باحث: أنقرة تهدف بالمنطقة العازلة منع قيام حكم كردي

Smoke rises in the Syrian town of Kobani as Turkish Kurds watch near the Mursitpinar border crossing on the Turkish-Syrian border in the southeastern town of Suruc October 9, 2014. Islamic State fighters seized more than a third of the Syrian border town of Kobani, a monitoring group said on Thursday, as U.S.-led air strikes failed to halt their advance and Turkish forces nearby looked on without intervening. REUTERS/Umit Bektas (TURKEY - Tags: POLITICS SOCIETY IMMIGRATION CIVIL UNREST CONFLICT TPX IMAGES OF THE DAY)
مواطنون أكراد في الجانب التركي يراقبون الأحداث في عين العرب (رويترز)

اعتبر خبير كردي مقيم بفرنسا أن المنطقة العازلة التي تريد تركيا إقامتها على الحدود مع سوريا تهدف إلى منع قيام منطقة حكم ذاتي كردي على حدودها، حيث تسعى أنقرة إلى ضم المناطق الكردية إلى هذه المنطقة العازلة، وهو ما يحول دون إقامة حكم كردي في سوريا.

وقال مدير المعهد الكردي في باريس كندال نيزان في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إن الاقتراح التركي بإقامة منطقة عازلة له أهداف إنسانية لحماية النازحين بسبب الحرب في سوريا، ولتخفيف العبء عن كاهل تركيا، التي تستقبل أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري على أراضيها.

وأضاف أن أنقرة تهدف أيضا إلى حماية المعارضة المسلحة ضد نظام بشار الأسد "الذي تريد أنقرة إسقاطه"، ليكون لديها بذلك ورقة حاسمة في مفاوضات مرحلة ما بعده.

وانتقد الخبير الكردي موقف المجتمع الدولي من قضية الأكراد في سوريا، وقال إنه لم يفعل لهم شيئا، وهم يتخلون عنهم بإحالة المسألة من الباطن إلى تركيا.

وتابع -في تعليقه على تناقض الموقف الفرنسي مع الولايات المتحدة حول المنطقة العازلة- أنه بعد كل هذه الخطابات عن "التهديد الشامل" الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية والضرورة الملحة للتعبئة الدولية، "نترك اليوم رجالا ونساء يقاتلون يائسين الجهاديين، ذلك يظهر عدم تجانس هذه السياسية كلها".

وتوقع أنه في حال سقوط عين العرب (كوباني)، فإن تنظيم الدولة سيتحول إلى منطقة عفرين، الجيب الكردي شمال حلب، الذي يطلق عليه "جبل الأكراد"، وقال "ولن يتحرك أحد لأن الأكراد السوريين يعدون من قبيل الخسائر الجانبية".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن شروطا ثلاثة، بينها إقامة منطقة عازلة شمال سوريا لمساعدة اللاجئين وحماية المدنيين، كي تنضم بلاده إلى الحملة على تنظيم الدولة أو تتدخل لحماية مدينة عين العرب التي تقع قبالة بلدة سروج التركية.

وباستثناء فرنسا التي أعلنت صراحة دعمها لإقامة المنطقة العازلة أقصى شمالي سوريا، لا تزال الدول الغربية الكبرى -وعلى رأسها الولايات المتحدة- تتحفظ على هذه الفكرة، في حين تعارضها دمشق بقوة.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية