تصريحات العامل الذي كشف عن مخالفات بوينغ 787

تاليا نسخة موسعة من مقابلة شخصية مع عامل في فرع شركة بوينغ في ساوث كارولينا. وقد قام بالاتصال بنا في عام 2014 قلقًا حيال جودة العمل في المصنع وتعاطي المخدرات بين القوة العاملة، ولن يتم الكشف عن هويته بناءً على طلبه.

المخدرات
لقد رأيت الكثير من الأشياء التي لا يجب أن تحدث باستمرار في مصنع للطائرات، رأيت أناسًا يتحدثون عن تعاطي المخدرات والبحث عنها، لاسيما الماريجوانا والميثامفيتامين والكوكايين.

كما أنني رأيت تداول الأوكسيكونتين والعقاقير بين العمال. ولم أرى أبدًا من قبل ماريجوانا أو أي شيء من هذا القبيل يمر هكذا، وأعلم أن هناك العديد من الأشخاص يقومون ببيع المخدرات بالفعل داخل المصنع، ولم أر قبل ذلك صفقة تتم إلا أنني رأيت عقاقير يتم تداولها بصورة عادية من اليد إلى الفم بين زملاء العمل.

كما أنني رأيت أشخاصًا أفترض أنهم يتعاطون الميثامفيتامين، لأنهم يهلوسون ولديهم حيوية مفرطة.

كذلك، فلدي العديد من أصدقائي ممن عملوا في الشركة، ولم يتم فحصهم في أي وقت طيلة الثمانية أعوام التي قضوها هنا، ومع أن الفحص يكون عشوائيًا، إلا أنه كان ينبغي خضوعهم لفحص واحد على الأقل، فمن بين كل الذين أعرفهم، ينبغي أن يكون أحدهم قد مر بفحص ولو لمرة على الأقل.

ولكنني لم أرى أي أحد أو لم أسمع بأي أحد خضع لتحليل بولي عشوائي… فاختبارات المخدرات العشوائية بكل بساطة لم تتم.

وقد صرحت شركة بوينغ لقناة الجزيرة بالتالي "يتبع فرع الشركة في ساوث كارولينا سياسة البرنامج الشامل لشركة بوينغ لإخلاء أماكن العمل من المخدرات والكحول. ويتم إجراء اختبار المخدرات على الموظفين طبقًا لما تنص عليه سياسة بوينغ والإجراءات المتبعة في جميع المنشآت حسب القوانين المعمول بها. كما تحرص الشركة على التحقيق الدقيق مع أي موظف يتم الإبلاغ عن انتهاكه لسياسة الشركة ويتم اتخاذ الإجراء التأديبي المناسب إذا لزم الأمر."

تنبيه المديرين
تحدثت إلى مديري وسألني عن سبب اعتقادي بأن هناك الكثير من الخلل في الطائرة، وما هو عدم التوافق الذي أراه، وما هي الأخطاء، وما الذي تم إصلاحه. ولكن ما سبب اعتقادي بأن لدينا الكثير من عدم التوافق؟

وأخبرته "لقد فقد الأشخاص عقولهم تمامًا بسبب المخدرات." فنظر إلي مصدومًا وقال، "أتعتقد ذلك حقًا؟" فأجبته، "بل أعلم ذلك. إنني على يقين من هذه الحقيقة."

فقال "حسنًا، وكيف تعرف ذلك؟" حينها بدأت أبين له بأنني رأيت هذا الأمر، وأنه أمر محيط بنا جميعًا طيلة الوقت، حتى إنني لم أتفهم كيف لم يتمكن من ملاحظة ذلك. فأطرق متحيرًا، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي سمعت فيها عن الأمر، كما كانت آخر مرة سألني فيها عن رأيي.

أيُعقل أن [مديري شركة بوينج] ليسوا على دراية بالأمر. ولكن إنها وظيفتهم. يمكنك أن تدرك ذلك، عندما ترى الأمور تسير بشكل خاطئ في الطائرة، وترى أخطاءً ضخمة تحدث، وما من تحقيق يتم في ما حدث، وللعلم، فهي أخطاء بسيطة وينبغي ألاّ تحدث أبدًا، ومن ثم تتحول هذه الأخطاء إلى آلاف الدولارات من الخسائر التي يتم تكبدها، والسبب في ذلك شيء بسيط، كتعليق شيء ما في وضعية مقلوبة.

وقد قال أحد العملاء بأنهم لن يقبلوا طائرات من تشارلستون مرةً أخرى بسبب مشاكل الجودة. وبأنهم لن يقبلوا سوى التجميع النهائي الذي يتم في إيفريت، واشنطن.

ملاحظات بوينج "لم يتم إلغاء أي طلب للطائرات نتيجة المكان الذي تُصنع فيه، كما لم يشترط أي من العملاء المكان الذي يرغبون أن تُصنع طائراتهم فيه سواءً أكان إيفريت أو كارولينا الجنوبية. كما أننا قمنا بتسليم الطائرات المصنعة في كارولينا الجنوبية من مركز التسليم الموجود في إيفريت، وتسليم الطائرات المصنعة في إيفريت في مركز التسليم الموجود في كارولينا الجنوبية. وسنحتفظ بهذه المرونة حسبما تمليه متطلبات الإنتاج. ولا يمكننا الإعلان عن أي إلغاء لأي طلبات نظرًا لمكان تصنيع الطائرات أو تسليمها.

الإبلاغ عن المخالفات

أتمنى أن يُسلط ما طرحته الضوء على الوضع، فهذه قاعدة واسعة بما يكفي ليأخذها الأشخاص على محمل الجد، إذ إن المشكلة خطيرة جدًا، وكما قٌلت، يكون على متن الطائرة 300 روح… وحياتهم شيء أكبر مني شخصيًا.

ولا أتمنى سوى أن يصدقني الناس. كما أنني لا أسعى لتحقيق شيء من وراء ذلك. وليس هناك من سبب يدفعني لفعل ذلك ناهيكم عن حقيقة ما قد يصيبني نتيجة لذلك.

فلدي أسرة تسافر جوًا، ويعتقدون أنني أمازحهم عندما أخبرهم بذلك، ويسألونني، "هل أنت بالفعل تعمل على طراز 787؟" "كلا، لست أعمل." وهذه لست مزحة. إنه أمر يؤرقني بالفعل.

تضيف بوينغ "لقد استوفت عمليات التسليم والتجميع النهائي لطائرات 787 في كل من ساوث كارولينا وواشنطن أعلى معايير السلامة والجودة التي يتم التحقق منها عبر اختبار مُتقن يتضمن عمليات التحقيق والفحص. وتستخدم بوينج نظامًا شائعًا ومعتمدًا لدى إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية فيما يتعلق بإنتاج طائرة 787 وجودتها. وتقوم بوينغ بتسليم طائرات الأحلام 787 عالية الجودة في كل من إيفريت وشمال تشارلستون، والتي تقدم أداءً رائعًا وتلبي توقعات العملاء.

"وتجدر الإشارة إلى أن تطابق جودة طائرات 787 التي تصنعها الفرق الموجودة في كلٍ من إيفريت وشمال تشارلستون. ووفقًا للوائح المتعلقة بإدارة الطيران الفيدرالية، تتبع القوى العاملة الموجودة في كلا الموقعين تعليمات البناء المفصلة إلى جانب الأدوات والعمليات ذاتها. كما يوجد نظام واحد معتمد لإنتاج طائرات 787 وجودتها، وهو الأمر الذي يدفع كل من إيفريت وساوث كارولينا على اتباع أعلى المعايير، بينما تدل خبرتنا في المجال على تساوي الطائرات المنتجة في كلا الموقعين".