مقتل جنود أوكرانيين قبيل "حوار وطني" بكييف

قال انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا اليوم الأربعاء إنهم قتلوا ثمانية جنود من القوات الحكومية في معركة وقعت ليلا خارج معقلهم بمدينة سلافينسك، وذلك قبيل انطلاق أول جولة من "حوار وطني" تجري في كييف برعاية غربية.

وقال فياشيسلاف بونوماريوف -الذي نصب نفسه عمدة لمدينة سلافينسك- لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، إن "العدو شن هجوما جديدا حوالي الساعة الواحدة ليلا، لكننا تصدينا له".

وكان سبعة أشخاص -بينهم ستة أفراد من قوات الأمن الأوكرانية- قتلوا أمس الثلاثاء في اشتباكات وقعت جنوب غرب سلافينسك.

وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد أن جدد حاكم إقليم دونيتسك سيرغي تاروتا رفض كييف الرسمي للاستفتاء الذي أجراه الانفصاليون الموالون لروسيا، وطالبوا بموجبه موسكو بقبول نتائجه وانضمام الإقليم إلى أراضيها.

وأقدم الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا على تنظيم الاستفتاء أسوة بما قامت به الأغلبية الناطقة بالروسية في شبه جزيرة القرم في مارس/آذار الماضي, حيث انتهت العملية بضم روسيا للقرم رغم معارضة كييف والغرب.

‪اشتباكات أمس أفضت إلى مقتل سبعة‬ أسوشيتد برس)
‪اشتباكات أمس أفضت إلى مقتل سبعة‬ أسوشيتد برس)

الحوار الوطني
وبعد موافقة الحكومة الأوكرانية على استضافة محادثات المائدة المستديرة برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تجري اليوم مفاوضات في غياب من تصفهم كييف بالانفصاليين الذين أعلنوا الاستقلال في إقليمين شرقي أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تورتشينوف إن كييف لن تقبل "بابتزاز" الانفصاليين في الشرق الذين يحملون السلاح ضد بلدهم، مؤكدا في الوقت نفسه الاستعداد للاستماع لهم عندما يتوقفون عن القتل والسرقة واحتلال المباني الحكومية.

ويُفترض أن يترأس المائدة المستديرة رئيس الوزراء أرسيني ياتسينوك بحضور مشرعين وشخصيات حكومية ومسؤولين إقليميين للعمل على خطة أعدتها المنظمة الأوروبية.

وكان ياتسينوك قد أعرب عن شكره للمنظمة على الخطة، ولكنه قال في بروكسل إن بلاده لديها خطتها الخاصة لإنهاء الأزمة، مؤكدا أن شعبه وحده هو الذي يقرر الحل.

وتنطوي خطة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على مطالبة جميع الأطراف في البلاد بنبذ العنف وإصدار العفو عمن شاركوا في الاضطرابات.

ولكن المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية انتقد الخطة باعتبار أنها لا ترغم روسيا خصوصا على القيام بشيء، مؤكدا أن على موسكو أن تتوقف عن رعاية "الإرهابيين" لتخفيف حدة التوتر.

وفي هذه الأثناء، اعتبرت روسيا -التي سبق أن حثت على إشراك الانفصاليين في الحوار- أن أوكرانيا باتت على وشك حرب أهلية.

وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف "عندما يقتل الأوكرانيون أوكرانيين أعتقد أن الأمر يقترب من حرب أهلية"، مؤكدا أن ثمة حربا حقيقية في جنوب وشرق أوكرانيا.

من جانبه، اعتبر رئيس مجلس النواب الروسي سيرغي نارشكين أن الرئيس الذي سيفوز في انتخابات 25 مايو/أيار الجاري بأوكرانيا لن يحظى بشرعية كاملة.

وفي تطور روسي آخر نتيجة العقوبات التي فرضها الغرب على خلفية ما وصفه بتدخل موسكو في أوكرانيا، أكد الرئيس الروسي فلادمير بوتين اليوم الأربعاء أن بلاده ستعمل على الاكتفاء ذاتيا في صناعة الدفاع.

أما سيغمار غابرييل وزير الاقتصاد الألماني ونائب المستشارة أنجيلا ميركل فقد حمل الاتحاد الأوروبي ما آلت إليه الأوضاع في أوكرانيا.

وقال المسؤول الألماني -الذي توسطت حكومته في إجراء الحوار الوطني بكييف- إن الاتحاد ارتكب خطأ عندما أعطى انطباعا في أوكرانيا بأنه يخيرها بينه وبين روسيا، ولكنه قال إن ذلك "لا يبرر إغراق البلاد في الفوضى"، في إشارة إلى روسيا.

من جانبه، دعا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي إلى التحرك، محذرا من أن ثمة "تهديدا حقيقيا" من شأنه أن يسقط الدولة الأوكرانية، أو أن يجعلها عرضة للانقسام.

المصدر : وكالات