اعتذار أميركي وبان يدخل على خط أزمة أوكرانيا

US State Department Assistant Secretary of State for European and Eurasian Affairs Victoria Nuland holds a press conference at the US Embassy in Kiev on February 7, 2014. Washington's top diplomat in Europe on February 7 refused to comment on a leaked phone conversation in which she used the f-word in regards to the EU's handling of the Ukraine crisis. AFP
undefined
أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي أن مساعدة الوزير فيكتوريا نولاند اعتذرت لنظرائها في الاتحاد الأوروبي بعد نشر تسجيل لمكالمة هاتفية لها مع السفير الأميركي بأوكرانيا جيفري بايات تنتقد فيها دور الأوروبيين في الأزمة الأوكرانية وتستخدم فيها ألفاظاً نابية تجاههم.

يأتي ذلك في وقت التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش اليوم الجمعة في سوتشي بجنوب روسيا، وينتظر أن يجري يانوكوفيتش لقاءً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت بساكي إن نولاند اعتذرت لنظرائها الأوروبيين بسبب التعليقات المنسوبة إليها خلال محادثة مع السفير الأميركي في أوكرانيا جيفري بايات بشأن دور الأوروبيين في الأحداث الجارية بأوكرانيا وقولها "ليذهب الاتحاد الأوروبي إلى الجحيم".

وتعليقاً على كون ديمتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي كان أول من نشر التسجيل على حسابه على موقع تويتر، قالت بساكي "إننا نعتقد من دون أدنى شك أن هذا يعدّ انحطاطا جديداًَ في التجسس الروسي".

ميركل: تصريحات الدبلوماسيين الاميركيين غير مقبولة(الفرنسية)
ميركل: تصريحات الدبلوماسيين الاميركيين غير مقبولة(الفرنسية)

رد ألماني
وفي أول رد فعل أوروبي، قالت متحدثة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن المستشارة ترى أن تصريحات دبلوماسيين أميركيين تستخف بدور الاتحاد الأوروبي في الأزمة الأوكرانية "غير مقبولة تماما".

وأضافت المتحدثة الألمانية أن ميركل تقدر عمل مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون التي تقود جهود الوساطة بين الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش ومعارضيه.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية بيا أرنكيلد هانسن "إن اهتمامنا ينصب على العمل الميداني مع الأوكرانيين لمحاولة مساعدتهم لإيجاد حل للأزمة الحالية"، مضيفة "سنواصل مع شركائنا الدوليين بذل قصارى جهودنا لتسوية الأزمة في أوكرانيا".

وخلال المحادثة التي تم تسريبها، ناقشت فيكتوريا نولاند مع السفير جيفري بايات إستراتيجيات العمل مع ثلاثة من رموز المعارضة الأوكرانية وهم فيتالي كليتشكو بطل الملاكمة السابق ووزير الاقتصاد السابق أرسيني ياتسينيوك والزعيم القومي اليميني المتطرف أوليه تيانيبوك.

وذكرت نولاند أنها لا تعتقد أن فيتالي كليتشكو الذي تحول إلى أبرز معارض في أوكرانيا سيكون حاضرا في الحكومة المقبلة، وهو ما يعد تغيرا في الإستراتيجية الأميركية حيال الانتقال السياسي في أوكرانيا.

يانوكوفيتش أعرب عن تقديره
يانوكوفيتش أعرب عن تقديره "للموقف المتوازن" لبان كي مون (الفرنسية)

لقاء بسوتشي
في الأثناء، التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم في سوتشي جنوبي روسيا بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش.
 
وأعرب يانوكوفيتش عن امتنانه لاهتمام بان بأوكرانيا، مؤكداً أن كييف تنظر باهتمام للمبادرات الأممية الخاصة بتسوية الأزمة السياسية في البلاد.

وأبدى الرئيس الأوكراني تقديره لما وصفه بالموقف المتوازن للأمين العام الأممي حيال التطورات التي تشهدها أوكرانيا، مشددا على أن الحكومة الأوكرانية ستبذل قصارى جهدها للحؤول دون تصعيد إضافي للنزاع.

ومن المقرر أن يلتقي يانوكوفيتش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق اليوم بسوتشي التي شهدت اليوم افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية.

اتهام روسي
وكان سيرغي غلازييف مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم الولايات المتحدة بتسليح من وصفهم بالمتمردين في أوكرانيا، وحث حكومة كييف على إحباط "محاولة انقلاب"، مهددا بتدخل روسيا للحفاظ على الأمن في الجمهورية السوفياتية السابقة.

ونقلت وكالة رويترز عن غلازييف -وهو المسؤول عن العلاقات مع أوكرانيا- تأكيده أن "التدخل" الأميركي ينتهك معاهدة أبرمت عام 1994 تضمن واشنطن وموسكو بموجبها أمن وسيادة أوكرانيا، وتلتزمان بالتدخل عندما تنشب صراعات من هذا النوع، وذلك بعدما تخلصت كييف من ترسانتها النووية التي تعود للعصر السوفياتي.

واعتبر المسؤول الروسي أن "ما يقوم به الأميركيون الآن من تدخل سافر ومن جانب واحد في الشؤون الداخلية لأوكرانيا انتهاك واضح لتلك المعاهدة التي تنص على ضمانات جماعية وعمل جماعي".

وكشف غلازييف عن وجود معلومات تفيد بتدريب للمقاتلين داخل أراضي السفارة الأميركية وتسليحهم، وهي تصريحات لم ترد عليها السفارة الأميركية في أوكرانيا.

وأشار المصدر ذاته إلى أن يانوكوفيتش يجب أن يستخدم القوة إذا لزم الأمر لإنهاء حركة الاحتجاج التي وصفها بأنها "محاولة انقلاب على السلطة باستخدام العنف واحتلال مبان عامة".

يشار إلى أن الاحتجاجات الأوكرانية تعود إلى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما رفض الرئيس يانوكوفيتش توقيع اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي واتجه إلى الحصول على مساعدات مالية من موسكو. وأسفرت اشتباكات مع قوات الأمن عن مقتل ستة متظاهرين.

المصدر : الجزيرة + وكالات