فرنسا تشهد أضخم حشد رافض "للإرهاب" بتاريخها

From the left, Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu, Malian President Ibrahim Boubacar Keita, French President Francois Hollande, German Chancellor Angela Merkel, EU president Donald Tusk and Palestinian Authority President Mahmoud Abbas march during a rally in Paris, France, Sunday, Jan. 11, 2015. A rally of defiance and sorrow, protected by an unparalleled level of security, on Sunday will honor the 17 victims of three days of bloodshed in Paris that left France on alert for more violence. (AP Photo/Philippe Wojazer, Pool)
عشرات من زعماء العالم ساروا في باريس تنديدا بالهجمات التي استهدفت فرنسا (رويترز)

قالت وزارة الداخلية الفرنسية إن نحو 3.7 ملايين شخص شاركوا في المسيرات التي خرجت الأحد في أنحاء فرنسا تنديدا بالهجمات المسلحة التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية.

وأوضحت الوزارة أن أكثر من 2.5 مليون شخص تمّ إحصاؤهم في مختلف المدن الفرنسية، في حين جمعت مظاهرة باريس ما بين 1.2 و1.6 مليون. وتعد هذه الأرقام الأضخم في تاريخ فرنسا التي لم تشهد تجمعا لمثل هذه الحشود، وفق ما ذكرته الوزارة.

وشارك في المظاهرة الرسمية في باريس نحو خمسين من زعماء العالم، وسار إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس وزراء تونس المنتهية ولايته مهدي جمعة، ووزراء خارجية مصر الجزائر والإمارات ولبنان، ومحمد بن حمد آل ثاني ممثل دولة قطر.

وسار الزعماء في مسيرتهم الصامتة مئات الأمتار وسط حراسة أمنية مشددة، ثم وقفوا دقيقة صمت قبل أن يتفرقوا.

‪مئات الآلاف شاركوا بمظاهرات باريس رفعوا شعارات منددة بـ
‪مئات الآلاف شاركوا بمظاهرات باريس رفعوا شعارات منددة بـ"الإرهاب"‬ (رويترز)

مسيرة شعبية
وامتدت مسيرة باريس الشعبية التي أطلق عليها "مسيرة الوحدة" ثلاثة كيلومترات، بين ميداني الجمهورية والأمة الشهيريْن في العاصمة الفرنسية. ورفع المتظاهرون شعارات ترفض "الإرهاب" وتؤكد تضامنهم مع ضحايا الهجمات الأخيرة التي قتل فيها نحو 17 شخصا.

وتنوعت مشارب المشاركين الثقافية والدينية والعرقية، وحضرت الجالية المسلمة والعربية -لا سيما المغاربية منها- واليهودية والشباب وكبار السن.

ونشرت السلطات الفرنسية الآلاف من قوات الأمن وعشرات القناصة على أسطح المباني المطلة على الميدانيْن لضمان سلامة المسيرة والمشاركين فيها.

في المقابل، تظاهر حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، الذي اعتبر نفسه "ممنوعا من الوجود" في المسيرة الباريسية في مدينة بوكير الصغيرة في جنوب فرنسا التي تضم 16 ألف نسمة ويرأس بلديتها منذ مارس/آذار الماضي عضو في الجبهة الوطنية.

وشهد عدد من المدن الفرنسية وعواصم عالمية مظاهرات مماثلة رفعت فيها شعارات للتعبير عن التضامن مع فرنسا عقب الهجمات التي استهدف أعنفها الأربعاء مقر صحيفة شارلي إيبدو وأسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم صحفيون ورجلا أمن.

واعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن مسيرة الأحد غير المسبوقة ضد "الإرهاب" في باريس "رسالة قوية للعالم"، ودعا إلى رد فعل مماثل على الهجمات التي تستهدف المسلمين وعلى العداء للإسلام (الإسلاموفوبيا).

وأوضح أن "موقف تركيا موقف مبدئي وسنبقى على هذا الموقف.. تركيا تشارك العالم القيم نفسها في ما يتعلق بالإرهاب. يجب أن لا تكون هناك ازدواجية في المعايير"، وأكد أن بلاده ستواصل رفع صوتها ضد "الإرهاب" بجميع أشكاله بما في ذلك "إرهاب الدولة" ضد الفلسطينيين وفي سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات