مؤتمر بجنيف يقرع إسرائيل لانتهاكها القانون الإنساني
تعرضت إسرائيل لنكسة دبلوماسية أخرى عندما انتقدها مؤتمر معاهدة جنيف الرابعة أمس الأربعاء بشأن المستوطنات بالضفة الغربية، وأدان تصرفاتها في الأراضي المحتلة وحصار غزة وبناء جدار العزل الإسرائيلي.
وشارك في المؤتمر دبلوماسيون من 126 دولة من بين الدول الـ196 الموقعة على اتفاقيات جنيف، لمناقشة حماية المدنيين، وذلك بناء على طلب تقدمت به الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتمحور بشكل خاص حول احترام اتفاقية جنيف الرابعة في الأراضي المحتلة.
وقال سفير سويسرا الخاص لاتفاقيات جنيف بول فيفات إن الهدف من انعقاد المؤتمر ليس توجيه الاتهامات، كما أنه ليس محاكمة لأحد، ولكنه ببساطة مكان لإعادة تأكيد الأطراف الموقعة على معاهدة جنيف الرابعة على ماهية القانون الدولي.
عشر نقاط
واختتم المؤتمر بإعلان من عشر نقاط يدين تصرفات إسرائيل في الأراضي المحتلة، ويذكر طرفي النزاع الطويل بالتزاماتهما بحماية المدنيين.
وجدد الإعلان الختامي للمؤتمر التأكيد على أنه محظور على جميع الأطراف شن هجمات عشوائية ومفرطة ومهاجمة أهداف محمية مثل المدارس والمستشفيات، واستخدام المدنيين دروعا بشرية.
وأدان أيضا جدار العزل الإسرائيلي الذي يتغلغل في عمق الضفة الغربية، وأدان المستوطنات الإسرائيلية وحصار قطاع غزة.
وقال فيفات للصحافيين إن هذا الإعلان هو مؤشر إلى الأطراف المتنازعة -خاصة السكان المدنيين- بأنه يوجد قانون يحمي مصالحهم.
وحرص على التأكيد على أن المؤتمر يعقد تنفيذا لتوصية من الجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب من السلطات الفلسطينية، وأنه تمت دعوة جميع الموقعين على الاتفاقيات لحضوره.
إسرائيل وأميركا
ورفضت الولايات المتحدة وإسرائيل المشاركة في المؤتمر الذي عقد وسط تزايد التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وحذرتا من أنه يهدد دور سويسرا كوسيط محايد. وقالت واشنطن إن هذا المؤتمر يهدد بتسييس اتفاقيات جنيف.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن المحادثات في هذا المؤتمر تقوض القانون الدولي "وتضفي الشرعية على منظمات إرهابية وأنظمة دكتاتورية أينما كانت".
وأضافت في بيان أن "المؤتمر الذي عقد اليوم في جنيف هو عمل سياسي يفتقر إلى أي أساس في اتفاقيات جنيف".
وأكدت أن المؤتمر "لن يمنع إسرائيل من تطبيق واجبها الأساسي تجاه مواطنيها، وهو توفير الأمن لهم وحمايتهم من الإرهابيين المتعصبين الذين لا يعرفون الرحمة والذين يخفون رغبتهم في محو إسرائيل عن خارطة الشرق الأوسط".
احترام الاتفاقيات
وقبل انعقاد المؤتمر قال المبعوث الخاص للسلطة الفلسطينية إلى مجلس حقوق الإنسان إبراهيم خريشي إنهم في فلسطين يأملون في أن يوجه المؤتمر رسالة قوية بشأن احترام القانون الإنساني، ويذكر الإسرائيليين بواجباتهم باحترام اتفاقيات جنيف.
وقد أصبحت فلسطين عضوة في اتفاقيات جنيف الأربع وفي البروتوكول الأول الإضافي في أبريل/نيسان الماضي، وغالبا ما تستشهد السلطة الفلسطينية باتفاقية جنيف الرابعة بسبب قابلية تطبيقها على الأراضي الفلسطينية كـ"أراض محتلة" وعلى الاستيطان الإسرائيلي.