يانوكوفيتش يطرح خطتين لإنهاء أزمة أوكرانيا

Ukrainian lawmakers open a session in the Ukrainian parliament in Kiev, Ukraine, Tuesday, Feb. 4, 2014. (AP Photo/Sergei Chuzavkov)
undefined

أعربت السلطة الأوكرانية عن انفتاحها الثلاثاء على إمكانية إجراء انتخابات مبكرة لإنهاء الأزمة السياسية التي تفجرت قبل شهرين احتجاجا على تراجع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش عن توقيع اتفاقية اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي والاستعاضة عنها بواحدة مع روسيا.

يأتي ذلك قبل ساعات من وصول مسؤولة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى كييف لإجراء محادثات حول حزمة مساعدات لأوكرانيا.

وأعلن يوري ميروشنيتشنكو ممثل الرئيس يانوكوفيتش في البرلمان أن الرئيس يمكن أن يقر انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة لإنهاء الأزمة السياسية غير المسبوقة التي تمر بها البلاد.

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية قال ميروشنيتشنكو إن الرئيس طرح خطتين للخروج من الأزمة، تقضي الأولى بـ"العفو عن المتظاهرين الموقوفين على أن يخلي المتظاهرون المباني الرسمية التي يحتلونها، أما الثانية فتقضي بإجراء انتخابات مبكرة".

وعقد البرلمان الأوكراني اليوم جلسة كانت مقررة لبحث توسيع نطاق العفو ليشمل كل المعتقلين والعودة إلى دستور سابق، لكن الجلسة شهدت توترا بعد صيحات وجهها نواب المعارضة لوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال وصفوه فيها "بالقاتل"، وانسحب على أثر ذلك وزراء الحكومة المستقيلة من الجلسة.

وعلقت أعمال الجلسة العامة للبرلمان على أن تستأنف في وقت لاحق اليوم، ليتاح للنواب مناقشة الإصلاح الدستوري الذي تطالب به المعارضة.

يانكوفيتش سيلتقي بوتين على هامش افتتاح بطولة الألعاب الأولمبية الشتوية (رويترز)
يانكوفيتش سيلتقي بوتين على هامش افتتاح بطولة الألعاب الأولمبية الشتوية (رويترز)

زيارة مرتقبة
وقال مراسل الجزيرة في كييف رائد فقيه إن الأنظار كلها تتجه إلى زيارة يانوكوفيتش المرتقبة إلى موسكو، والتي سيلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بمنتجع سوتشي في السابع من الشهر الجاري.

وتشهد أوكرانيا منذ أكثر من شهرين أزمة سياسية على خلفية التنافس بين أنصار التقارب مع الاتحاد الأوروبي وأنصار التقارب مع روسيا، اللذين يشكلان مصدرا محتملا للمساعدة المالية التي تحتاج إليها أوكرانيا التي توشك أن تتوقف عن تسديد ديونها.

وقد تحولت الاحتجاجات على تخلي كييف في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني عن اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي والتقرب من موسكو، إلى احتجاجات مباشرة على نظام يانوكوفيتش.

الاحتجاجات بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني رفضا للتقارب مع موسكو على حساب الاتحاد الأوروبي (الأوروبية)
الاحتجاجات بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني رفضا للتقارب مع موسكو على حساب الاتحاد الأوروبي (الأوروبية)

مساع أوروبية
من جهة أخرى، تصل كاثرين آشتون إلى العاصمة الأوكرانية كييف اليوم لإجراء محادثات حول حزمة مساعدات لأوكرانيا.

ووفقا لبيانات وتصريحات لممثلة السياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، فإن أوروبا تهدف إلى مساعدة أوكرانيا من خلال حكومة انتقالية تبدأ بإجراء إصلاحات والإعداد للانتخابات الرئاسية.

ويسعى الاتحاد من خلال مساعدات مالية كبيرة إلى حسم معركته مع روسيا في انتزاع أوكرانيا -العضو السابق في الاتحاد السوفياتي- من فلك روسيا وضمها إلى الجبهة الأوروبية الغربية.

ويرهن الاتحاد مساعداته بتشكيل حكومة انتقالية في كييف بمشاركة المعارضة التي يتزعمها بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو الذي تحول إلى السياسة.

تلويح بعقوبات
ألمانيا -من جهتها- لوحت على لسان وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير بفرض عقوبات على حكومة أوكرانيا ما لم تتوصل إلى حل سياسي لخلافها مع المعارضة.

وتمثل تصريحات الوزير الديمقراطي الاشتراكي لهجة مختلفة عن الخط الذي تنتهجه المستشارة الألمانية المحافظة أنجيلا ميركل حتى الآن، والتي قالت الأسبوع الماضي إنه لا حاجة إلى مسألة العقوبات في الوقت الراهن.

وكانت حزمة المساعدات المحتملة قد ناقشها كبار الدبلوماسيين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن قبل أيام، واعتبرت أهم خطوة يتخذها الغرب حتى الآن بشأن الأزمة في أوكرانيا.

أما روسيا -التي تضمن اتفاقها مع يانوكوفيتش تقديم حزمة مساعدات بقيمة 15 مليار دولار سعيا لانتشال أوكرانيا من أزمة اقتصادية خانقة- فقد عبّرت عن استيائها من التحركات الأوروبية والغربية، واعتبرتها تدخلا في شؤون جارتها وإحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق الذي تعتبر روسيا وريثا له.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي إن المبلغ الذي وعدت به روسيا لمساعدة أوكرانيا بعد إلغائها الاتفاق مع أوروبا وقدره 15 مليار دولار، محجوز حاليا بانتظار تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة رئيس الوزراء الموالي لموسكو ميكولا آزاروف.

المصدر : الجزيرة + وكالات