أوباما يدافع عن الصفقة مع طالبان
دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء عن صفقة تبادل الجندي الأميركي بو برغدال بخمسة من قادة حركة طالبان كانوا معتقلين في سجن غوانتانامو، عقب انتقادات شديدة من خصومه الجمهوريين.
وردا على انتقادات حادة وجهها الجمهوريون إلى الإدارة الديمقراطية لأنها لم تبلغ الكونغرس بالاتفاق قبل ثلاثين يوما من العملية، شدد أوباما على أن "الإجراءات اختصرت لأننا كنا نريد أن نكون متأكدين من عدم تفويت هذه الفرصة".
ورحب مسؤولون أميركيون سياسيون وعسكريون بالإفراج عن برغدال، لكن الأسئلة المحيطة بظروف خطفه كثرت بعدما اتهمه بعض الجنود بالفرار من الجيش.
ومن البيت الأبيض وصولا إلى مبنى وزارة الدفاع، احتفل المسؤولون بعودة الجندي الشاب (28 عاما) وتحريره من الأسر لدى حركة طالبان، وكرروا وعدهم الدائم بعدم التخلي عن أي من جنودهم.
حرية الحركة
في هذه الأثناء قال مسؤول خليجي كبير الثلاثاء إن قطر نقلت خمسة سجناء أفغان من حركة طالبان أطلق سراحهم مقابل إطلاق سراح جندي أميركي إلى مجمع سكني، وستسمح لهم بحرية الحركة في البلاد. وستخضع هذه الخطوة لتدقيق واشنطن على الأرجح.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى إطلاق سراح سجناء طالبان السابقين على أنه عملية نقل، وقالوا إنهم سيخضعون لقيود معينة في قطر. وقال أحد المسؤولين إن ذلك سيشمل حظر سفرهم خارج قطر لعام واحد على الأقل، إلى جانب مراقبة أنشطتهم.
وقال المسؤول الخليجي الذي رفض كشف اسمه لرويترز "خضع الرجال الخمسة لفحوص طبية، وهم يعيشون الآن مع أسرهم في منشأة إقامة بالدوحة". وأضاف "يمكنهم التنقل بحرية داخل البلد".
وأضاف أن أعضاء طالبان الذين حصلوا على تصاريح إقامة قطرية لن يعاملوا كسجناء في الدوحة، وأنه لن يشارك مسؤولون أميركيون في مراقبة تحركاتهم في قطر. وتابع "بموجب الاتفاق يتعين عليهم الإقامة في قطر لمدة عام، وسيسمح لهم بعد ذلك بالسفر إلى الخارج، ويمكنهم العودة إلى أفغانستان إذا أرادوا".
وكان المحتجزون الخمسة في سجن غوانتانامو الأميركي بكوبا منذ العام 2002، قد وصلوا إلى قطر يوم الأحد الماضي.
دوافع إنسانية
وكان وزير الخارجية القطري خالد العطية قال إن توسط بلاده للإفراج عن خمسة من قادة طالبان مقابل إطلاق الجندي الأميركي الذي كان معتقلا لدى الحركة، جاء بدوافع إنسانية.
وأضاف العطية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في الدوحة الأحد الماضي، أنه لن يخوض في تفاصيل ما حدث.
لكن العطية أشار إلى أن قطر "عندما تلعب دور الوسيط فإنها تفعل ذلك وفقا لمبدأ أساسي في السياسة الخارجية القطرية وهو القضايا الإنسانية".
وقال إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "وجّه الجهات المختصة في الدولة بالبدء في هذه الوساطة الإنسانية التي كللت بالنجاح بعد مفاوضات طويلة".
وأشاد العطية بجهود المفاوضين القطريين الذين عملوا على تأمين إطلاق سراح الأسير الأميركي الوحيد في أفغانستان مقابل الإفراج عن معتقلي طالبان.