تواصل الإدانات لضم القرم إلى روسيا

تواصلت الإدانات الدولية للخطوات التي اتخذتها روسيا لضم شبه جزيرة القرمإلى أراضيها، وذلك في ظل توتر تشهده المنطقة وحذرت بعض الأطراف من أنه قد يتحول إلى مواجهة عسكرية.

فقد قال الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا -وزير الخارجية السويسري ديديه بولخارتر- إن ضم القرم إلى روسيا "مخالف للقانون الدولي".

وأضاف في بيان نشره يوم أمس أن الإجراءات الروسية بشأن ضم القرم "تشكل انتهاكا للالتزامات الأساسية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".

وفي وقت سابق أمس الثلاثاء وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معاهدة لضمّ شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبول إلى روسيا، وذلك بعد استفتاء أجري في شبه الجزيرة يوم الأحد وقال غالبية المشاركين فيه إنهم يؤيدون الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.

ومن المنتظر أن يصادق البرلمان الروسي على المعاهدة في وقت لاحق هذا الأسبوع، في حين قال إيهور تينيوخ -القائم بأعمال وزير الدفاع الأوكراني- إن القوات الأوكرانية لن تنسحب من القرم.

توسيع العقوبات
ومن المرتقب أن يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي غدا الخميس في بروكسل لبحث توسيع العقوبات الاقتصادية التي سبق أن فرضها الاتحاد على روسيا.

وفي رد روسي على هذه الخطوات، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن الموقعين على اتفاق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عام 2011 استنفدوا حصصهم لتفقد المنشآت العسكرية الروسية، وإن التفتيش المزمع في الأيام المقبلة سيكون الأخير.

أما حلف شمال الأطلسي (ناتو) فقد قال أمينه العام أندرس فوغ راسموسن إن ما فعلته روسيا في القرم "غير قانوني وغير شرعي ولن يعترف به الحلف"، وعبر عن قلقه من مقتل جندي أوكراني في القرم يوم أمس، داعيا جميع الأطراف إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتفادي مزيد من التصعيد.

وفي السياق نفسه أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم أمس اتصالا هاتفيا أدانا خلاله ضم القرم إلى روسيا ودعوا موسكو إلى حل دبلوماسي، واعتبرا الخطوة الروسية "انتهاكا للقانون الدولي"، و"اعتداء غير مقبول على الأراضي الأوكرانية".

واتفق أوباما وميركل على أنه "من الحيوي إرسال مراقبين دوليين ومن منظمة التعاون الأمني في أوروبا والأمم المتحدة، إلى جنوب وشرق أوكرانيا فورا".

وأعلن البيت الأبيض أن أوباما دعا قادة مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي للاجتماع الأسبوع المقبل على هامش قمة الأمن النووي في لاهاي للرد على تطور الأوضاع في أوكرانيا.

ومن جهته قال جوزيف بايدن -نائب الرئيس الأميركي، خلال زيارته بولندا يوم أمس- إن روسيا "وضعت نفسها على طريق يقوض الثقة فيها ويؤثر على دورها في الاقتصاد العالمي".

إعادة رسم الحدود
أما وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون فقالت أمس -أمام مؤتمر نظمته غرفة التجارة في مدينة مونتريال الكندية- إن بوتين "يسعى إلى إعادة رسم حدود أوروبا الشرقية".

وأضافت أن ما فعله بوتين في القرم "قد يتوسع ليس فقط إلى أقسام أخرى من أوكرانيا ولكن أيضا إلى مناطق أخرى من إستونيا وليتوانيا وليتونيا وترنسنيستريا".

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا بدوره جميع الأطراف إلى استئناف "الحوار البناء" لحل الأزمة، وقال ستيفان دوجاريتش -المتحدث باسم الأمين العام الأممي- إن هذا الأخير يتابع الوضع في أوكرانيا بقلق بالغ.

سكان شبه جزيرة القرم اختاروا في استفتاء الأحد الانضمام لروسيا (الجزيرة)
سكان شبه جزيرة القرم اختاروا في استفتاء الأحد الانضمام لروسيا (الجزيرة)

رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أدان الخطوة الروسية بضم القرم واعتبرها "انتهاكا لوحدة أراضي أوكرانيا".

وقال أمام لجنة برلمانية إن اليابان ستتشاور مع حلفائها في مجموعة السبع وستدرس اتخاذ المزيد من الخطوات ضد روسيا، مضيفا أن "اليابان لا تقبل أبداً أية محاولة لتغيير الوضع القائم بالقوة".

وأعلنت اليابان أمس الثلاثاء أنها ستجمد المحادثات مع موسكو بشأن اتفاق للاستثمار وتخفيف شروط تأشيرات السفر في إطار عقوبات على روسيا.

أستراليا بدورها أعلنت أنها ستفرض عقوبات على مسؤولين أوكرانيين وروس، تقول إنهم شاركوا في "تهديد سيادة أوكرانيا ووحدتها الترابية". وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب إن الوضع في أوكرانيا خطير ولم تستبعد أن يتطور إلى مواجهة عسكرية.

وعبرت يوم أمس كل من فرنسا وبريطانيا عن إدانتهما الخطوات الروسية في شبه جزيرة القرم.

مرحلة عسكرية
وفي وقت سابق أمس قال رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك إن النزاع بين بلاده وروسيا دخل مرحلة عسكرية، وذلك بعد مقتل جندي أوكراني إثر إطلاق نار من قبل جنود من الجيش الروسي على قاعدة عسكرية أوكرانية قرب مدينة سيمفيروبل بالقرم.

ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن ياتسينيوك قوله الثلاثاء في مقر وزارة الدفاع الأوكرانية إن النزاع انتقل من المرحلة السياسية إلى المرحلة العسكرية جراء خطأ من جانب روسيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في المنطقة فلاديسلاف سيليزنيوف إن الجندي كان يتولى حراسة هذه الوحدة، لافتا إلى أن جميع الجنود التابعين لهذه الوحدة صودرت أوراقهم، و"تم إبلاغهم أنهم معتقلون".

وردا على ذلك منحت وزارة الدفاع الأوكرانية جنودها في شبه الجزيرة حق استعمال السلاح للدفاع عن أنفسهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات