أوروبا تتشاور حول أولوياتها المقبلة

أعلن رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي أن القادة الأوروبيين أطلقوا مساء الثلاثاء مشاورات حول "الأولويات" المقبلة للاتحاد الأوروبي والتعيينات على رأس المؤسسات.

وبعد يومين من الانتخابات الأوروبية التي أظهرت صعودا للتيارات والأحزاب المناهضة للاتحاد، أوضح فان رومبوي أنه تلقى "تفويضا" من رؤساء الدول والحكومات من أجل "قيادة مشاورات مع البرلمان الأوروبي ومختلف الكتل البرلمانية ما إن يتم تشكيلها، وكذلك مع القادة أنفسهم".

وأضاف بعد عشاء استمر أربع ساعات وضم ممثلي الدول الـ 28، في بروكسل، أن هذه المشاورات ستتناول التعيينات بدءا بتعيين رئيس المفوضية والأولويات بالنسبة للأعوام الخمسة المقبلة.

وعلى صعيد الأولويات، أشار فان رومبوي إلى "النمو والتنافسية والوظائف وآلية عمل الاتحاد النقدي ومكافحة التغير المناخي ومشروع اتحاد الطاقة والتصدي للهجرة غير الشرعية".

هولاند دعا إلى إصلاح الاتحاد الأوروبي (غيتي/الفرنسية)
هولاند دعا إلى إصلاح الاتحاد الأوروبي (غيتي/الفرنسية)

دعوة للإصلاح
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعا لإصلاح الاتحاد الأوروبي، وقال إنه "بات صعب القراءة" وعليه بالتالي أن ينسحب من "المهام غير الضرورية" وذلك غداة الانتخابات الأوروبية التي شهدت تقدما كبيرا لليمين في فرنسا بشكل خاص.

وقال هولاند في كلمة متلفزة الاثنين "إن أوروبا لم تعد مفهومة حتى بالنسبة للدول" ودعا لانسحاب الاتحاد من المهام غير الضرورية، والتركيز على مجالات النمو وإيجاد فرص عمل وتشجيع الاستثمارات.

وشدد على أن "أوروبا لا يمكن أن تتقدم من دون فرنسا" وأن مستقبل فرنسا هو في أوروبا، غير أنه استدرك بقوله "أنا أوروبي، لكن من واجبي العمل على إصلاح فرنسا وإعادة توجيه أوروبا".

واعتُبر حصول الجبهة الوطنية في بلاده على نسبة فاقت الـ25% بمثابة زلزال سياسي كرس تنامي اليمين المتطرف، وتزايد نفوذ المشككين بدور الاتحاد الأوروبي.

من جهتها، لم تبد مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل حماسا لفكرة تقوية البرلمان والمفوضية الأوروبية على حساب الدول، بينما أبدى رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون معارضته لإمكانية أن يختار البرلمان الرئيس المقبل للمفوضية الأوروبية.

يُشار إلى أن معاهدة لشبونة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني 2010 توصي القادة الأوروبيين بأن "يأخذوا بالاعتبار نتائج الانتخابات الأوروبية" في اختيارهم رئيس المفوضية.

اختيار رئيس للمفوضية الأوروبية يتصدر مشاورات قادة الاتحاد (الجزيرة نت-أرشيف)
اختيار رئيس للمفوضية الأوروبية يتصدر مشاورات قادة الاتحاد (الجزيرة نت-أرشيف)

تقدم وتراجع
يُذكر أن الأحزاب الكبرى المؤيدة لفكرة الاتحاد الأوروبي لا تزال تشكل الغالبية، وإن كانت فقدت بعضا من قوتها، فالحزب الشعبي الأوروبي الذي يضم الأحزاب الديمقراطية المسيحية ووسط اليمين نال 214 مقعدا، أي أقل بـ59 مقعدا من البرلمان المنتهية ولايته.

أما الاشتراكيون والاشتراكيون الديمقراطيون فقد خسروا سبعة مقاعد بسبب هزيمة الاشتراكيين الفرنسيين، ولم يتفادوا الفرق سوى بفضل النتائج الجيدة التي حققها الحزب الديمقراطي بزعامة ماتيو رنزي في إيطاليا.

وسجلت الأحزاب الأخرى المؤيدة لأوروبا تراجعا، حيث خسر الليبراليون نحو 17 من ممثليهم بعدما حصلوا على 66 مقعدا، أما الخضر فقد تمكنوا من الحد من خسارتهم بفوزهم بـ52 مقعدا.

وحسّن اليسار الراديكالي موقعه بعد فوز لائحة سيريزا في اليونان، وكسب سبعة نواب بحصوله على 42 مقعدا. وتحظى الأحزاب المؤيدة لأوروبا بغالبية 521 مقعدا من أصل 751.

وفي بريطانيا، اكتسح حزب الاستقلال الذي يطالب بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، الساحة َالسياسية بعد احتلاله الصدارة في تلك الانتخابات بحصوله على أكثر من 27% من الأصوات.

المصدر : الجزيرة + وكالات