أزمة أفريقيا الوسطى بقمة مصغرة في بروكسل

United Nations Secretary General Ban Ki-moon, right and Central African Republic President Catherine Samba-Panza talk at the start of a meeting on Central African Republic prior to the EU Africa summit at the EU Council building in Brussels on Wednesday, April 2, 2014. Leaders of some 70 nations from Africa and the European Union are meeting to improve political and economic cooperation between the two continents. The two-day summit in Brussels starting Wednesday also features discussions about development aid, climate change and migration issues. (AP Photo/Geert Vanden Wijngaert)
الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة أفريقيا الوسطى خلال لقائهما اليوم ببروكسل (أسوشيتد برس)

تطرح اليوم الأربعاء أزمة أفريقيا الوسطى في قمة مصغّرة في العاصمة البلجيكية بروكسل تساهم فرنسا في تنظيمها على خلفية تصاعد العنف في هذا البلد الأفريقي، في حين قال رئيس وزراء أفريقيا الوسطى أندريه نزاباياكي إن الجنود التشاديين الذين قتلوا 24 شخصا على الأقل في العاصمة بانغي السبت كانوا يتصدون لهجمات بقنابل يدوية.

وجاءت هذه القمة المصغّرة، مع افتتاح القمة الرابعة بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في بروكسل، بعد إطلاق الاتحاد عمليته العسكرية في هذا البلد الذي يشهد اشتباكات طائفية بين مليشيات مسيحية ومسلمين.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أوروبي تأكيده أن الأمر الأكثر إلحاحا في هذه القمة سيكون "وقف عمليات القتل" التي استؤنفت على الأرض وأسفرت عن سقوط خمسين قتيلا خلال الأيام الماضية، في مواجهات بين مليشيات مسيحية (أنتي بالاكا) ولصوص من جهة ومسلمين من جهة أخرى.

سيدرس المشاركون في القمة المصغرة بشأن أفريقيا الوسطى الجهود الإضافية التي يمكن بذلها في مجال المساعدة الإنسانية والتنمية.

قلق عميق
ويشارك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الاجتماع الذي يندرج في نهج قمة مصغرة أولى مماثلة عقدت في باريس في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذلك بحضور 13 بلدا أوروبيا منها ألمانيا وبريطانيا و12 بلدا أفريقيا منها الغابون وتشاد.

ولدى وصوله إلى بروكسل أعرب بان كي مون عن "قلقه العميق للوضع الخطير" على الأرض و"انعكاسات المعارك والفظائع على المدنيين".

من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس الثلاثاء أن الوضع الأمني في أفريقيا الوسطى "تدهور"، مشيرا إلى أن المسلمين "مستهدفون مباشرة" في هذا البلد.

وتراهن القمة المصغرة على سبل "إعادة الاستقرار والترويج للمصالحة الوطنية"، حسب ما أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي. وسيدرس المشاركون في القمة أيضا "الجهود الإضافية التي يمكن بذلها في مجال المساعدة الإنسانية والتنمية.

في سياق متصل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس حكومة أفريقيا الوسطى تصريحه للإذاعة الوطنية أن الجنود التشاديين الذين قتلوا 24 شخصا على الأقل في العاصمة بانغي السبت كانوا يتصدون لهجمات بقنابل يدوية.

‪‬ أعمال العنف أودت بحياة العشرات خلال الأيام الماضية(رويترز)
‪‬ أعمال العنف أودت بحياة العشرات خلال الأيام الماضية(رويترز)

أعمال عنف
وأوضح نزاباياكي أن "حادثا وقع (السبت) تورطت فيه وحدة من الاتحاد الأفريقي اضطرت للتصدي لهجمات بقنابل يدوية"، نافيا بذلك اتهامات المليشيا المسيحية التي تقول إن الجنود أطلقوا النار عمدا على الحشد.

وأعلنت بلدية بيغوا الأحد مقتل 24 شخصا على الأقل، وإصابة أكثر من مائة آخرين بجروح بالغة في بانغي بأيدي جنود تشاديين.

وكانت رئيسة بلدية بيغوا المحاذية للعاصمة، قد قالت الأحد الماضي إنه تم انتشال الجثث وتفقد عشرات المصابين في حيي غوبونغو وغالاباداغا بمنطقة بيغوا، في حين أوضح ضابط بالقوة الأفريقية -لم يكشف عن اسمه- أنه تم استهداف الجنود التشاديين بقنبلة يدوية أصابت أحدهم "فقاموا بالرد".

لكن أحد المتحدثين باسم مجموعة أنتي بالاكا المسيحية قال إن "ما حصل استفزاز، فقد قتل رجال ونساء وأطفال أبرياء في حين أن التشاديين لم يهاجمهم أحد".

وتشهد أفريقيا الوسطى أزمة غير مسبوقة منذ سنتين، ترافقت مع أعمال عنف طائفية تسببت في تهجير آلاف المسلمين من العاصمة، بينما طالبت منظمات حقوقية دولية بحمايتهم من اعتداءات المليشيات المسيحية أنتي بالاكا.

كما شهدت البلاد نزوح نحو 637 ألف شخص بينهم 207 آلاف شخص فروا من بانغي و319 ألفا آخرين فروا إلى البلدان المجاورة.

المصدر : الفرنسية