روسيا لا تتوقع تأثيرا كبيرا للعقوبات الغربية

Britain's Prime Minister David Cameron, Germany's Chancellor Angela Merkel, Sweden's Prime Minister Fredrik Reinfeldt and Netherlands' Prime Minister Mark Rutte meet at the start of the second day of a European leaders summit in Brussels March 21, 2104. EU leaders added 12 people to a list of those subject to travel bans and asset freezes for their part in Russia's seizure of Crimea on Thursday and begin preparations for economic sanctions if Russia expands its footprint in Ukraine. REUTERS/Yves Herman (BELGIUM - Tags: POLITICS)
الاتحاد الأوروبي أعلن الخميس عقوبات جديدة على روسيا (رويترز)
undefined

قال أليكسي مويسيف نائب وزير المالية الروسي اليوم الجمعة إنه لا يتوقع تأثيرا كبيرا للعقوبات التي أعلنها الغرب على القطاع المالي الروسي بسبب أزمة شبه جزيرة القرم، بينما ألغى الاتحاد الأوروبي قمة مع روسيا كان من المقرر أن تعقد في 3 حزيران/يونيو المقبل.

ونقلت وكالة رويترز عن مويسيف تصريحه للصحفيين على هامش مؤتمر للأعمال قوله "في الوقت الحالي لا أرى عواقب شديدة على القطاع المالي".

كما انتقد مويسيف خفض وكالتي تصنيف ائتماني توقعاتهما لروسيا، قائلا إنه لا يوجد أساس لهذه الخطوة، وإن "ميزانية هذه السنة ستكون أفضل مما كان متوقعا".

تأتي هذه التصريحات إثر إعلان وكالتي ستاندرد آند بورز وفيتش خفض آفاقهما لروسيا، مما يعني أنهما قد تعمدان قريبا إلى خفض تصنيف هذا البلد.

وبررت الوكالتان قرارهما بمخاطر تسجيل الاقتصاد الروسي المزيد من التباطؤ، وهو أساسا في وضع صعب، وخفضت الوكالتان توقعاتهما لنمو الاقتصاد الروسي إلى ما دون 1% عام 2014.

وقد أعلن الاتحاد الأوروبي أمس الخميس عقوبات جديدة على روسيا، حيث أضاف 12 اسما إلى قائمة الشخصيات التي فرض عليها عقوبات بسبب ذلك، ليرتفع عدد المعاقبين في اللائحة إلى 33 اسما.

فقد أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في ختام اليوم الأول من قمة الاتحاد الأوروبي ببروكسل
-التي تستمر يومين- أنه "ستكون هناك 33 شخصية على هذه اللائحة"، وأضاف "يجب أن تفهم روسيا أنه لا يمكنها الاستمرار، وأن عليها أن تسلك طريق الحوار".

عقوبات واتهام
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض الاثنين عقوبات على 21 شخصية يتهمها بالوقوف وراء ضم القرم إلى روسيا، خصوصا رئيس وزراء القرم الموالي لروسيا وقائد الأسطول الروسي في البحر الأسود.

في غضون ذلك، قال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي الليلة الماضية إن الاتحاد الأوروبي قرر إلغاء قمة مع روسيا كان من المقرر أن تعقد في 3 يونيو/حزيران المقبل، مشيرا إلى أن العقوبات ليس المقصود منها "الانتقام"، ولكن وقف التحرك الروسي في أوكرانيا.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن رومبوي قوله بعد قمة مع قادة التكتل الـ28 في بروكسل "نحن نرى أن شبح العقوبات أصبح له تأثير فعلي على مناخ الاستثمار في روسيا"، معلنا أن الاتحاد يخطط لإرسال بعثة مراقبين إلى القرم مع غياب التحقق من الأوضاع في الإقليم. ودعا قادة الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد لفرض مزيد من العقوبات على روسيا.

كما عبر رومبوي عن إدانة الاستفتاء الذي أجرته القرم، مؤكدا عدم الاعتراف به وعدم الاعتراف بضم القرم إلى روسيا. وأعلن إلغاء قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة مع روسيا، كما سيلغي كل أعضاء الاتحاد القمم الثنائية مع روسيا. وشدد على أن العقوبات ليست مسألة انتقام، بل هي أداة في السياسة الخارجية.

من جهته، فرض الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس عقوبات جديدة على عدد إضافي من المسؤولين الروس، مهددا باستهداف الاقتصاد الروسي مباشرة عبر نقل العقوبات من الأشخاص إلى قطاعات اقتصادية حيوية.

وقال أوباما في البيت الأبيض إن على روسيا أن تعلم أن مزيدا من التصعيد لن يؤدي إلا إلى مزيد من عزلتها عن المجتمع الدولي.

‪‬  بوتين وقع اتفاقية لاعتبار جمهورية القرم ملحقة باتحاد روسيا(الأوروبية-أرشيف)
‪‬  بوتين وقع اتفاقية لاعتبار جمهورية القرم ملحقة باتحاد روسيا(الأوروبية-أرشيف)

لائحة أميركية
وتتضمن اللائحة الأميركية للعقوبات على روسيا أسماء 31 شخصية، بينها خصوصا رئيس الديوان الرئاسي الروسي المقرب جدا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومساعده ألكسي غروموف، ورئيس مجلس الدوما الروسي (الغرفة السفلى في البرلمان) سيرغي نارشكين.

وبعد وقت قصير من إعلان أوباما، ردت روسيا بفرض عقوبات على مسؤولين أميركيين، على رأسهم رئيس مجلس النواب جون بينر، ورئيس الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ هاري ريد، وعضو مجلس الشيوخ جون ماكين.

وذكرت الخارجية الروسية أنه يجب ألا يكون هناك أي شك في أن أي هجوم عدائي سيقابل بتحرك مناسب، معلنة استهدافها تسعة أشخاص هم من مساعدي أوباما وأعضاء بالشيوخ الأميركي.

وتشمل القائمة السوداء الروسية أيضا كارولين أتكينسون ودانيل فايفر وبنيامين رودس، وهم مساعدون للرئيس الأميركي، والسيناتور ماري لاندريو، والسيناتور دانييل كوتس، حيث يمنعون من دخول الأراضي الروسية.

وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي جون كيري بأن قرار ضم القرم إلى روسيا نهائي ويجب احترامه.

وجاءت هذه التطورات عقب موافقة أكثر من 96% من سكان القرم -الذين شاركوا في الاستفتاء الذي نظم يوم الأحد الماضي- على الانضمام لروسيا، وعقب توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقادة الجدد لشبه جزيرة القرم على اتفاقية لاعتبار "جمهورية القرم ملحقة باتحاد روسيا اعتبارا من تاريخ توقيع الاتفاق".

وكان شبه جزيرة القرم إقليما روسيا حتى عام 1954 عندما قرر الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف
-الأوكراني الأصل- ضمه إلى جمهورية أوكرانيا السوفياتية.

المصدر : الجزيرة + وكالات