خطة أممية لتحسين أمن مدارس نيجيريا
كشف الموفد الخاص للأمم المتحدة المكلف بشؤون التربية غوردن براون الأربعاء عن مشروع يرمي إلى تحسين الأمن في المدارس النيجيرية بهدف منع حصول عمليات خطف تلميذات خصوصا، وذلك عقب عملية اختطاف أكثر من مائتي فتاة من قبل جماعة بوكو حرام.
وبيّن براون، وهو رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، أن "مبادرة مدرسة آمنة ستساعد على وضع نيجيريا على الطريق لكي تساعد أكثر فأكثر الفتيات والفتيان على الذهاب إلى المدرسة وتحصيل العلم".
وأوضح أن هذا المشروع يهدف بدرجة أولى إلى تحديد المدارس المعرضة للمخاطر، ويشمل إشراك المجتمعات المحلية وأجهزة الأمن والأطفال أنفسهم، مشيرا إلى أن هذا المشروع ينص على "نشر حراس أمنيين وشرطيين، إضافة إلى إجراءات للرد على التهديدات والهجمات المحتملة الحالية على المؤسسات المدرسية".
كما أعرب براون -في أبوجا على هامش منتدى اقتصادي حول أفريقيا افتتح الأربعاء في العاصمة الفدرالية النيجيرية- عن قلقه من عملية خطف الفتيات، لافتا إلى أن "أفكار وصلوات العالم أجمع تتجه نحو الفتيات المخطوفات في نيجيريا في أسبوعهن الرابع في الأسر".
وقد خُطفت 276 تلميذة من مدرستهن في تشيبوك في 14 أبريل/نيسان الماضي، وتمكنت 53 منهن من الفرار، ولا تزال 223 فتاة في قبضة الخاطفين، كما خطف مسلحون يشتبه بأنهم أعضاء بجماعة بوكو حرام ثماني فتيات شمال شرق نيجيريا مساء الاثنين.
وقال زعيم الجماعة أبو بكر شيكاو في رسالة فيديو مسجلة الاثنين الماضي "أنا الذي اختطفتهن"، وأضاف "سأستمر في بيع الفتيات اللائي تبلغ أعمارهن تسعا وعشر سنوات لأنهن نضجن ونحن لدينا سوق لهن".
وتابع شيكاو -وهو يقف أمام ناقلة جند مدرعة- "المزيد من الهجمات ستعقب ذلك قريبا، سنواصل أخذ الفتيات لأنهن إماء".
عرض مساعدة
من جهته أعلن متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأربعاء أن بريطانيا سترسل فريقا من المستشارين الحكوميين إلى نيجيريا في إطار الجهود للإفراج عن التلميذات المختطفات"، مبينا أن الفريق سيغادر "في أقرب وقت" من دون أن يحدد طبيعة اعضائه وما إذا كان سيضم طاقما عسكريا.
وسيعمل هذا الفريق إلى جانب العسكريين والعناصر المكلفين بحفظ الأمن الذين أرسلهم الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وسيتحرك المستشارون البريطانيون خصوصا في مجال تنسيق العمليات وتقديم المشورة للسلطات المحلية، ولن يشاركوا مباشرة في العمل الميداني لتحرير الفتيات المخطوفات.
ووافقت السلطات النيجيرية الثلاثاء على المقترح الأميركي بإرسال فريق من الخبراء للمساعدة في العثور على الفتيات اللائي اختطفتهن بوكو حرام قبل 22 يوما، وأكد أوباما أن عناصر عسكرية وشرطية ووكالات أخرى ستتوجه إلى نيجريا لأجل ذلك.
وكانت بريطانيا قد عرضت على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ أيضا مساعدة نيجيريا في تحرير المختطفات، حيث اعتبر هيغ أن ما ذكرته بوكو حرام بخصوص "استخدام الفتيات كغنائم حرب وغنائم إرهاب يدعو للاشمئزاز وغير أخلاقي"، وأوضح أنه لا يريد مناقشة تفاصيل المساعدة التي تعرضها بريطانيا.
روبرت كولفيل: نحن قلقون جدا من التصريحات الشائنة التي وردت في شريط فيديو وزعه زعيم بوكو حرام يعلن فيه رغبته في معاملة التلميذات المخطوفات على أنهن سبايا سيتم بيعهن وتزويجهن بالقوة |
مكافأة وتنديد
من جهتها أعلنت الشرطة النيجيرية الأربعاء عن مكافأة قدرها خمسين مليون نايرا (310 ألف دولار) لمن يرشد عن مكان احتجاز التلميذات المختطفات.
يشار إلى أن عمليات اختطاف الفتيات في نيجيريا من طرف جماعة بوكو حرام قد لقيت تنديدا عالميا واسعا، فقد انتقد أوباما بأشد الأوصاف اختطاف افتيات، وعبر عن أمله في إنجاح "تعبئة دولية" ضد بوكو حرام، وأكد أن خطف التلميذات أمر "يحطم القلب، ويثير الغضب".
تزامن ذلك مع تحذير المفوضية العليا لحقوق الإنسان لجماعة بوكو حرام النيجيرية الثلاثاء، من تنفيذ تهديد زعيمها ببيع الفتيات المختطفات.
وقال روبرت كولفيل -الناطق باسم مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي- "نحن قلقون جدا من التصريحات الشائنة التي وردت في شريط فيديو وزعه زعيم بوكو حرام يعلن فيه رغبته في معاملة التلميذات المخطوفات على أنهن سبايا سيتم بيعهن وتزويجهن بالقوة".
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس أن الأزهر دعا في بيان صحفي نشر في القاهرة إلى إطلاق المختطَفات "بشكل فوري"، معتبرا أن احتجازهن "يتنافى بشكل قطعي مع تعاليم الدين الإسلامي ومبادئه الأساسية التي تنص على التسامح".