الجيش الأوكراني ينسحب من مطار لوغانسك

أعلن الجيش الأوكراني أن قواته انسحبت من مطار لوغانسك الرئيسي في شرق البلاد بعد تعرضها لهجوم من قوات روسية، في حين اتهم الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو روسيا بشن "عدوان مباشر وعلني" على بلاده.
 
وكان بيان سابق للجيش ذكر أن المظليين الأوكرانيين يقاتلون كتيبة دبابات روسية من أجل السيطرة على المطار الواقع خارج المدينة التي تعد معقلا للانفصاليين على الحدود مع روسيا.

ويشكل هذا الانسحاب إخفاقا جديدا للقوات الأوكرانية التي كانت تتقدم على مواقع الانفصاليين حتى الأسبوع الماضي عندما فتحوا جبهة جديدة في الجنوب بدعم من القوات الروسية، بحسب ما تقول كييف والحلف الأطلسي.

وقد أرغم الانفصاليون القوات الأوكرانية على الانسحاب من عدة مواقع في جنوب وشرق البلاد، والتحصن للدفاع عن مرفأ ماريوبول الإستراتيجي.

بترو بوروشينكو اتهم روسيا بشن
بترو بوروشينكو اتهم روسيا بشن "عدوان مباشر وعلني" على بلاده (رويترز)

وفي الأسبوع الماضي، استولى انفصاليون تقول كييف إنهم مدعومون من رتل مدرعات روسي على بلدة نوفوازوفسك وأصبحوا يهددون ميناء ماريوبول.

وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن جنودا روسيين دخلوا إلى مدن كبرى شرق أوكرانيا الاثنين، ونقلت عن وزير الدفاع الأوكراني فاليري غيليتي قوله إن القوات الروسية تتحرك إلى مدينتي لوغانسك ودونيتسك.

وأوقعت المعارك في شرق أوكرانيا أكثر من 2600 قتيل منذ أواسط أبريل/نيسان الماضي.

لا تدخل عسكريا
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الاثنين أن بلاده لن "تتدخل عسكريا" في أوكرانيا، مشددا على ضرورة التباحث بشأن "وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط" في المحادثات المقررة في مينسك عاصمة روسيا البيضاء بين ممثلين عن كييف وموسكو.

وصرح لافروف -في لقاء مع طلاب روس- بأنه "لن يحصل تدخل عسكري، نحن نؤيد فقط تسوية سلمية لهذه الأزمة الخطيرة، لهذه المأساة".

وتابع قائلاً "كل ما نقوم به يهدف فقط إلى تحقيق تقدم لمقاربة سياسية" من أجل تسوية الأزمة في أوكرانيا التي تشهد معارك طاحنة بين الجيش الأوكراني ومتمردين موالين لروسيا.

من جهة أخرى، عارضت الصين اليوم الاثنين فرض عقوبات إضافية على روسيا بسبب اتهامات بأن موسكو أرسلت قوات إلى داخل أراضي أوكرانيا، مشيرة إلى أن مزيدا من العقوبات من شأنها أن تعقد الوضع أكثر.

ودعت الصين مختلف الأطراف المتدخلة في الأزمة الأوكرانية إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس "وتفادي اتخاذ المزيد من الإجراءات التي قد تؤدي إلى تصعيد التوترات"، بحسب تعبير متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحفية يومية.

وهدد الاتحاد الأوروبي أمس الأحد روسيا بعقوبات تجارية جديدة، لكن انقسامات حادة بين زعمائه خلال قمة في بروكسل جعلت توقيت فرض أي إجراءات غير محدد.

عدوان مباشر
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، اتهم الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو روسيا بشن "عدوان مباشر ومفتوح" على بلاده، بينما أنحى نظيره الروسي فلاديمير بوتين باللائمة على سلطات كييف لرفضها الدخول في مفاوضات مباشرة مع انفصاليي شرق أوكرانيا.

وقال بوروشينكو -في كلمة ألقاها في الأكاديمية العسكرية في كييف- إن "العدوان" الروسي أحدث تغييرا جوهريا في توازن ساحة القتال لغير صالح كييف في الحرب التي تخوضها ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

من جانبه، أبلغ بوتين الصحفيين في موسكو أن "قيادة كييف الحالية لا ترغب في إجراء حوار سياسي حقيقي مع شرق البلاد".

وأضاف أن الانفصاليين الموالين لروسيا يحاولون إبعاد القوات الأوكرانية عن مواقعها الحالية التي قال إنها تطلق النيران منها تجاه أهداف مدنية.

واعتبر أن "وقفا فوريا وغير مشروط لإطلاق النار" يجب أن يكون "أولا" على جدول أعمال المباحثات في مينسك، حيث تعقد مجموعة الاتصال حول أوكرانيا، التي تضم خصوصا ممثلين عن كييف وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

المصدر : الجزيرة + وكالات