مقار حكومية جديدة تسقط بأيدي انفصاليي أوكرانيا

Masked pro-Russian activists reinforce their barricade outside the regional state building seized by the separatists in eastern Ukrainian city of Donetsk on April 26, 2014. Pro-Russian rebels holding a group of international OSCE observers in eastern Ukraine on Saturday accused them of being 'NATO spies' and vowed to continue detaining them. AFP PHOTO/ ALEXANDER KHUDOTEPLY
ناشطون ملثمون موالون لروسيا يعززون مواقعهم خارج أحد المباني الحكومية التي يسيطرون عليها في دونيتسك (الفرنسية)

أعلن مسلحون انفصاليون في شرق أوكرانيا سيطرتهم على مبان حكومية في مدينة ستاخانوف على بعد نحو مائة كيلومتر شمال شرق مدينة دونيتسك، وسط انتقاد أميركي لعدم تحرك موسكو لتنفيذ اتفاقية جنيف، وبالتزامن مع القبض على من وصفهم الانفصاليون بمخابرات أوكرانيا واحتجاز مراقبين أوروبيين لدى الانفصاليين.

ويُتوقع أن يشهد ميدان لينين في دونيتسك مظاهرة ينظمها موالون لروسيا للمطالبة بالانفصال عن أوكرانيا.

وكانت حالة من الترقب والقلق خيمت على شرقي أوكرانيا مع استمرار العملية العسكرية التي تخوضها السلطات الأوكرانية ضد المسلحين الموالين لروسيا.

من ناحية أخرى، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الأحد من أن الغرب سيفرض عقوبات جديدة على روسيا اعتباراً من يوم غدٍ لوقف ما وصفها بـ"استفزازات" موسكو في شرق أوكرانيا.

وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الماليزية كوالالمبور إن من المهم اتخاذ تدابير جديدة حتى تفهم روسيا ضرورة وقف الأعمال الرامية إلى زعزعة الاستقرار في أوكرانيا, على حد تعبيره.

وأضاف أن أي قرار بفرض عقوبات على قطاعات من الاقتصاد الروسي في وقت لاحق سيعتمد على قدرة واشنطن وحلفائها على التوصل لموقف موحد بشأن كيفية التحرك قدماً.

وقال أوباما للصحفيين "سنكون في وضع أقوى لردع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين عندما يرى أن العالم موحد، وأن الولايات المتحدة وأوروبا متحدتان، وأنه ليس مجرد صراع أميركي-روسي".

وتسببت الأزمة بشأن أوكرانيا -التي كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي ويسكنها 45 مليون نسمة- في وصول العلاقات بين روسيا والغرب إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة.

أوباما في ماليزيا: سنكون في وضع أقوى لردع بوتين (أسوشيتد برس)
أوباما في ماليزيا: سنكون في وضع أقوى لردع بوتين (أسوشيتد برس)

وقال أوباما إن روسيا لم "تحرك ساكنا" لحمل الانفصاليين الموالين لموسكو على الامتثال لاتفاق دولي من أجل نزع فتيل الأزمة، مشيراً إلى أن هناك أدلة قوية على أنها تشجع الأنشطة في شرق وجنوب أوكرانيا.

وتتبنى واشنطن موقفاً أكثر حزماً من الاتحاد الأوروبي بشأن فرض مزيد من العقوبات، وأدى هذا إلى نفاد صبر بعض المسؤولين الأميركيين من رد الفعل الأوروبي.

مراقبون أم جواسيس؟
وفي تطور يعكس اشتداد الأزمة، عرض الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا على الصحفيين ثلاثة أشخاص معصوبي العينين وملطخين بالدماء، قالوا إنهم ضباط في المخابرات الأوكرانية.

وجلس المحتجزون الذين جُرِّدوا من سراويلهم وأحذيتهم مطأطئي الرأس داخل مقر جهاز المخابرات في مدينة سلافيانسك في وقت مبكر من صباح الأحد.

وهناك أكثر من عشرة محتجزين في سلافيانسك، من بينهم ثمانية مراقبين عسكريين أجانب كانوا في المنطقة تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومقرها فيينا.

واتهم الانفصاليون المراقبين -وهم من ألمانيا والسويد والدانمارك وبولندا والتشيك- بالتجسس لصالح حلف شمال الأطلسي واستخدام مهمتهم مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا كغطاء.

غير أن الانفصاليين في شرق أوكرانيا كانوا قد أبدوا استعدادهم أمس السبت لإجراء مباحثات مع ممثلين عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن المراقبين المحتجزين لديهم منذ الجمعة الماضي.

وقال فياتشيسلاف بونماريوف -الذي نصَّب نفسه رئيساً لمدينة سلافيانسك- إن الاقتراح الأكثر قبولاً لدى النشطاء الأوكرانيين في الوقت الراهن هو مبادلة المجموعة التي تضم أعضاء من عدة دول من -بينهم أربعة من ألمانيا- بزملاء لهم مقبوض عليهم لدى السلطات الأوكرانية.

وفي ردٍ على الأزمة الأوكرانية، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيحث الخطى من أجل إبرام شراكات مع دول شرق أوروبا والتي ستسمح بإقامة علاقات تجارية أوثق معها مما سيُعد تحدياً لروسيا.

وكانت مساعي أوكرانيا لإقامة علاقات مع الاتحاد الأوروبي هي التي تسببت في الأزمة الراهنة في العلاقة مع موسكو وإحداث انقسام في البلد بين من يتطلعون للغرب ومن يريدون البقاء في فلك روسيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات