دول أوروبية متورطة في السجون السرية لـ"سي آي أي"

كشفت الدعاوى التي رفعت إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ تورط عدة دول أوروبية في قضية السجون السرية التي استخدمت للتحقيق تحت التعذيب مع مشتبه بهم بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وقد نجحت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في إدانة بعض الدول التي تعرض فيها مشتبه بهم للتعذيب في سجون سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، ولا تزال تدرس قضايا عالقة.

وكشفت المحاكمات عن مواقع استخدمت للتحقيقات التي تمت بأساليب غير قانونية وغير إنسانية، فقد رفع ألماني من أصل لبناني دعوى ضد سلطات مقدونيا بعد اعتقاله واستجوابه وتعذيبه في فندق  بالعاصمة سكوبي لمدة 23 يوما ونقله لاحقا عناصر "سي آي أي" إلى موقع سري في أفغانستان حيث عذب لأكثر من أربعة أشهر.

وأدانت المحكمة الأوروبية بولندا بتهمة التواطؤ في برنامج السجون السرية حيث رفعت القضية من قبل السعودي عبد الرحيم الناشري والفلسطيني حسين أبو زبيدة المعتقلين في غوانتانامو، حيث نفذ عناصر "سي آي أي" عمليات تعذيب وتحقيقات وانتهاكات لحقوق الإنسان في ما يعرف بالمواقع السوداء في بولندا.

وفي روما اتهم إمام مصري يدعى أبو عمر السلطات الإيطالية بتسهيل عملية خطفه وتسليمه للسلطات المصرية حيث اعتقل في مكان سري وعذب خلال شهور عديدة، كما رفعت زوجة شخص يدعى غالي دعوى ضد إيطاليا بتهمة إخفاء معلومات عن زوجها الذي يعتقد أنه اختطف وتعرض للتعذيب في سجن سري.

واستنادا إلى الناشري، فقد تعرض للتعذيب في موقع سري برومانيا التي سمحت بنقله إلى مكان آخر من قبل عناصر الاستخبارات الأميركية وهي تعلم أنه يتعرض لخطر كبير.

وتظهر ليتوانيا على قائمة الدول التي سهلت عمليات نقل المشتبه بهم بعد أحداث 11 سبتمبر وتعذيبهم وحرمانهم من محاكمة عادلة.

وكان تقرير استثنائي لمجلس الشيوخ الأميركي نشر أمس الثلاثاء واعترضت عليه فورا وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية خلص إلى أن استخدام تقنيات الاستجواب المشددة التي اعتمدتها الوكالة بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001 لم يسمح بإحباط تهديدات وشيكة بتنفيذ اعتداءات.

ويتهم التقرير في عشرين خلاصة الـ"سي آي أي" بأنها أخضعت 39 معتقلا لتقنيات وحشية طوال سنوات عدة وبينها تقنيات لم تسمح بها الحكومة الأميركية، وتم تعدادها بالتفصيل في التقرير الذي يتألف من 525 صفحة قامت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي يسيطر عليها الديمقراطيون باختصاره ونشره. 

وفي الإجمال، فإن 119 معتقلا أسروا وسجنوا في إطار هذا البرنامج السري لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في مواقع أطلق عليها اسم "المواقع السوداء" في دول لم يتم تحديدها، ولكنها تشمل على ما يبدو تايلند وأفغانستان ورومانيا وبولندا وليتوانيا.

ولم تعترف بولندا رسميا أبدا باستضافة سجون سرية لـ"سي آي أي"، غير أنها أدينت في يوليو/تموز الماضي أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ بتهمة "التواطؤ" في تعذيب فلسطيني وسعودي على أراضيها.

المصدر : الجزيرة + وكالات