اتهام قنوات غربية كبرى بتبني رؤية إسرائيل في غزة

اتُّهمت بعض القنوات الإعلامية الغربية الكبرى بتبني الرؤية الإسرائيلية وإخفاء جزء مهم من الحقيقة يتعلق بمعاناة الفلسطينيين في غزة.

وقد شهدت التغطية سحب بعض المحطات مراسلين من القطاع بعدما أطلقوا تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لم تكن تناسب الخط التحريري الموالي لإسرائيل.

وباعتراف صحفيين غربيين، ثمّة تواطؤ مع إسرائيل من قبل وسائل إعلام تبرّر قتل المدنيين الفلسطينيين وتصف الحرب بأنها بين قوى متكافئة.

فصور من الحرب الإسرائيلية على غزة لم تكن الخبر الأول أو الأهم في تغطية بعض وسائل الإعلام الغربية لما يجري في المنطقة، لتصبح عناوين الحرب التي تقتل مدنيين فلسطينيين وتهدم بيوتهم على رؤوسهم حربا ضد حركة حماس التي تهدد أمن إسرائيل. وعندما تبث صور ضحايا الغارات الإسرائيلية يكون ذلك من باب الخطأ.

وقد استفز الانحياز الفاضح وتصوير الحرب على أنها بين أطراف متكافئة، حتى بعض الأميركيين حيث سخر جون ستيوارت في برنامجه من تلك التغطيات ومن طلب إسرائيل من الفلسطينيين مغادرة بيوتهم، إذ قال "يغادرون إلى أين؟".

وعندما يسمي المراسل في غزة الأشياء بأسمائها عبر تغريدة على تويتر يتم سحبه من التغطية، وقد فعلتها محطة أن.بي.سي بعد تغريدة للمراسل المهني أيمن محيي الدين عن الأطفال الذين قتلوا في شاطئ غزة حين كان شاهد عيان وصف ما حدث هناك.

كما لجأت قناة سي.أن.أن إلى نفس الإجراء وسحبت مراسلتها ديانا ماغني التي وصفت جنودا إسرائيليين يحتفلون بسقوط الصواريخ على غزة، بالحثالة. 

وفي لندن تظاهر العشرات احتجاجا على تغطية بي.بي.سي للحرب الإسرائيلية على غزة.

وفي لقاء مع تلفزيون فرنسي اضطرت سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي ليلى شهيد أن توضح أمورا كثيرة لمذيعة كانت أسئلتها تليق بمحطة إسرائيلية من تل أبيب، وهي أسئلة من قبيل: لماذا لم تستنكر حماس -التي وصفتها المذيعة بمنظمة إرهابية- مقتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة؟ ومتى سينتهي التحالف -على حد تعبيرها- بين حماس وفتح؟ ولم تسأل المذيعة: كم طفلا قتلت الصواريخ الإسرائيلية في غزة؟

وقد دفع تواطؤ الإعلام الغربي في الدعاية الإسرائيلية مذيعة أميركية في محطة روسية إلى الخروج عن طورها بعدما انتقدت بشدة إعلاما يساوي بين الضحية والجلاد في حرب غير متكافئة، وقالت "لم أعد أحتمل رؤية أصدقائي الفلسطينيين يفقدون أصدقاءهم وأسرهم في كل مرة تقدم فيها إسرائيل على جريمة ضد الأبرياء الذين يعيشون في سجن محاصر بالهواء الطلق".

المصدر : الجزيرة