انفصاليو شرقي أوكرانيا يرفضون تأجيل الاستفتاء

Masked pro-Russian activists strengthen the barricades in front of the Ukrainian regional office of the Security Service in Slovyansk, Ukraine, Wednesday, May 7, 2014. Russia has pulled back its troops from the Ukrainian border, Vladimir Putin told diplomats Wednesday as he urged insurgents in southeastern Ukraine to postpone their planned referendum Sunday on autonomy. (AP Photo/Alexander Zemlianichenko)
عناصر انفصالية تحصن مبنى أمنيا بمدينة سلافيانسك تحسبا لهجوم القوات الأوكرانية (أسوشيتد برس)

قال قادة الانفصاليين في شرقي أوكرانيا اليوم إنه يرفضون تأجيل الاستفتاء لتحديد مصير المناطق الشرقية كما دعا إلى ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشددين على أن الاستفتاء سيُجرى في موعده الأحد المقبل.

وأعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في كل من دونيتسك وسلافيانسك ولوهانسك أنهم سينظمون الاستفتاء على البقاء ضمن أوكرانيا أو الانفصال عنها، وقال قائد ما تسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية" دنيس بوتشيلين لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الاستفتاء على الاستقلال سيُجرى في 11 مايو"، وأضاف أن "مجلس جمهورية دونيتسك الشعبية صوّت بالإجماع على تاريخ الاستفتاء".

وذكرت ستيلا خوروتشيفا -المتحدثة باسم رئيس بلدية سلافيانسك الذي عينه دعاة الانفصال في المدينة التي تشكل معقلا للانفصاليين- أن الاستفتاء سيُجرى الأحد المقبل، كما ذكرت وكالة رينوفوستي للأنباء الروسية نقلا عن مجموعة انفصالية تسمي نفسها "جيش جنوب الشرق" أن الانفصاليين في إقليم لوهانسك الواقع جنوب شرقي أوكرانيا رفضوا دعوة بوتين لتأجيل استفتاء الاستقلال، وهم مصرون على تنظيمه الأحد المقبل.

‪بوتين: بحثت مع رئيس منظمة الأمن بأوروبا كيفية خفض التوتر في أوكرانيا‬ (الأوروبية)
‪بوتين: بحثت مع رئيس منظمة الأمن بأوروبا كيفية خفض التوتر في أوكرانيا‬ (الأوروبية)

وكان بوتين دعا أمس -خلال اجتماع مع رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديدييه بوركهالتر- من سماهم أنصار الفدرالية في جنوب شرقي أوكرانيا إلى تأجيل الاستفتاء ليتسنى إطلاق حوار وطني شامل لتسوية الأزمة في البلاد، وقد رحبت ألمانيا بما سمته "اللهجة البناءة" لروسيا تجاه أوكرانيا، فيما اعتبرت واشنطن أن هذه الخطوة غير كافية، داعية موسكو لبذل المزيد.

تفاقم الوضع
وقال الاتحاد الأوروبي اليوم إن إجراء استفتاء في شرقي أوكرانيا "سيزيد من تدهور الوضع"، و"لن تكون له أي شرعية ديمقراطية"، وأضاف أنه يتابع الوضع في البلاد عن كثب لمعرفة إذا كان بوتين سيتبع أقواله بأفعال، في إشارة إلى تصريح أمس بسحب قواته من الحدود مع أوكرانيا وسط مخاوف غربية من تدخل عسكري روسي في المناطق الشرقية لأوكرانيا.

من جانب آخر، جدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتوأندرس فوغن راسموسن اليوم تأكيده بأنه لا مؤشر بعد على انسحاب القوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا. وأضاف في لقاء صحافي مشترك مع رئيس الحكومة البولندي دونالد تاسك "حتى الآن لم نلاحظ أي مؤشر على حصول انسحاب فعلي للقوات، وعند توافر أدلة سأكون أول المرحبين به"، وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ خلال زيارة لجورجيا اليوم إنه لا يوجد أي مؤشر على أن روسيا تسحب قواتها من الحدود الأوكرانية.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جدد تشكيكه بسحب موسكو قواتها من الحدود مع أوكرانيا كخطوة لتهدئة الوضع المتوتر

وردت وزارة الخارجية الروسية اليوم في تغريدة على موقع تويتر على تصريح راسموسن، قائلة إن الأمين العام للحلف ربما يكون "أعمى" عندما شكك في سحب موسكو قواتها من الحدود مع أوكرانيا، داعية إياه إلى الرجوع إلى تصريحات بوتين أمس.

تشكيك وترحيب
وجاء تشكيك راسموسن وهيغ متوافقا مع تصريحات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والبيت الأبيض، في حين رحب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم بـ"اللهجة البناءة" للرئيس الروس الذي طلب من الانفصاليين إرجاء الاستفتاء، معتبرا أن "الوضع حرج جدا، لكن لا تزال هناك فرصة لتفادي تصعيد جديد للعنف من خلال السبل الدبلوماسية".

وذكر بوتين اليوم أنه تباحث أمس مع رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في كيفية خفض توتر الوضع بأوكرانيا، مشددا على أن الأمر يتم أولا عبر "الحوار المتكافئ بين كييف وممثلي المناطق الشرقية والجنوبية"، فيما اتهم وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف الغرب بـ"تقديم معلومات مضللة للمجتمع الدولي بشأن الوضع في الحدود الروسية الأوكرانية". وأضاف أن أوكرانيا حشدت قرابة 15 ألف جندي في حدودها مع بلاده.

وفي سياق متصل، ترأس بوتين اليوم تجارب إطلاق أقوى الصواريخ التي تمتلكها بلاه ضمن مناورات عسكرية أقيمت احتفالا بفوز الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وأوضح الرئيس الروسي أن هذه المناورات -التي شاركت فيها وحدات من السلاح النووي- كانت مقررة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

المصدر : وكالات