الأمم المتحدة تحذّر من مجاعة بجنوب السودان

U.N. High Commissioner for Human Rights Navi Pillay addresses a news conference at the U.N. Integrated Peacebuilding Office in the Central African Republic (BINUCA) in Bangui March 20, 2014. REUTERS/Siegfried Modola
نافي بيلاي: أكثر من تسعة آلاف طفل تم تجنيدهم أثناء القتال بجنوب السودان (رويترز-أرشيف)
حذرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي الطرفين المتحاربين بجنوب السودان من أنهما سيتحملان المسؤولية في حالة وقوع مجاعة بالبلاد بعد تحذيرات من منظمات إنسانية بوجود "خطر حقيقي" بحدوثها في وقت لاحق هذا العام.
 
وقالت بيلاي في تصريحات بالعاصمة جوبا عقب لقائها في وقت سابق الرئيس سلفاكير ميارديت وخصمه رياك مشار إنها صدمت لما وصفته باللامبالاة التي أبداها كلا الزعيمين حيال خطر المجاعة.
 
وأضافت يبدو أن الرجلين غير متأثرين كثيرا بالجوع وسوء التغذية المنتشرين على نطاق واسع بين مئات الآلاف من أبناء شعبهما بسبب فشلهما شخصيا في حل خلافاتهما سلميا.

وتابعت أن منظمات الإغاثة الإنسانية أبدت مخاوفها من حدوث مجاعة في وقت لاحق هذا العام، مشيرة إلى أنه إذا حدث ذلك فإن طرفي النزاع سيتحملان المسؤولية بالتساوي لفشلهما في الالتزام بوقف إطلاق النار الذي وقع في يناير/كانون الثاني الماضي.

وصرحت بيلاي بأن أكثر من تسعة آلاف طفل تم تجنيدهم من قبل الجانبين في المعارك الدامية المستمرة منذ أربعة أشهر والتي أوقعت آلاف القتلى وتسببت في نزوح أكثر من مليون شخص.

وتأتي زيارة بيلاي- المكلفة من مجلس الأمن بالتحقيق في التجاوزات الأخيرة ضد المدنيين بجنوب السودان- للوقوف على الوضع بعد تعرض قاعدة للأمم المتحدة بمدينة بور في 17 أبريل/نيسان لهجوم أسفر عن مقتل نحو خمسين مدنيا لجؤوا إليها، كما قتل مئات المدنيين في مدينة بانتيو النفطية.

تفادي إبادة
من جهته، شدد المستشار الخاص للأمم المتحدة لمنع الإبادة أداما دينغ على أن المنظمة الدولية لن تسمح بتكرار الإبادة التي شهدتها رواندا عام 1994 في جنوب السودان.

جنوب السودان يشهد قتالا منذ أشهر وسط تحذيرات من تحوله إلى عرقي (رويترز) 
جنوب السودان يشهد قتالا منذ أشهر وسط تحذيرات من تحوله إلى عرقي (رويترز) 

وقال دينغ في ختام زيارة لجوبا إن "التحريض على الكراهية وارتكاب مجازر على أساس إثني" في جنوب السودان تثير المخاوف من أن "يتجه هذا النزاع إلى مواجهات عنيفة خطيرة يصعب السيطرة عليها".

ومن جهة أخرى، بدأ وزير الخارجية الأميركية جون كيري جولة أفريقية ستركز على الوضع في جنوب السودان، وقال دبلوماسي أميركي إن الوزير سيوجه رسائل قوية إلى الجانبين بأنهما سيتحملان المسؤولية إذا لم يتخذا الإجراءات اللازمة من أجل وقف أعمال العنف، مشيرا إلى أن واشنطن تعد قائمة عقوبات للمتورطين بالعنف.

وفي وقت سابق من أمس، دعا المسؤول عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة لجنوب السودان توبي لانزر طرفي النزاع في جنوب السودان إلى إعلان هدنة لمدة شهر خلال مايو/أيار لوقف العنف وضمان بيئة آمنة للمدنيين.

وفي أديس أبابا ناقش طرفا النزاع في البلاد أمس "وثيقة" جديدة رفعها الوسطاء لوضع جدول أعمال للمفاوضات التي استؤنفت الاثنين لإنهاء العنف المدمر الذي يشهده جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول.

ووفقا لمصادر قريبة من الوفدين، لم يجرِ أي حوار مباشر بين الجانبين أثناء هذه الجولة. ويدرس كل جانب مسودة جدول أعمال للمباحثات رفعتها السلطة الحكومية للتنمية (إيغاد) التي تقوم بالوساطة بين طرفي النزاع.

المصدر : وكالات