تنديد وتحذير بعد تجدد القتال في جنوب السودان
تجدد القتال في جنوب السودان قبل أيام بين القوات الحكومية والمتمردين بقيادة رياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وذلك في مدينة بانتيو النفطية، وسط تنديد دولي وتحذير من تداعيات تجدد الاشتباكات.
وقال مسؤول حكومي بولاية الوحدة الأربعاء إن مدينة بانتيو (عاصمة الولاية) تشهد تجدد الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين، بعد توقفها في مايو/أيار الماضي.
وكان الجيش الحكومي قد أعاد السيطرة على المدينة من أيدي المتمردين مطلع مايو/أيار المنصرم بعد العديد من المعارك والمواجهات العسكرية بين الطرفين، حيث توقفت الاشتباكات منذ ذلك الحين قبل أن تتجدد هذه الأيام.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2013، تشهد جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومعارضة مسلحة يقودها رياك مشار. ولم تفلح مفاوضات أطلقت في أديس أبابا في يناير/كانون الثاني أو اتفاق لوقف إطلاق النار وقعه الطرفان في مايو/أيار الماضي، في وضع نهاية للصراع حتى اليوم.
ومن المقرر أن يعقد الجانبان جولة مفاوضات جديدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في غضون الأيام القادمة، لكن موعد بدئها غير محدد.
تنديد
وقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة تجدد القتال في ولاية الوحدة بجنوب السودان، واعتبره "انتهاكا خطيرا لاتفاق وقف الأعمال العدائية في البلاد".
وفي بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه الخميس، دعا بان رئيس جنوب السودان سلفاكير ونائبه السابق مشار إلى "الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية".
كما حذر من أن مثل هذه الأعمال القتالية "تقوض الجهود" التي تقوم بها الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) من أجل إيجاد حل سلمي للحرب الأهلية التي اندلعت في جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.
من جانبها نددت الولايات المتحدة بتجدد المعارك في تصعيد جديد للنزاع وتدهور للوضع الإنساني، داعية طرفي النزاع إلى وقف الخروقات والالتزام بإتفاقية وقف الأعمال العدائية الموقعة يوم 23 يناير/كانون الثاني الماضي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركي جينفر بساكي في بيان "رغم أن الجانبين أقرا بمسؤوليتهما في الأزمة، فإن الهجوم الراهن يثبت أن على (المتمردين) أن ينبذوا العنف لبلوغ أهدافهم".
وفي هذا السياق نددت إيغاد -التي تشرف على المفاوضات بين الطرفين في أديس أبابا- بتجدد العنف، قائلة إن الاشتباكات اندلعت قبل وقت قصير من مفاوضات مباشرة محتملة بين سلفاكير ومشار.
وأضافت إيغاد أن هذه الاشتباكات قد تزيد سوءا "الوضع الإنساني الصعب بالفعل".
وبدورها، ذكرت مجموعة الأزمات الدولية قبل أيام أن مجموعات صغيرة مسلحة منخرطة في النزاع تعد "لهجمات كبيرة" يمكن أن تتسبب في عمليات "نزوح كثيفة (للأهالي) وفظاعات ومجاعة"، لا سيما مع قدوم فصل الخريف وانتهاء موسم الأمطار.
واتهمت الأمم المتحدة في تقرير لمجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، الطرفين باللجوء إلى الأسلحة بدلا من الحوار لحل خلافاتهما، وبأنهما تسببا في "وضع إنساني كارثي".
ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة فقد نزح نحو 1.4 مليون شخص نتيجة لأعمال العنف داخل جنوب السودان، وفر 469 ألفا إلى دول مجاورة، وقتل في الصراع عشرة آلاف شخص على الأقل.