مسلمو أستراليا يشكون من الحملة الأمنية ضدهم

Sydney Muslims (top) pray behind a makeshift coffin (R) as they gathered in a Sydney park on January 2, 2008
مسلمون يؤدون الصلاة في إحدى حدائق سيدني الأسترالية (الفرنسية-أرشيف)

شكا مسلمون بارزون في أستراليا من أن مجتمعهم مستهدف ظلما من جهات إنفاذ القانون ومهددٌ من "جماعات متطرفة"، وأن سياسات الحكومة ضد الإسلاميين قد تأتي بنتائج عكسية.

ويسعى رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت إلى الحصول على سلطات أمنية جديدة للتصدي للخطر الذي تشكله الجماعات المتطرفة، في وقت شددت السلطات إجراءات الأمن في الأماكن العامة ومنها البرلمان والمطارات والأحداث الرياضية عقب الكشف عمّا سمتها الحكومة مؤامرة لتنظيم الدولة الإسلامية لقطع رأس أحد العامة في عملية إعدام علنية.

وُوضعت السلطات الأسترالية في حالة تأهب قصوى منذ أن قامت الشرطة الأسبوع الماضي بمداهمات واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب مما أسفر عن إحباط المؤامرة المزعومة.

ويصر أبوت على أن هذه الإجراءات لا تستهدف المسلمين، لكن محامي الدفاع في القضايا الجنائية آدم حودة، ومقره سيدني، يقول إنه أصبح واضحا بالفعل أن تلك الإجراءات أسفرت عن تمييز بين المواطنين.

وضرب مثالا على ذلك بما حدث من احتجاز ثلاثة مسلمين ملتحين في سيدني يوم الجمعة الماضي خلال مباراة للرغبي لمجرد أن أحد المتفرجين أبلغ الشرطة بأنهم يستخدمون هواتفهم المحمولة بشكل "مريب".

وقال المحامي حودة "الواقع أنهم استُهدفوا بسبب مظهرهم. وإذا تم استدعاؤهم لمجرد أنهم كانوا يلعبون بهواتفهم.. فهذا شيء سخيف".

ويقول زعماء مسلمون في أحاديثهم الخاصة إن التوترات العرقية يمكن أن تتصاعد بسرعة وتخرج عن نطاق السيطرة.

وذكر المحامي حودة أنه يفكر في رفع دعاوى قضائية باسم نحو 20 شخصا احتجزوا في المطارات واستجوبوا عن صلات بالإرهاب.

وأضاف حودة "رئيس الوزراء يظل يذكرنا أن القوانين التي يحاول تمريرها لا تستهدف المسلمين لكن ما هو أثرها الفعلي؟ المستهدفون هم مسلمون 100%".

وقال مفتي أستراليا إبراهيم أبو محمد يوم الجمعة إنه هو الآخر يفكر في رفع دعوى قضائية بعد احتجاز أحد الأئمة الكبار لأكثر من ساعتين مما أدى إلى عدم لحاقه بالطائرة التي كانت ستقله إلى السعودية لأداء فريضة الحج.

من جهة أخرى، قالت الشرطة إن رجلا من قوات الدفاع الملكية الأسترالية تعرض لاعتداء من رجلين "تبدو ملامحهما شرق أوسطية" في سيدني اليوم الخميس وذلك بعد يومين من مقتل مراهق بالرصاص كان قد طعن ضابطين من قوات مكافحة الإرهاب.

وأوضح متحدث باسم شرطة نيو ساوث ويلز أن رجلين اقتربا من الضابط -الذي كان يرتدي زيه الرسمي- وهدداه وأهاناه. وأُصيب الضابط بكدمات خفيفة وأبلغ الشرطة بالأمر.

ويوم الثلاثاء أطلقت قوات مكافحة الإرهاب النار على شاب يدعى عبد النعمان حيدر (18 عاما) في مدينة ملبورن، وأردته قتيلا بعد أن طعن اثنين ضباطها بسكين.

المصدر : أسوشيتد برس + رويترز