دعوات لنشر مراقبين بأوكرانيا وروسيا تحشد المزيد

Armed servicemen wait in Russian army vehicles outside a Ukranian border guard post in the Crimean town of Balaclava March 1, 2014. Ukraine accused Russia on Saturday of sending thousands of extra troops to Crimea and placed its military in the area on high alert as the Black Sea peninsula appeared to slip beyond Kiev's control. REUTERS
undefined

أبدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا رغبتها في إرسال بعثة مراقبين إلى أوكرانيا, كما أعربت مجموعة الدول الصناعية الكبرى عن استعدادها لتقديم مساعدات كبيرة لكييف, بينما يواصل الجيش الروسي حشد قواته على حدود شبه جزيرة القرم جنوبي أوكرانيا.

وقال الرئيس الحالي للمنظمة السويسري ديدييه بوركالتر إن المنظمة ترغب في إرسال بعثة مراقبين إلى أوكرانيا للتحقيق في مجمل الأحداث التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة.

وخلال افتتاح الدورة السنوية لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، قال بوركالتر إنه يشجع حكومة أوكرانيا على استدعاء بعثة تابعة لمكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان لزيارة كييف لتقييم الأوضاع وتحديد مسببات الأحداث التي جرت منذ بدء الأزمة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة أنها طلبت -خلال اجتماع خاص للمنظمة بالعاصمة النمساوية فيينا- إرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون بأوروبا "فورا" إلى أوكرانيا, بهدف "تأمين حقوق الأقليات واحترام وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا".

وتأتي هذه الدعوات بعد أن طلب حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمس الأحد بنشر بعثة مراقبين دوليين بأوكرانيا للمساهمة في حل الأزمة بالطرق السلمية، على حد قول الحلف.

ومن المنتظر أن يصل غدا الثلاثاء وزير خارجية أميركا جون كيري إلى كييف لتأكيد الدعم السياسي والاقتصادي للسلطات الانتقالية, كما أعلنت الأمم المتحدة أن يان إلياسون مساعد الأمين العام يتوجه إلى هناك للاطلاع على تطورات الأوضاع، وتقديم تقرير للأمين العام بان كي مون.

منظمة الأمن والتعاون بأوروبا دعت لإرسال بعثة مراقبين لكييف (الأوروبية)
منظمة الأمن والتعاون بأوروبا دعت لإرسال بعثة مراقبين لكييف (الأوروبية)

دعم للطرفين
في الأثناء، عرضت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تقديم دعم مالي قوي للسلطات الجديدة بأوكرانيا, وأعلن وزراء مالية المجموعة اليوم الاثنين أن الدول الكبرى ستتغلب مع  صندوق النقد الدولي على التحديات الاقتصادية المباشرة التي تواجهها  أوكرانيا.

وقال بيان للمجموعة -التي تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وإيطاليا- إن صندوق النقد الدولي هو أنسب مؤسسة تقدم المساعدات لأوكرانيا عبر التشاور السياسي والتمويل المرتبط بالإصلاحات الضرورية.

في المقابل، قال وزير المالية الروسي أنتون سيلويانوف إن بلاده تبحث تقديم مساعدة مالية للحكومة المحلية بشبه جزيرة القرم, ومن المنتظر أن تتخذ قرارا حول هذا الأمر خلال الساعات القليلة القادمة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حصل السبت على موافقة مجلس الاتحاد الروسي على نشر قوات عسكرية بأوكرانيا لحماية مواطنيه الذين يقول الكرملين إنهم يواجهون تهديدا من أنصار الحكومة التي تولت السلطة بأوكرانيا بعد عزل الرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش.

وقد لاقت هذه الخطوة تنديدا رسميا أوكرانيا ودوليا حيث أدانت الدول الصناعية السبع الكبرى "التدخل الروسي بأوكرانيا" وألغت التحضيرات لعقد قمة مجموعة الثماني (التي تضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وروسيا) والتي كان من المقرر أن تعقد في سوتشي الروسية في يونيو/حزيران القادم.

لا فروف اتهم السلطات الأوكرانية الجديدة بمهاجمة الأقليات (رويترز-أرشيف)
لا فروف اتهم السلطات الأوكرانية الجديدة بمهاجمة الأقليات (رويترز-أرشيف)

حشد روسي
وبالتزامن مع التطورات السياسية، أعلن حرس الحدود الأوكراني قدوم تعزيزات جديدة من المدرعات الروسية على الجانب الروسي من مضيق "كيرش" الذي يفصل روسيا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وقال متحدث باسم حرس الحدود إن سفنا روسية تحركت في ميناء سيفاستوبول وحوله حيث توجد قاعدة لأسطول البحر الأسود الروسي, وإن القوات الروسية عطلت خدمات الهواتف المحمولة في بعض المناطق.

وفي تطور آخر لافت، قال مراسل الجزيرة إن موسكو أعلنت بدء بناء مشروع جسر بحري يربط روسيا بمنطقة القرم.

في الأثناء، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السلطات الأوكرانية الجديدة بمهاجمة الأقليات, ودعاها إلى احترام اتفاق 21 فبراير/شباط الماضي بما في ذلك الإصلاح الدستوري والاستفتاء, كما دعا الغرب إلى وضع الحسابات الجيوسياسية جانبا والتفكير بالشعب الأوكراني.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للخارجية الروسية قوله إن الوزير لافروف بحث مع نظيره الصيني تطورات الوضع بأوكرانيا, وتحدث البيان عن "تطابق وجهات النظر".

يُذكر أن الأزمة الأوكرانية اندلعت قبل نحو ثلاثة أشهر عندما احتلت المعارضة ساحة الاستقلال المركزية بكييف على خلفية رفض الحكومة توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واختيارها بدلا من ذلك اتفاقات تجارية مع روسيا, لتنتهي بقيام البرلمان بعزل يانوكوفيتش.

المصدر : الجزيرة + وكالات