واشنطن تتهم موسكو بالضلوع بأحداث شرقي أوكرانيا

اعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور اليوم الأحد أن هجمات المجموعات المسلحة الموالية لروسيا في مدن شرقي أوكرانيا تنطوي على "مؤشرات على ضلوع موسكو"، بينما حذر حلف شمال الأطلسي "ناتو" روسيا من مخاطر أي تدخل عسكري آخر في أوكرانيا.

وقالت باور، في تصريح لشبكة "أي بي سي" الأميركية اليوم "ما يحدث في شرقي أوكرانيا يحمل كل المؤشرات التي شاهدناها في شبه جزيرة القرم، ما يحصل محترف ومنسق. ليس ثمة عوامل محلية هنا. في كل من المدن الست أو السبع حيث تنشط هذه القوى تقوم تماما بالأمر نفسه. إذن من دون أدنى شك، هذا يتضمن مؤشرات على ضلوع موسكو".

وأوضحت باور أن العقوبات التي فرضتها واشنطن بحق عدد من الشركات والمسؤولين الروس "دفعت الروبل إلى أدنى مستوى له تاريخيا وإلى تراجع البورصة الروسية بنسبة 20% وإلى هروب الاستثمارات. وأضافت "تبين لنا أن العقوبات يمكن أن تلحق ضررا. وإذا استمرت هذه التحركات (الروسية) فسنرى تشديدا لهذه العقوبات". 

وخلال مكالمة هاتفية السبت مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن "قلقه الشديد" حيال هجمات المجموعة المسلحة "المنظمة والمنسقة على غرار الهجمات السابقة في شرقي أوكرانيا والقرم"، بحسب ما نقلت الخارجية الأميركية. 

وقد استولى ناشطون موالون لموسكو على مقار عامة في الشرق الأوكراني الناطق بالروسية والمحاذي لروسيا, وتنفي موسكو أي ضلوع لها في هذه الاضطرابات. وأكد لافروف مجددا السبت أن بلاده لا تنوي البتة ضم المناطق في شرقي أوكرانيا. 

مسلحون سيطروا على مركز للشرطة شرقي أوكرانيا (الجزيرة)
مسلحون سيطروا على مركز للشرطة شرقي أوكرانيا (الجزيرة)

قلق بالغ
من جهته عبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ  راسموسن عن قلقه من ظهور مسلحين مؤيدين لروسيا في شرقي أوكرانيا وحذر من أن أي تدخل عسكري روسي آخر في البلاد سيزيد العزلة الدولية على موسكو.

وأرسلت حكومة أوكرانيا اليوم الأحد قوات أمنية لمدينة سلافيانسك الشرقية التي سيطر عليها مسلحون مؤيدون لروسيا وقالت وزارة الداخلية إن ضابط أمن قتل وأصيب خمسة آخرون أثناء العملية.

وقال راسموسن في بيان "أشعر بقلق بالغ من التفاقم المتزايد للتوتر في شرقي أوكرانيا"، وأضاف "نشهد حملة عنف منسقة من انفصاليين مؤيدين لروسيا يهدفون لزعزعة استقرار وسيادة أوكرانيا".

وقال راسموسن إن ظهور رجال في شرقي أوكرانيا يحملون أسلحة روسية ويرتدون زيا موحدا غير محدد بعلامات مثلما فعل الجنود الروس خلال احتلال جزيرة القرم هو "تطور خطير".

ودعا روسيا إلى "نزع فتيل الأزمة وسحب الأعداد الكبيرة من جنودها وبينهم أفراد من القوات الخاصة من المنطقة الحدودية الأوكرانية، وقال "أي تدخل روسي آخر أيا كان مبرره لن يؤدي إلا لتعميق العزلة الدولية على روسيا". 

كييف قالت إن العملية العسكرية بمدينة سلافيانسك تهدف لمكافحة الإرهاب (الجزيرة)
كييف قالت إن العملية العسكرية بمدينة سلافيانسك تهدف لمكافحة الإرهاب (الجزيرة)

قتلى وجرحى
وسقط قتلى وجرحى اليوم الأحد في العملية العسكرية التي بدأتها القوات الأوكرانية في منطقة سلافيانسك شرقي البلاد لمكافحة "الإرهاب" ضد من وصفتهم كييف بـ"انفصاليين مؤيدين لروسيا".

وتهدف العملية بحسب كييف إلى طرد الموالين لروسيا من مبان للشرطة وأجهزة أمنية, وينفذ العملية مركز مكافحة الإرهاب في جهاز أمن الدولة بمشاركة قوات من وحدات أمنية مختلفة.

وقال وزير داخلية أوكرانيا أرسين أفاكوف إن ضابطا في جهاز أمن الدولة الأوكراني قتل وأصيب خمسة آخرون من القوات الحكومية في عملية "لمكافحة الإرهاب" تستهدف مسلحين "انفصاليين" موالين لروسيا في مدينة سلافيانسك بشرقي البلاد.

وأضاف أفاكوف في صفحته على فيسبوك أن "عددا غير محدد" من الضحايا سقط في جانب "الانفصاليين" أثناء العملية, مشيرا إلى أن نحو ألف شخص يدعمون "الانفصاليين".

وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلنت كييف عن سيطرة من وصفتهم بانفصاليين مؤيدين لروسيا يحملون أسلحة آلية على مبان حكومية في مدينة سلافيانسك التي تبعد نحو 150 كيلومترا عن الحدود الروسية، وأقاموا متاريس على مشارف المدينة.

المصدر : الجزيرة + وكالات