المخابرات السويدية تخشى عودة مقاتلين من سوريا

Members of the Islamist Syrian rebel group Jabhat al-Nusra ride on a vehicle mounted with an anti-aircraft weapon, along a damaged street in Deir al-Zor, eastern Syria February 5, 2014. Picture taken February 5, 2014. REUTERS/Khalil Ashawi (SYRIA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST CONFLICT)
المعارضة السورية المسلحة انضم لها مقاتلون أجانب (رويترز-أرشيف)

قال رئيس المخابرات السويدية أندرس ثورنبيرغ إن نحو مائتي إسلامي -منهم شباب اعتنقوا أفكارا متشددة بعد مشاركتهم في الحرب بسوريا- يمثلون أكبر تهديد أمني للبلاد، مبديا خشيته من إمكانية تورطهم في هجمات داخل السويد لاحقا، ورأى أن احتمال اندلاع حرب في أوكرانيا بات يمثل التهديد الأمني الثاني للسويد التي احتفظت لعقود بمواقف دولية محايدة.

وفي لقاء لوكالة رويترز، قال ثورنبيرغ إن هناك نحو مائتي شخص يدعمون أو مستعدون وقادرون على تنفيذ "هجمات إرهابية" في السويد، أو التخطيط في السويد لشن هجوم على أهداف داخل دول مجاورة أو أماكن أخرى في العالم.

وأشار رئيس جهاز الأمن إلى أن أعداد المتشددين السويديين المشاركين في الصراع السوري خلال العامين الأخيرين بات أكثر ممن شاركوا في القتال بأفغانستان واليمن والصومال ودول أخرى على مدى السنوات العشر الماضية، وتابع "لم نر شيئا كهذا من قبل".

وأكد ثورنبيرغ أن نحو ثمانين سويديا سافروا إلى سوريا للقتال في صفوف جماعات على صلة بالقاعدة أو تستلهم نهجها، وأن عشرين منهم قتلوا، بينما عاد بعضهم من الحرب للعلاج أو لقضاء عطلة.

وأضاف أن هؤلاء المقاتلين باتوا يشكلون ظاهرة جديدة، إذ كانوا ينتمون من قبل لمجموعات مختلفة، بينما أصبح لهم الآن هدف مشترك في سوريا، موضحا أنهم مهاجرون من الجيل الأول والثاني وحتى الثالث، وأن بعضهم شباب فشلوا في الدراسة ومجرمون قصّر "وبعضهم صبية أبرياء تماما".

وتتخذ السويد منذ وقت طويل موقفا متحفظا في السياسة الدولية، حيث تجنبت المشاركة في الحروب العالمية التي شهدها القرن الماضي، لكن دور الجيش السويدي في أفغانستان ومشاركته بمهام في مالي قوض حالة الحياد الرسمي وزاد من احتمال استهداف السويد حسب رأي ثورنبيرغ الذي أمضى أكثر من عقدين في جهاز المخابرات السويدي.

وكانت السلطات الأمنية أحبطت قبل أربعة أعوام "هجوما انتحاريا" في ستوكهولم، كما أدين ثلاثة سويديين عام 2012 بتهمة التخطيط لقتل أشخاص في صحيفة دانمركية على خلفية نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم عام 2005، وكشف ثورنبيرغ أيضا عن إحباط مؤامرتين أو ثلاث خلال السنوات القليلة الماضية.

وفي سياق آخر، سلط رئيس المخابرات السويدية الضوء على تزايد أعمال التجسس الروسية، كما تحدث عن دلائل تؤكد تخطيط موسكو لشن حرب منذ بدء الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن هذه التطورات تحتل المرتبة الثانية في مجمل التقييم الأمني للسويد، رغم أنه ليس هناك ما يدل على وجود تهديد فوري.

المصدر : رويترز