أوباما يطالب بوتين بالضغط على مسلحي شرقي أوكرانيا

طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالضغط على المجموعات المسلحة شرقي أوكرانيا كي تسلم سلاحها، بينما قال بوتين إن التقارير عن تدخل روسي في أوكرانيا غير صحيحة.

في هذه الأثناء اتفق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل على توسيع قائمة العقوبات المفروضة على أوكرانيين وروس لدورهم في الأزمة الأوكرانية الراهنة.

وأبلغ أوباما بوتين في اتصال هاتفي الاثنين "بقلقه البالغ" مما تقوم به روسيا في أوكرانيا، وطالبه بالضغط على المجموعات الانفصالية المسلحة الموالية لموسكو شرقي أوكرانيا من أجل إلقاء سلاحها وإخلاء المباني التي تسيطر عليها.

وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس أوباما حذر نظيره الروسي من أن موسكو ستواجه تكلفة متزايدة إذا أصرت على مواصلة تصرفاتها في أوكرانيا.

وأوضح البيان أن أوباما ذكر بوتين بأهمية أن تسحب روسيا قواتها من الحدود مع أوكرانيا بهدف تخفيف حدة التوتر، مشيدا في الوقت نفسه بما اعتبره ضبطا للنفس ملفتا من قبل الحكومة الأوكرانية.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الرئيس أوباما أوضح خلال المكالمة الهاتفية أن المسار الدبلوماسي مفتوح، وهو السبيل الذي تفضله الولايات المتحدة، لكن أفعال روسيا لا تنسجم مع هذا الخيار، بحسب تعبيره.

‪‬ بوتين: الاتهامات الموجهة لموسكولا أساس لها(أسوشيتد برس)
‪‬ بوتين: الاتهامات الموجهة لموسكولا أساس لها(أسوشيتد برس)

نفوذ واشنطن
أما بوتين فدعا أوباما إلى استخدام نفوذ واشنطن لمنع استخدام القوة وإراقة الدماء في أوكرانيا، وأكد أن الاحتجاجات في مدن بجنوب أوكرانيا وشرقها ناتجة عن عدم رغبة قيادة كييف في وضع مصالح السكان الناطقين بالروسية في اعتبارها.

وقال "ينبغي أن ينصب تركيز السلطات في كييف على إشراك جميع المناطق والقوى السياسية بأوكرانيا في صياغة دستور جديد للبلاد".

واعتبر الرئيس الروسي الاتهامات الموجهة لموسكو بالتدخل في شرق أوكرانيا لا تعدو كونها تكهنات تستند إلى معلومات لا أساس لها.

وأشار ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي لبوتين إلى أن الرجلين اتفقا خلال الاتصال على مواصلة السعي بالوسائل الدبلوماسية لمعالجة الوضع في أوكرانيا قبل اجتماع  جنيف يوم الخميس المقبل.

يأتي ذلك بينما اتفق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الاثنين على توسيع قائمة العقوبات المفروضة على أوكرانيين وروس لدورهم في الأزمة الأوكرانية الراهنة.

وشدد الوزراء على "الأهمية الحاسمة" للاجتماع المقرر الخميس المقبل في جنيف بسويسرا بين الأوكرانيين والروس والأميركيين والأوروبيين.

آشتون: إن حوار مفيدا بين روسيا وأوكرانيا أمر حيوي(أسوشيتد برس)
آشتون: إن حوار مفيدا بين روسيا وأوكرانيا أمر حيوي(أسوشيتد برس)

حوار مفيد
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون "إن حوارا مفيدا بين روسيا وأوكرانيا أمر حيوي".

من جانبه صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه إذا لم يسفر اجتماع الخميس عن النتيجة المرجوة فإن قمة طارئة لرؤساء الدول والحكومات في الاتحاد ستعقد الأسبوع المقبل في بروكسل.

وقد يقرر الأوروبيون في حال فشل اجتماع جنيف المرتقب الانتقال إلى المرحلة الثالثة من العقوبات، أي عقوبات اقتصادية بحق روسيا.

وكان الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تورتشينوف طالب في وقت سابق الاثنين بنشر قوات حفظ سلام أممية بشرق البلاد في ظل استمرار تقدم الموالين لروسيا وسيطرتهم على عدد من المباني غير مبالين بتهديدات سلطات كييف بشن عملية عسكرية ضدهم.

ويحتاج نشر قوات حفظ سلام أممية إلى قرار من مجلس الأمن، ومن المتوقع أن تستعمل روسيا حق النقض (فيتو) إذا عرض مشروع قرار بهذا الصدد على المجلس.

من جانبه أعلن الرئيس الأوكراني الانتقالي أن الجيش على وشك البدء في عملية لمكافحة "الإرهاب" شرقي البلاد. وتزامنت تصريحات تورتشينوف مع انتهاء المهلة التي منحتها الحكومة للمحتجين الموالين لروسيا لتسليم سلاحهم وإنهاء سيطرتهم على المباني الرسمية في عدة مدن.

ولم يُبد المحتجون -الذين تصفهم كييف بالانفصاليين- أي استجابة حتى الآن، وقالت مراسلة الجزيرة رانيا دريدي إن المسلحين غير مكترثين لتهديدات كييف، وأشارت إلى أن السلطات الأوكرانية لم تقم بأي تحرك في اتجاه استعادة السيطرة على المباني التي استولى عليها المسلحون.

ومضى المسلحون في التقدم باتجاه مواقع جديدة في مدن شرق البلاد، وهاجموا أمس الاثنين مركزا للشرطة في مدينة هورليفكا، كما سيطر آخرون على مطار محلي في مدينة سلافيانسك بمقاطعة دونتيسك.

المصدر : الجزيرة + وكالات