تقرير أممي يحذر من التأخر بمواجهة الاحتباس الحراري
أكدت الأمم المتحدة في تقرير نشر اليوم الأحد أنه بات ضروريا التحرك سريعا للإبقاء على الاحتباس الحراري ضمن المستويات المتفق عليها، فيما حذر خبراء من أن عدم تخفيض سياسة الطاقة المعتمدة أساسا على الفحم والنفط، سيرفع درجة الأرض بشكل واضح.
وذكر التقرير -الذي بني على عمل أكثر من ألف خبير- أن التحول من استخدام أنواع الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة منخفضة الكربون مثل الرياح والشمس والطاقة النووية، ممكن من الناحية المادية، ولن يقلص النمو الاقتصادي العالمي إلا بنسبة 0.06% سنويا.
وأعلنت المجموعة الحكومية للخبراء بشأن المناخ -التي أنجزت التقرير- الأحد في برلين أن الإبقاء على ارتفاع حرارة الأرض عند مستوى درجتين مئويتين فقط أمر ممكن، موضحة أن ذلك يتطلب التحرك بسرعة لتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة الآخذة بالارتفاع، وذلك بنسبة تترواح بين أربعين وسبعين بالمائة بحلول عام 2050.
الفحم والنفط
وبحسب الخبراء فإذا لم يسجل انخفاض سريع وكبير في سياسة الطاقة العالمية المعتمدة بشكل أساسي على الفحم والنفط، واللذين يعتبران أكبر مسببين لانبعاثات الغازات الدفيئة، فإن الحرارة ستسجل ارتفاعا ما بين 3.7 و4.8 درجات بحلول عام 2100.
وأكد الباحث أوتمار إدنهوفر -أحدث المشرفين على إعداد التقرير- أنه "ينبغي تغيير المقاربات السائدة في مجال الطاقة لتجنب إصابة النظام المناخي بأضرار بالغة".
وقال زميله بلجنة الخبراء يوبا سوكونا "نحن نواجه تحديات كثيرة، لكن الآن لم يفت الأوان بعد للتحرك"، غير أنه استدرك بقوله "لكننا كلما انتظرنا وتأخرنا سيكون الأمر أصعب وأكثر تكلفة، وستصبح التحديات أكبر".
ويوضح الخبراء أن انبعاثات هذه الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض تتزايد بسبب الاستخدام الواسع للفحم خاصة داخل الولايات المتحدة والصين، ويقولون إنه إذا لم يتم تخفيض الانبعاثات قبل 2030 "فسيكون من الصعب الإبقاء على ارتفاع حرارة الأرض عند درجتين مئويتين فقط".
وهذه الأعمال التي قدمها الخبراء في برلين تكمل التقييم الذي أجروه للعامين 2013 و2014 عن الأدلة على التغيرات المناخية وآثارها.
وكان تقرير مماثل عام 2007 ساهم إلى حد كبير في التوعية بمخاطر الاحتباس الحراري، وأثر النشاط البشري عليه.