روسيا تسيطر على القرم وتحركات غربية للرد
أتمت روسيا بسط سيطرتها العسكرية على شبه جزيرة القرم، وأعلنت كييف سحب قواتها من هناك، في حين التقت مجموعة السبع بلاهاي لبحث التطورات الأوكرانية، واجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الأوكراني أندري ديشتشيستا، في لقاء دبلوماسي هو الأرفع من نوعه منذ اندلاع الأزمة، وذلك على هامش قمة الأمن النووي بلاهاي.
فقد هاجم زورق روسي سفينة الإنزال الأوكرانية كونستيانتين أولشانسكي في بحيرة دونوزلاف غرب شبه جزيرة القرم، وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه قد سمع صوت أعيرة نارية ومشاهدة سحابة دخان عند اقتراب الزورق الروسي من السفينة التي سبق وشاركت عام 2011 بإجلاء أجانب من ليبيا، بعد اندلاع الثورة ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وأوضحت مراسلة الجزيرة وجد وقفي أن السفينة تعرضت لهجوم من طرف الزورق الروسي الذي بادر بإطلاق قنابل دخانية، مما اضطر نحو 21 جنديا أوكرانيا للاختباء داخل السفينة، قبل أن تقتحمها القوات الخاصة الروسية وتطرد الجنود الأوكرانيين الذين استمروا في ترديد نشيد بلادهم، ورفعت العلم الروسي على السفينة بدلا من العلم الأوكراني.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شايغو قد وصل إلى القرم الاثنين لتفقد المنشآت والقوات العسكرية، في حين أعلن نائب رئيس وزراء القرم أن جميع العسكريين الأوكرانيين إما انضموا إلى القوات الروسية، أو بدؤوا يغادرون المنطقة.
وشرعت موسكو الاثنين في تصميم خرائط روسيا الجديدة بعد ضم شبه جزيرة القرم، حيث بدأت المواقع الحكومية الرسمية تحديدا إبراز الخريطة الجديدة.
وأعلنت وكالات الأنباء الروسية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بدأ اجتماعا مع نظيره الأوكراني أندري ديشتشيستا على هامش قمة لاهاي، وقالت إن اللقاء يجري "على انفراد"، وفقا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.
وحسب المصدر الروسي، فإن هذا اللقاء يعد الاتصال الدبلوماسي الأعلى تمثيلية بين البلدين منذ بدء الأزمة في أوكرانيا، وقد جرى "بناء على طلب الوفد الأوكراني".
قلق شديد
وأعرب بن رودس نائب مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما للأمن القومي الاثنين عن "القلق الشديد" للبيت الأبيض إزاء مخاطر التصعيد الناجم عن انتشار قوات روسية على الحدود الأوكرانية.
وقال رودس "نشعر بالقلق الشديد للتصعيد المحتمل في شرق وجنوب أوكرانيا" بسبب وجود هؤلاء الجنود الذين "تراقبهم واشنطن عن كثب".
وأضاف رودس "نعتقد أن روسيا ستكون الخاسر الأكبر" من تصعيد عسكري، وتحدث عن احتمال فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد موسكو في هذه الحالة.
وكانت موسكو قد نفت الأحد الماضي حشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا بعد أن أعلن مستشار مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا أندري باروبي أن القوات الروسية مستعدة لمهاجمة أوكرانيا "في أي لحظة".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول عسكري أميركي قوله إن التواجد العسكري الروسي على الحدود الشرقية لأوكرانيا يتزايد.
ضغوط غربية
وأضاف هذا المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "عددهم (الجنود الروس) لا يزال يرتفع، إنهم في حالة تأهب"، مبرزا في الوقت نفسه أنه لا توجد مؤشرات على اجتياح "وشيك" لشرق أوكرانيا، غير أنه استدرك بقوله "لكن إذا قرروا التحرك، فإن ذلك لن يتطلب وقتا طويلا".
وقدر مسؤولون عسكريون أميركيون عدد الجنود الذين نشرتهم روسيا على طول الحدود بعشرين ألفا، مع آليات لنقل الجنود برا وجوا إضافة إلى طائرات حربية.
من جانبه، أكد أوباما الاثنين أنه يتعين على روسيا أن تدفع ثمن تصرفاتها في أوكرانيا، وأضاف، بعد محادثات مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أن "أوروبا وأميركا متحدتان في دعمنا للحكومة الأوكرانية والشعب الأوكراني، نحن متحدان في جعل روسيا تدفع ثمنا بسبب تصرفاتها حتى الآن".
والتقى باراك أوباما نظيره الصيني شي جينبينغ الاثنين على هامش قمة لاهاي وقال إنه على يقين من أنه "بالعمل سويا، يمكن للصين والولايات المتحدة أن تساعدا على تعزيز القانون الدولي واحترام سيادة الدول ووحدتها".
وقد بدأ قادة دول مجموعة السبع عصر الاثنين بلاهاي اجتماعا مخصصا للأزمة الأوكرانية بعد قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين أن قمة مجموعة الثماني لن تعقد في روسيا هذا العام بسبب الأزمة في أوكرانيا، وأضاف أن مجموعة السبع تلتقي "لتحديد الطريق إلى الأمام، ولكن وبصراحة فإن روسيا هي التي يجب أن تغير مسارها".