بوتين يتهم أوروبا بدفع أوكرانيا للانقسام
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة أن إرغام أوكرانيا على الاختيار بين روسيا والاتحاد الأوروبي دفع بها إلى "الانقسام"، وذلك عقب توقيع كييف اتفاق شراكة مع أوروبا وُصف بأنه "تاريخي ورائد وطموح"، إلا أن موسكو انتقدته.
وقال بوتين -في تصريح تلفزيوني- إن "الانقلاب غير الدستوري في كييف ومحاولات فرض خيار مصطنع على الشعب بين أوروبا وروسيا دفع بالمجتمع نحو الانقسام ومواجهة داخلية مؤلمة"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت عنه قناة روسيا اليوم تصريحات أكد فيها أن موسكو "تريد الوقف الكامل لسفك الدماء في أراضي النزاع كلها بما في ذلك على طول حدودنا"، وأضاف "على أوكرانيا أن تعود إلى طريق السلام والحوار والوفاق".
وبيّن أن الأهم هو "فرض وقف إطلاق نار دائم وتوفير ظروف حوار بين سلطات كييف وممثلي مناطق جنوبي شرقي أوكرانيا".
كما دعا الرئيس الروسي إلى تمديد وقف إطلاق النار بين القوات الأوكرانية والمتمردين الموالين للروس الذي ينتهي اليوم الجمعة.
اتفاق مهم
وتأتي هذه التصريحات عقب توقيع الاتحاد الأوروبي اتفاق الشراكة مع أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا -الجمهوريات السوفياتية السابقة الثلاث التي تسعى إلى التقرب من أوروبا الغربية- رغم ضغوط موسكو.
وتمّ اليوم التوقيع على الشق الاقتصادي من الشراكة بعد أن وقّع في أبريل/نيسان الماضي على الشق السياسي.
وحضر التوقيع في بروكسل رؤساء دول وحكومات البلدان الـ28 في الاتحاد الأوروبي وكل من الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو ورئيسي حكومتي جورجيا إيراكلي غاريباشفيلي، ومولدافيا يوري ليانكا.
وفي تعليقه على هذه الخطوة قال رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي "إنه يوم عظيم لأوروبا، الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانبكم اليوم أكثر من أي وقت مضى"، واعتبر أن لا شيء في الاتفاق من شأنه أن يؤثر على روسيا.
يأتي ذلك في حين أمهل الاتحاد الأوروبي روسيا ثلاثة أيام -حتى الاثنين- لتغيير سياستها حيال أوكرانيا أو تشديد العقوبات، وفقا لبيان رسمي أصدرته دول الاتحاد.
من جهته قال بوروشينكو "إنه يوم عظيم الأهم ربما لبلادي منذ الاستقلال"، وأضاف أنه "لا مفر من التطور في التاريخ"، وشدد على أن الاتفاق يشمل "أوكرانيا كلها" بما فيها شبه جزيرة القرم.
كما أعلن الرئيس الأوكراني أيضا أنه قرر تمديد وقف إطلاق النار 72 ساعة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين للروس في شرقي البلاد المضطرب.
| كان من المقرر أن يتم توقيع هذا الاتفاق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قبل أن يفضل الرئيس الأوكراني آنذاك فيكتور يانوكوفيتش طلب مساعدة اقتصادية من روسيا |
تحذير روسي
في المقابل حذر غريغوري كاراسين -نائب وزير الخارجية الروسي- من العواقب الخطيرة لهذا الاتفاق.
ونقلت روسيا اليوم عن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف تصريحه بأن بلاده ستتخذ جميع الإجراءات الوقائية لحماية اقتصادها حال تأثره سلبيا بتداعيات توقيع اتفاقية الشراكة الأوكرانية الأوروبية.
وكان من المقرر أن يتم توقيع هذا الاتفاق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قبل أن يفضل الرئيس الأوكراني آنذاك فيكتور يانوكوفيتش طلب مساعدة اقتصادية من روسيا بينما تعاني بلاده من ركود شبه دائم منذ أكثر من عامين.
وأدى قرار يانوكوفيتش إلى الحركة الاحتجاجية التي انتهت بإطاحته ثم ضم روسيا القرم قبل نشوء الحركة الانفصالية في شرقي أوكرانيا.
ويقوم اتفاق الشراكة غير المسبوق في تاريخ الاتحاد الأوروبي على تعاون كبير لقاء تعهد الدول الثلاث باحترام دولة القانون ومكافحة الفساد.