاء أوروبيون من ارتفاع موجة "الإسلاموفوبيا في أوروبا"، ومن تزايد حالات العنف والكراهية والاعتداءات على الجاليات المسلمة، التي يقودها اليمين المتطرف وبعض وسائل الإعلام، مستغلين حادث الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية.

وزادت حملات اليمين المتطرف في القارة الأوروبية، ساعية لزرع الخوف المرضي من الدين الإسلامي (الإسلاموفوبيا) في نفوس الأوروبيين، ومحاولات فصل المهاجرين ولا سيما المسلمين عن النسيج الوطني في الدول الأوروبية.

وقال إبراهيم المهالي -الخطيب والمدرس بمسجد السلام بمدينة بيربينيا بفرنسا- إن الجالية المسلمة في وضعية توجس بعد حادث باريس الذي وصفه بأنه "مأساوي"، مشيرا إلى تخوف الكثيرين من ارتفاع حملات العنصرية، ومن التشدد تجاه وضعية المهاجرين أو حتى الذين ولدوا في فرنسا.

المسلمون بأوروبا في حالة توجس من موجة إسلاموفوبيا جديدة كما ذكر نشطاء (الأوروبية-أرشيف)
المسلمون بأوروبا في حالة توجس من موجة إسلاموفوبيا جديدة كما ذكر نشطاء (الأوروبية-أرشيف)

توجس وخوف
وأضاف المهالي لوكالة الأناضول" أن التوجس والتخوف تراه في ملامح الناس وفي تساؤلاتهم، لافتا إلى أن الكثير منهم يشككون في هذا الأحداث ويرون أنها مسرحية مفبركة الغرض منها استحقاقات سياسية خاصة مع تنامي وتصاعد المد اليميني المتطرف في أوروبا عموما وفرنسا بصفة خاصة، لذلك هناك توجس وتشكيك".

وبخصوص حالات الاعتداء على المساجد في فرنسا، قال المهالي إنه لحد الآن ليس هناك تصعيد على مستوى الأفراد، لكن تقع بعض الأحداث الثانوية هنا وهناك، كتعرض بعض المحجبات لكلمات عنصرية وما شابه ذلك، لكن لم يتطور الوضع، كما حدثت بعض الانتهاكات لمساجد، لكن ليس هناك تصعيد في هذا الاتجاه".

أما عن موقف  السلطات الفرنسية فيؤكد أن الحكومة الفرنسية حاولت أن تمسك العصا من المنتصف فقالت إنها وإن كانت ضد معاداة السامية، فإنها كذلك ضد العداء للإسلام ولا ينبغي التعميم أو اتهام جميع المسلمين، فهم جزء من الثقافة والمجتمع الفرنسي.

وشدد المهالي على أن هناك ارتفاعا في موجة "الإسلاموفوبيا" في فرنسا، وتحديدا في الإعلام الفرنسي المرئي والمكتوب، مدللا على ذلك بإصرار صحيفة "شارلي إيبدو" على نشر رسوم مسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، وإقدام قناة فرنسية على بث حوار مفبرك بين إعلامية والرسول بطريقة ساخرة معتبرا أن مثل هذه الأمور "فيها مساس بمشاعر أكثر من ستة ملايين مسلم في فرنسا".

من جهته وصف رئيس المركز الأورومتوسطي للهجرة والتنمية بهولندا عبده المنبهي، الجو العام في هولندا بعد حادثة شارلي إبدو بأنه "مكهرب" مشيرا إلى أن مسجدين تعرضا لهجوم من طرف "عنصريين"، كما تم الاعتداء على نساء محجبات في الشوارع.

وأضاف الناشط اليساري أنه "قبل ثلاثة أسابيع كان هناك نداء في صفحات أنصار اليمين المتطرف في هولندا من أجل حرق المساجد، لكن أحداث شارلي إيبدو في فرنسا زادت من التأكيد على الجو العام الموسوم بالعداء للمسلمين كما قال.

وبحسب المنبهي فإن حالة من الخوف تسود الجاليات المسلمة في هولندا وكل أوروبا، و"لم يعودوا يحسون بالأمان، كما أن هناك ربطا بين الإسلام والإرهاب، حيث تجد الجالية المسلمة نفسها في موقف دفاع".

وتابع أن "الجالية المسلمة أصبحت رهينة بين التطرف والإرهاب والجهاديين، وبين العنصريين والإسلاموفوبيين في هولندا".

وطالب السلطات الهولندية بحماية المؤسسات الإسلامية واتخاذ إجراءات في شكايات الاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون، واعتبارها نوعا من العنصرية، ويجب حماية الجاليات المسلمة منها، والانتباه إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية لشباب الجاليات المغربية والإسلامية.

كما دعا القائمين على المساجد في هولندا إلى "ألا يكونوا سلبيين تجاه المجموعات المتطرفة، وأن يواجهوا المتطرفين علانية، لأنهم يشكلون خطرا على الشباب".

‪(الجزيرة)‬ المسلمون خرجوا أيضا في
‪(الجزيرة)‬ المسلمون خرجوا أيضا في "مسيرات الجمهورية" بفرنسا رفضا للتطرف وتوظيف هجوم شارلي ضد المسلمين

حصيلة الهامش
من جهتها ترى نزهة الوافي -البرلمانية المغربية عن حزب العدالة والتنمية المغربي المقيمة في إيطاليا- أن الجاليات المسلمة في أوروبا عموما "ستواجه أياما صعبة نظرا لوجود مد يصنف الأجانب وخاصة المسلمين ووجود تعاط غير علمي وغير موضوعي مع التوترات التي تعرفها المنطقة العربي".

وتضيف نزهة أن "هناك تغطية إعلامية غير متوازنة لما وصفته بالمد المتطرف وخاصة فيما يتعلق بما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية"، مشيرة إلى أن وضع الأجيال الصاعدة من المهاجرين "التي أغلبها يعيش في هوامش المدن ويعيش الهشاشة الاجتماعية والعزلة، جعلها تغير مواطنتها الفرنسية بمواطنة أخرى دينية، لأن مطلب الدين في هذه الحالة يكون أكبر".

وأكدت أن "الشبكات الإرهابية تتحرك بكل الوسائل في المواقع الافتراضية وفي الأحياء وتجد وضعا حاضنا لها"، مشيرة إلى أن "المحرج سياسيا هو أن اليمين المتطرف ستكون له فرص للتقوية جراء هذه الأحداث" وفق تقديرها.

ودعت البرلمانية المغربية رجال الدين إلى "مغادرة منطقة التردد والدخول مباشرة في التأطير الديني السليم للأجيال الشابة من المواطنين أبناء المهاجرين، بالتعاون مع دول الاستقبال".

وجاء حادث الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، الأربعاء الماضي، الذي أودى بحياة 12 شخصا، ليمثل صحوة جديدة لليمين المتطرف في فرنسا وهولندا وإيطاليا، لخلق موجة جديدة من "الإسلاموفوبيا"، حسبما يرى نشطاء من الجالية المسلمة في تلك الدول.

المصدر : وكالة الأناضول