أزمة أوكرانيا تتجه للتصعيد والغرب يهدد بعقوبات

أعلنت السلطات الأوكرانية اليوم الأربعاء بدء عملية لمكافحة "الإرهاب" تستهدف معارضين تنعتهم بالمتشددين، في وقت تواصل فيه قوات الأمن اقتحام مركز الاحتجاجات بكييف حيث قتل 26 شخصا. وهدد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفرض عقوبات على أوكرانيا, بينما تحدثت روسيا عن "محاولة انقلاب".

وأعلن جهاز أمن الدولة ومركز مكافحة الإرهاب الأوكرانيان عن بدء عملية لمكافحة الإرهاب في عموم البلاد بعد المواجهات الدامية في ميدان الاستقلال بكييف. وقال رئيس جهاز أمن الدولة -في بيان- إن الجماعات المتطرفة والراديكالية تهدد بأعمالها حياة ملايين الأوكرانيين.

واتهم البيان معارضين بحيازة 1500 سلاح ناري ومائة ألف قطعة ذخيرة, وبالقتل بواسطة تلك الأسلحة, وبخطف رهائن لغايات إجرامية, وهي أعمال تشكل جرائم إرهابية، وفق البيان نفسه.

وكان يشير إلى معارضين استولوا على مقار حكومية في كييف ومدن أخرى, وشكلوا مؤخرا مجموعات مسلحة بأسلحة بيضاء وعصي بميدان الاستقلال بالعاصمة كييف لمواجهة قوات مكافحة الشغب.

واندلعت مساء أمس أعمال عنف دامية في الميدان، عندما تصدت الشرطة لمتظاهرين حاولوا التوجه إلى مقر البرلمان احتجاجا على عدم إدراج مطلب المعارضة بإجراء تعديل دستوري يقلص صلاحيات الرئيس.

وقتل 26 شخصا بينهم تسعة من الشرطة وأصيب مئات آخرون، وقالت السلطات إن الشرطيين قتلوا بأسلحة نارية, ونفت في المقابل استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين. وبدأت قوات الأمن الأوكرانية صباح اليوم اقتحام ميدان الاستقلال بكييف في محاولة لإخلائه من المتظاهرين الذين لا يزالون يحتلون أجزاء منه.

وقالت مراسلة الجزيرة رانيا الدريدي إن هناك أنباء عن إرسال خمسمائة عنصر من القوات الخاصة إلى الميدان تمهيدا على ما يبدو لاستكمال عملية الإخلاء.

وأضافت أن الوضع ربما يتجه إلى تصعيد كبير في وقت تستعد فيه السلطات لاعتماد الحل العسكري, مشيرة إلى هجمات شنها معارضون على مقار حكومية بغرب أوكرانيا.

undefined

ساحة حرب
وسيطرت الشرطة بحلول الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت العالمي على حوالي ثلث ميدان الاستقلال الذي بدا أشبه بساحة قتال، حيث تصاعد الدخان الأسود وألسنة اللهب من مبنى نقابي يستخدم كمقر للمناهضين للحكومة.

ورغم سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى مساء أمس, تدفق المزيد من المتظاهرين على الميدان, وهو ما ينبئ بمزيد من المواجهات الدامية.

وانتقلت الاحتجاجات إلى مناطق خارج العاصمة، حيث هاجم متظاهرون مقار حكومية, واستولوا على أسلحة في مدن بغرب البلاد بينها لفيف.

واستمر التوتر في كييف بعد فشل المحادثات التي جرت مساء أمس بين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وعدد من قادة المعارضة بينهم رئيس حزب "أودار" (اللكمة) فيتالي كليتشكو.

وشدد يانوكوفيتش على ضرورة احترام الشرعية، وحذر المعارضة مما سماها محاولة الاستيلاء على السلطة من خلال العنف, ودعا قادتها إلى النأي بأنفسهم عن المتشددين.

‪الأزمة في أوكرانيا كانت أحد المحاور الرئيسية في محادثات هولاند وميركل بباريس‬  (الفرنسية)
‪الأزمة في أوكرانيا كانت أحد المحاور الرئيسية في محادثات هولاند وميركل بباريس‬  (الفرنسية)

عقوبات غربية
سياسيا, أعلن بيوتر سيرافان نائب وزير خارجية بولندا أنه تم التوصل إلى توافق ضمن الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على مسؤولين في السلطة بأوكرانيا.

وفي الوقت نفسه, أعلن وزير خارجية بولندا رادوسلاف سيكورسكي أنه في طريقه إلى كييف بتكليف من الاتحاد الأوروبي في محاولة لإنهاء الأزمة هناك.

ومن المقرر أن يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الخميس -في اجتمع طارئ ببروكسل- خيار العقوبات على أوكرانيا. ولم تتضح شكل العقوبات المحتملة, بيد أن مراسل الجزيرة بباريس قال إن العقوبات ربما تكون تدريجية وتستهدف مسؤولين في الحكومة الأوكرانية.

بدورها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند- إن على وزراء الخارجية الأوروبيين أن يبحثوا الخميس أي شكل من العقوبات التي يجب فرضها لإظهار أن أوروبا تريد عودة المسار السياسي بأوكرانيا.

من جهتها, طالبت واشنطن أوكرانيا بسحب قوات الأمن من ميدان الاستقلال بكييف, وأدانت المواجهات الدامية هناك بعدما هددت بدورها بعقوبات.

وفي المقابل, اعتبرت روسيا ما يحدث في أوكرانيا "محاولة انقلاب" على السلطة, وحمّل وزير خارجيتها سيرغي لافروف بعض الدول الغربية المسؤولية عن الأحداث الدامية بأوكرانيا، ودعا  الغرب إلى عدم لعب دور الوسيط في الأزمة.

المصدر : الجزيرة + وكالات