روسيا تهدد بالفيتو بمجلس الأمن وتبرر استفتاء القرم

Ukraine interim Prime Minister Arsenit Yatsenyukat (top row) speaks at a meeting of the United Nations Security Council to discuss the situation in Ukraine March 13, 2014 at UN headquarters in New York. AFP
اجتماع مجلس الأمن الدولي الخميس حضرة رئيس الوزراء الأوكراني أرسنيي ياتسينيوك (الفرنسية)
undefined
أكدت روسيا أنها سوف تستخدم حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار وزع في مجلس الأمن بشأن الأزمة الأوكرانية. ويؤكد المشروع الذي وزرعته الولايات المتحدة أن أي تغيير في الوضع الحالي للقرم غير شرعي.
 
وقد عقد مجلس الأمن جلسة مفتوحة لمناقشة تطورات الأزمة بحضور رئيس الوزراء الأوكراني المؤقت أرسيني ياتسينيوك الذي أكد أن باب الحوار مع روسيا مازال مفتوحا رغم اتهامه لها بالاعتداء على أرض أوكرانية.

وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني أرسنيي ياتسينيوك في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في أوكرانيا أن حل الأزمة القائمة بين كييف وموسكو بطريقة سلمية لا يزال ممكنا.

وقال ياتسينيوك "لا نزال نعتقد أن لدينا فرصة لحل هذا النزاع بطريقة سلمية"، وذلك غداة المحادثات التي أجراها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض.

يشار إلى أن الاستعدادات تواصلت في شبه جزيرة القرم للاستفتاء الذي سيجرى الأحد المقبل بشأن الانضمام إلى روسيا، وأقيمت مراكز التصويت في العاصمة الإقليمية سيمفيروبول ومناطق أخرى من شبه الجزيرة الأوكرانية.

وتروج السلطات المحلية للاستفتاء على أنه سيكون فرصة ليقرر من خلالها شعب القرم مصيره، ويقطن شبه جزيرة القرم نحو مليوني نسمة غالبيتهم من أصول روسية.

وقبيل بدء الجلسة أعلن جون كيري أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيردان على روسيا بسلسلة من الخطوات الجادة إذا أجري الاستفتاء المقرر في إقليم القرم الأحد المقبل.

 من المنتظر أن يلتقي كيري مع لافروف اليوم الجمعة بلندن(الفرنسية)
 من المنتظر أن يلتقي كيري مع لافروف اليوم الجمعة بلندن(الفرنسية)

لا مبرر للاستفتاء
وأضاف كيري "لم يكن هناك أي مبرر ولا شرعية للاستفتاء المقرر في شبه جزيرة القرم في ظل وجود قوات عسكرية روسية يزيد عددها عن 20 ألف عنصر".

وبحث كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف هاتفيا الوضع في أوكرانيا، واتفقا على استمرار الحوار في اللقاء الثنائي المقرر إجراؤه بينهما الجمعة في لندن.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للخارجية، أن اتصالا هاتفيا جرى الخميس بمبادرة من الجانب الأميركي، بين كيري ولافروف.

وأوضح البيان أنه تم بحث الأزمة الأوكرانية مع أخذ مقترحات روسيا والولايات المتحدة لتسوية الوضع وتأمين السلم المدني في أوكرانيا بالاعتبار.

من جانبه، طالب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بإلغاء الاستفتاء المزمع إجراؤه الأحد المقبل بشأن انتماء شبه جزيرة القرم إلى روسيا.

وقال هيغ "للتوصل إلى إنهاء التصعيد في الموقف يجب اتخاذ خطوات، منها إلغاء الاستفتاء في القرم والبدء في مفاوضات دولية بشأن الأزمة".

وهدد المسؤول البريطاني روسيا باتخاذ إجراءات لمنع دخول سياسيين روس إلى الدول الغربية وتجميد حساباتهم في حال عدم حل الأزمة بصورة عاجلة.

وفي ألمانيا قالت المستشارة انجيلا ميركل إن كل الجهود لإحلال تهدئة في شبه جزيرة القرم قد رفضتها روسيا، وإن برلين ستفرض حزمة ثالثة من العقوبات على روسيا إذا استمر التصعيد في القرم.

ميركل: الأزمة بأوكرانيا لا يمكن أن تحل بعمل عسكري (الفرنسية)
ميركل: الأزمة بأوكرانيا لا يمكن أن تحل بعمل عسكري (الفرنسية)

استبعاد خيار القوة
وأوضحت ميركل أن روسيا تغامر بمواجهة أضرار سياسية واقتصادية جسيمة إذا رفضت تغيير نهجها بشأن أوكرانيا، مشيرة في كلمة أمام البرلمان الألماني إلى أن "الأزمة لا يمكن أن تحل بعمل عسكري، والعمل العسكري ليس خيارا".

وأضافت أن مجموعة اتصال دولية ستعمل على التوسط بين موسكو وكييف وضمان التواصل بينهما.

في السياق، قالت وزيرة خارجية إيطاليا فيدريكا موغيريني إن وزراء خارجية الدول الغربية الرئيسية عقدوا مؤتمرا عبر دائرة مغلقة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن الأزمة في أوكرانيا.

وقالت في بيان "اتفقنا على أن نبذل كل الجهود لضمان استمرار قنوات الحوار مفتوحة، لافتة إلى أنه "إذا لم يحدث هذا، وفي ضوء الاستفتاء المقرر في شبه جزيرة القرم الأحد المقبل، فسنناقش ردود الفعل الحتمية في اجتماع مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي ببروكسل يوم الاثنين".

وفي خطوة لافتة غيرت روسيا موقفها وباتت تدعم خطة لإرسال نحو مائة من المراقبين السياسيين والخبراء من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

وحسب مسؤول سويسري فإن المفاوضات مع روسيا بشأن هذه المسألة لم تبدأ بصورة جادة إلا يوم الخميس.

وكانت روسيا هي الدولة الوحيدة من بين الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 57 التي لم تكن مستعدة للنظر في مثل هذه المهمة، التي اقترحتها سويسرا وتختلف عن بعثة المراقبين العسكريين التي نشرت حاليا في أوكرانيا.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس إن روسيا ليست هي من صنع الأزمة الأوكرانية، وإنما سيقت إليها بشكل أو بآخر، وفق تعبيره.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله في اجتماع لمجلس الأمن الروسي "دعونا نفكر معا في كيفية بناء علاقاتنا مع شركائنا وأصدقائنا في أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة".

المصدر : الجزيرة + وكالات