بان يدعو للهدوء بأوكرانيا وواشنطن تحذر موسكو

United Nations Secretary General Ban Ki-moon talks to the media after meeting European Commission President Jose Manuel Barroso (unseen) at the EU Commission headquarters in Brussels April 2, 2014. REUTERS/Francois Lenoir
بان كي مون طالب جميع الأطراف ببذل جهد لخفض التوتر في أوكرانيا (رويترز-أرشيف)

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الهدوء في أوكرانيا، مؤكدا أنه "يجب تفادي الأعمال العسكرية بأي ثمن"، وسط تحذيرات أميركية بفرض المزيد من العقوبات على موسكو التي بدأت مناورات عسكرية على الحدود مع أوكرانيا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم بان قوله الخميس إنه يخشى أن "يفلت الوضع من السيطرة مع ما ينطوي عليه ذلك من عواقب لا يمكن التنبؤ بها"، داعيا إلى "ضرورة أن تفي الأطراف كافة بتعهداتها بموجب اتفاق جنيف" الذي هدف إلى خفض التصعيد في الأزمة الأوكرانية.

كما طالب بان "من الجميع بالامتناع فورا عن القيام بأي أعمال عنف وترهيب أو استفزاز وبذل جهد لخفض التوتر".

تصريحات كيري
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الولايات المتحدة باتت أكثر اقترابا من فرض مزيد من العقوبات على روسيا بسبب ما تقوم به في شرقي أوكرانيا، مضيفا أن الوقت يوشك أن ينفد أمامها لتغيير مسارها هناك، وإذا "لم تختر روسيا تخفيف التصعيد فإن العالم سيعمل لضمان أن تدفع الثمن غاليا"، حسب تعبيره .

‪كيري: ما يجري في شرق أوكرانيا عملية عسكرية تم التخطيط والتحضير لها‬ (أسوشيتد برس)
‪كيري: ما يجري في شرق أوكرانيا عملية عسكرية تم التخطيط والتحضير لها‬ (أسوشيتد برس)

واتهم كيري روسيا بأنها لم تقم بـ"أية خطوة" لتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف الأسبوع الماضي لنزع فتيل التوتر في أوكرانيا.

وقال الوزير الأميركي في تصريح بواشنطن إن السلطات الانتقالية في كييف التزمت "منذ اليوم الأول" بالتعهدات التي قطعتها في اتفاق جنيف، متهما روسيا ببذل "أقصى جهودها من أجل تخريب العملية الديمقراطية" في أوكرانيا.

وأضاف كيري أن "ما يجري في شرق أوكرانيا هو عملية عسكرية تم التخطيط والتحضير لها جيدا، ونحن نعتبر أنها عملية تقودها روسيا"، موضحا أن "العالم أجمع يعلم أن متظاهرين سلميين لا يكونون مسلحين بقنابل يدوية وأسلحة رشاشة".

من جهته، أثنى وزير خارجية أوكرانيا دانيلو لوبكيفسكي على تصريحات كيري قائلا إن "الباب يغلق أمام فرص موسكو لتغيير سلوكها إزاء أوكرانيا"، مضيفا أن على روسيا وقف ما سماه الجنون الذي سيقودها إلى عواقب لا يمكن توقعها. 

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما حمل قبل ذلك روسيا مسؤولية فشل اتفاق جنيف، ولوّح  بعقوبات جديدة في حال استمرت في تجاهل الاتفاق ولم تعمد إلى التصرف بشكل "أكثر عقلانية".

مناورات ورد 
وبالتزامن مع هذه التطورات، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراءات كييف في شرق البلاد بالجريمة النكراء، متوعدا إياها بتحمل عواقبها، فيما اعتُبر إشارة إلى إمكانية تدخل روسي عسكري مباشر.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه روسيا بدء مناورات عسكرية على الحدود مع أوكرانيا ردا على العملية العسكرية التي شنتها السلطات في كييف ضد الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق البلاد.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزير الدفاع سيرغي شويغو القول "أُجبرنا على التحرك في مثل هذا الموقف"، وأوضح أنه تم منح الضوء الأخضر لاستخدام القوة ضد سكان مدنيين أوكرانيين، يتعين علينا الرد على مثل هذا التطور".

كما أكد شويغو أن الموقف على الجانب الأوكراني مثير للقلق، وقال إن 11 ألف جندي من القوات الحكومية الأوكرانية شاركت في الحملة ضد "الشعب المسالم"، وإن هناك عدم تكافؤ في القوى، مضيفا أنه "إذا لم يتم إيقاف آلة القتل هذه اليوم فإن ذلك سيؤدي إلى عدد أكبر من القتلى والجرحى".

وفي ردها على ذلك، طالبت كييف الخميس من موسكو تفسيرا وتفاصيل عن مناوراتها العسكرية قرب الحدود خلال 48 ساعة (تنتهي المهلة ظهر غد السبت).

وأوضحت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان لها أن من "حقها الحصول على إعلان للأهداف والتفاصيل الأخرى للتدريبات، وذلك بموجب وثيقة فيينا الصادرة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

كما اعتبرت الوزارة أن إجراء تدريبات روسية قرب الحدود مع أوكرانيا لا يمكن إلا أن يثير مخاوف، خصوصا بعد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي تتضمن تلميحا لا لبس فيه عن إمكانية دخول القوات الروسية أراضي أوكرانيا".

المصدر : الجزيرة + وكالات