بوتين يسحب قواته ويطالب بتأجيل استفتاء شرقي أوكرانيا

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قواته من الحدود مع أوكرانيا، ودعا إلى تأجيل استفتاء على انفصال أقاليم الشرق الأوكراني التي كانت مقررة الأحد المقبل. في غضون ذلك واصل انفصاليون أوكرانيون في شرق البلاد سيطرتهم على بعض المباني الحكومية، من جهتها شنت القوات الحكومية هجمات على بعض المواقع شرقي البلاد لإخلائها من الانفصاليين.

وجاء إعلان بوتين في مؤتمر صحفي اليوم في موسكو إثر لقائه رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديدييه بوركهالتر، موضحا أن دعوته تأتي لتوفير الظروف الضرورية للحوار.

من جهته، قال بوركهالتر إن المنظمة المعنية بالأمن وحقوق الإنسان ستقترح قريبا "خارطة طريق" لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا.

وأضاف الرئيس الروسي "نعتبر أن الحوار المباشر بين السلطات في كييف وممثلي جنوب شرق أوكرانيا هو عنصر رئيسي (للتوصل إلى) تسوية".

وأكد بوتين أن محادثاته مع رئيس منظمة الأمن والتعاون أظهرت تقاربا كبيرا بين الجانبين لمعالجة الأزمة في أوكرانيا.

من جهتهم، قال الانفصاليون في شرق أوكرانيا إنهم سيدرسون دعوة بوتين لتأجيل استفتاء على استقلال المنطقة خلال اجتماع لجمعيتهم الشعبية غدا الخميس.

وقبل ساعات من اللقاء، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهم الأوروبيين بالتغاضي عن تصاعد موجة "الفاشية" في أوكرانيا، وذلك في معرض حديثه عن مقتل أربعين شخصا من الموالين للروس في أوديسا (جنوبي أوكرانيا) في الثاني من الشهر الجاري.

القوات الأوكرانية استعادت مبنى البلدية بماريوبول وطردت منه انفصاليين (الفرنسية/غيتي إيميجز)
القوات الأوكرانية استعادت مبنى البلدية بماريوبول وطردت منه انفصاليين (الفرنسية/غيتي إيميجز)

ميدانيا
وفي تطور ميداني، أفادت مراسلة الجزيرة في دونيتسك (شرقي أوكرانيا) أن انفصاليين يحاصرون قاعدة عسكرية أوكرانية بالقرب من دونيتسك، طالبوا قادة القاعدة إما المغادرةَ وإما عدمَ معاونة القوات الأوكرانية في حال قررت شن حملة عسكرية في دونيتسك لإخلاء المباني الحكومية من الانفصاليين.

وفي وقت سابق اليوم، شنت قوات أوكرانية هجوما جديدا على مدينة سلافيانسك شرقي البلاد، وفق بيانات قوى موالية لروسيا.

وقال معارضون للحكومة الأوكرانية -في تصريحات صحفية اليوم- إن انفجارين شديدين وقعا على أطراف المدينة. وسمع سكان المنطقة صفارات تحذيرية للاختباء في أماكن آمنة.

تجدر الإشارة إلى أن القوات الحكومية تجتاح منذ أيام مدينة سلافيانسك التي يقطنها 120 ألف نسمة بالمركبات المدرعة ومعدات الاشتباك الثقيلة.

وأمس ليلا، تمكنت القوات الأوكرانية الحكومية من استعادة مبنى البلدية في مدينة ماريوبول الساحلية بشرق البلاد، وطردت ناشطين موالين لموسكو منه ثم انسحبت.

وكانت القناة الخامسة في التلفزيون الأوكراني قالت في وقت سابق إن الحرس الوطني سيطر على المركز الإداري في ماريوبول، وهي مدينة يغلب على سكانها متحدثو الروسية ويبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة.

وماريوبول جزء رئيسي مما أطلق عليه الانفصاليون اسم جمهورية دونيتسك الشعبية التي ستجري استفتاء على الانفصال عن أوكرانيا في الـ11 من الشهر الجاري.

وفي صباح اليوم، أعاد النشطاء الموالون لروسيا إقامة الحواجز خارج المبنى حيث ترفرف أعلام الانفصاليين، وأذيعت الأغاني الوطنية عبر مكبرات الصوت.

دعوة للحوار
ومن بروكسل حيث مقر الاتحاد الأوروبي، قال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي إن الاتحاد مستعد لإجراء مزيد من المحادثات مع أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة في محاولة لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية.

 
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي يزور بروكسل "ما نقوم به حاليا هو الإبقاء على مسار المفاوضات والحوار مفتوحا" مؤكدا استعداد الاتحاد لفكرة عقد اجتماع آخر في جنيف.

وفي إطار ذي صلة، ندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس بإعلان الانفصاليين الموالين لروسيا أنهم عازمون على إجراء استفتاء في شرق أوكرانيا، مؤكدا أنه "وهمي".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي "نشهد تكرارا لسيناريو القرم" في إشارة إلى الاستفتاء الذي أفضى إلى ضم شبه جزيرة القرم لروسيا في مارس/آذار الماضي.

وفي سياق متصل، قال القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الجنرال فيليب بريدلاف أمس إنه سيتعين على الحلف أن يدرس النشر الدائم لقوات في شرق أوروبا بسبب زيادة التوتر بين روسيا وأوكرانيا. وقد قام الناتو بترتيب عدد من عمليات تناوب الأفراد والمعدات في دول البلطيق وبولندا ورومانيا، ولكن من المقرر أن تنتهي هذه الإجراءات بنهاية العام الجاري.

المصدر : الجزيرة + وكالات