أوباما: لن نسمح بإقامة خلافة في العراق وسوريا

U.S. President Barack Obama talks about the humanitarian relief situation in Iraq, at the State Dining Room of the White House in Washington August 7, 2014. REUTERS/Larry Downing (UNITED STATES - Tags: POLITICS)
أوباما: يجب أن نعرف كيف نخاطب السنة في المنطقة (رويترز)

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يرغب في بحث توسيع استخدام الضربات العسكرية في العراق لصد "المتشددين الإسلاميين"، لكن يجب على القادة السياسيين في العراق أولا أن يتوصلوا إلى سبيل للتعاون في ما بينهم.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة نيويورك تايمز أمس الجمعة عبر أوباما عن أسفه لعدم بذل المزيد لمساعدة ليبيا، وعن تشاؤمه حيال فرص السلام في الشرق الأوسط، ومخاوفه من أن تغزو روسيا أوكرانيا.

وأجاز أوباما أول أمس الخميس للجيش الأميركي تنفيذ ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بشمال العراق في عملية محدودة تستهدف منع ما وصفه "بإبادة جماعية" محتملة لأقلية دينية، وأيضا لحماية المسؤولين الأميركيين الذين يعملون في العراق.

وذكر أوباما في المقابلة التي نشرت مقتطفات منها على موقع الصحيفة الإلكتروني "لن نسمح لهم بإقامة خلافة بصورة ما في سوريا والعراق، "لكن لا يمكننا فعل ذلك إلا إذا علمنا أن لدينا شركاء على الأرض قادرين على ملء الفراغ".

ومع ذلك قال أوباما إن واشنطن قد تفعل المزيد لمساعدة العراق في صد التنظيم المتشدد، ونبه إلى أن "إبقاء قوات أميركية لم ولن يكون مهما لو أن الأغلبية الشيعة لم تبدد فرصة تقاسم السلطة مع السنة والأكراد".

وأوضح أن الولايات المتحدة تريد تقديم المساعدة، و"لكن ما أشرت إليه هو أنني لا أريد أن أقوم بدور القوات الجوية العراقية".

لن نسمح لهم بإقامة خلافة بصورة ما في سوريا والعراق، لكن لا يمكننا فعل ذلك إلا إذا علمنا أن لدينا شركاء على الأرض قادرين على ملء الفراغ

وأضاف "لو انتهزوا الفرصة حتى يصلوا إلى اتفاق مع السنة والأكراد ولم يصدروا تشريعا كقانون اجتثاث البعث لما كانت هناك أي ضرورة لقوات أجنبية، وفي غياب تلك الفرصة فإن قواتنا لو بقيت هناك لوجدت نفسها عاجلا أو آجلا في تقاطع النيران بين الفريقين".

جذور الأزمة
وقال أوباما إن "ما نراه يحدث في الشرق الأوسط ومناطق من شمال أفريقيا هو بداية تصدع نظام يعود إلى الحرب العالمية الأولى".

وحسب أوباما، فإن النقطة التي يجب التركيز عليها هي "أن في العراق أقلية سنية، وفي سوريا أغلبية سنية، وهما متواصلتان وممتدتان من بغداد حتى دمشق، وما لم نجد صيغة تلبي طموح هذه الشعوب فلا بد أن نقع في مشكلة، والمؤسف أن الشيعة لم يكونوا يدركون هذه الحقيقة إلا أنهم بدؤوا يعونها".

وأكد أن "وجود تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يستهوي السنة، ولكنه يملأ فراغا في مناطقهم يضطرنا إلى ألا نبحث فقط عن مجابهة هذا التنظيم عسكريا، ولكن أن نعرف كيف سنخاطب السنة في هذه المنطقة".

وأثنى أوباما على مسؤولي إقليم كردستان شبه المستقل في العراق لأنهم "عمليون" و"متسامحون مع الطوائف والأديان الأخرى".

وعرج أوباما على الموضوع السوري واشتكى من عدم وجود ما يكفي من المتمردين السوريين، منبها إلى أن المساعدات الأميركية لا يمكن أن تكون كافية أبدا ولا يمكن أن تحقق للمعارضة السورية ما تطمح إليه لعدم وجود كفاءات تستطيع مجابهة النظام ومن يساندونه في الخارج.

وقال "القول إننا لو ساعدنا المعارضة السورية مبكرا لكان الأمر مجرد وهم، لأن تقديم أسلحة خفيفة أو حتى متطورة لمجموعات من "المدنيين" ليقاتلوا دولة تملك ترسانة قوية، وتمدها روسيا وإيران من خلفها ويقاتل معها حزب الله لن يكون أبدا ورقة رابحة".

وزاد "حتى الآن تجد الإدارة هنا صعوبة في الحصول على عدد كافٍ من المتمردين لتدريبهم وتسليحهم "ليس هناك من القدرات ما كنا نأمل فيه".

بشكل ما بيبي (نتنياهو) قوي للغاية، وبشكل ما عباس ضعيف لدرجة لا تمكنه من لم الشمل واتخاذ قرارات جريئة كتلك التي اتخذها السادات أو بيغن أو رابين

تشكيك في اتفاق سلام
وفي سياق العدوان على غزة، أوضح أن إدارته تسعى إلى تشجيع التوصل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين.

وعبر أوباما كذلك عن شكوكه في قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس على إبرام اتفاق سلام طويل الأجل مثل الاتفاقيات التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيسا الوزراء الإسرائيليان السابقان مناحيم بيغن وإسحق رابين.

وقال "بشكل ما بيبي (نتنياهو) قوي للغاية، وبشكل ما عباس ضعيف لدرجة لا تمكنه من لم الشمل واتخاذ قرارات جريئة كتلك التي اتخذها السادات أو بيغن أو رابين".

وقال إنه يأسف لأن حكومته لم تبذل المزيد للمساعدة في إعادة إعمار ليبيا بعد الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي (ناتو) عام 2011 وساهمت في الإطاحة بمعمر القذافي.

وتشهد ليبيا قتالا وفوضى شديدة في هذه الفترة، ولكن أوباما لا يبدي أي رغبة في التدخل هناك "لذلك فهذا درس مستفاد أطبقه الآن، في كل مرة أتساءل فيها: هل يجب أن نتدخل عسكريا؟ هل نملك إجابة في اليوم التالي؟".

وعبر أوباما عن مخاوفه من عدم تخلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا. وقال "من الممكن أن يغزو".

المصدر : الفرنسية + نيويورك تايمز