جيش أوكرانيا يطالب الرئيس بتسوية "عاجلة"
طلبت القوات المسلحة الأوكرانية اليوم الجمعة من الرئيس فيكتور يانوكوفيتش اتخاذ "تدابير عاجلة" لتسوية الأزمة السياسية التي تعصف في البلاد، مشيرة إلى أن تصعيد المواجهة يهدد وحدة أراضيها.
وقالت وزارة الدفاع في بيان لها إن الجنود الأوكرانيين والعاملين في وحدات قوات الدفاع يدعون الرئيس الأوكراني لاتخاذ تدابير عاجلة في إطار الشرعية لإحلال الاستقرار في البلاد، مشيرة إلى أن تصعيد المواجهة يهدد وحدة أراضي الدولة.
وشددت في البيان أيضا على عدم جواز الاستيلاء على المباني الحكومية بالقوة ومنع الهيئات الحكومية من أداء واجباتها.
ومن جهته، وقع اليوم الرئيس يانوكوفيتش -الذي أعلن بيان رئاسي أمس أنه دخل في إجازة مرضية- القانون الذي أقره البرلمان أمس وينص على العفو عن المتظاهرين المعتقلين، كما وقع إلغاء تعديلات أقرت في يناير/كانون الثاني وتسمح فعليا بقمع أي شكل من المظاهرات.
ومن جانب آخر، ناشدت الأمم المتحدة الحكومة الأوكرانية والمتظاهرين المعارضين التزام ضبط النفس وإيجاد ظروف ملائمة للحوار والمصالحة، داعية الرئيس الأوكراني إلى التوقيع على قانون يلغي القانون السابق الصادر أخيرا، والذي يقيّد الحقوق الأساسية للتعبير.
وطالبت المنظمة الدولية بإجراء تحقيق مستقل في أحداث القتل والخطف والتعذيب التي رافقت المظاهرات، حيث قتل عدد من المعارضين الأسبوع الماضي. وقد أثارت هذه الحوادث سخط المعارضة التي اتهمت السلطات بمحاولة ترهيبها.
لقاء ميونيخ
وتأتي هذه التطورات في وقت ينتظر فيه أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري بميونيخ في ألمانيا قادة المعارضة الأوكرانية للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة القائمة في أوكرانيا منذ شهرين.
وقال زير الخارجية كيري الجمعة إنه يعتزم لقاء زعماء المعارضة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، معربا عن مخاوفه بشأن الوضع في البلاد. وأضاف "نريد مساعدة أوكرانيا" وبشكل خاص في مجالات حقوق الإنسان وتحرير السجناء السياسيين.
وقال مسؤول في الخارجية الأميركية إن كيري سيجتمع مع أرسني ياتسينيوك زعيم حزب "اتحاد عموم أوكرانيا" الذي تنتمي إليه رئيسة الوزراء السابقة المسجونة يوليا تيموشينكو، ورئيس حزب (أودار) فيتالي كليتشكو، وعضو البرلمان بيترو بوروشينكو.
ووصف نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين -في تغريدة له اليوم على موقع تويتر- لقاء كيري والمعارضة الأوكرانية "بالمهزلة"، مشيرا إلى حضور نجمة موسيقى البوب روسلانا والملاكم كليتشكو.
وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء الألمانية أمس الخميس عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي كاتلين هايدن قولها إن واشنطن تدرس فرض عقوبات على أوكرانيا "للرد على استخدام العنف من جميع الأطراف، بما في ذلك فرض عقوبات إضافية". ولم تبين هايدن الجهة التي ستطبق عليها هذه العقوبات.
تنازلات الرئيس
وقدم الرئيس الأوكراني حتى الآن جملة من التنازلات في مقدمتها استقالة رئيس الوزراء ميكولا أزاروف، وإبداء استعداده لتوقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وسن قانون في البرلمان للعفو عن المعتقلين خلال الاحتجاجات الأخيرة.
وعرض الرئيس أيضا منصب رئيس الوزراء على المعارضة التي رفضت العرض وطالبت برحيل الحكومة برمتها، فضلا عن مطالبتها بانتخابات مبكرة.
ووافق البرلمان الأوكراني أمس على قانون للعفو عن المعتقلين. واشترط القانون على المتظاهرين إخلاء المباني العامة التي يحتلونها لتنفيذ العفو، وهو ما رفضته المعارضة واعتبرت أن القانون بشكله الحالي يشكل التفافا على مطالبها.
يشار إلى أن الأزمة السياسية تفجرت في أوكرانيا قبل شهرين بعد رفض الحكومة -التي يهيمن عليها حزب الأقاليم- توقيع اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، وتوجهها بدلا من ذلك إلى تعزيز العلاقة مع روسيا عبر اتفاق يمنحها مساعدة بمليارات الدولارات.
ومنذ ذلك الحين يحتل أنصار المعارضة ساحة الاستقلال في العاصمة كييف، وعمدوا في الأيام القليلة الماضية إلى احتلال مقار حكومية، كما شكلوا "وحدات" مسلحة بالأسلحة البيضاء لمواجهة تدخل محتمل من الشرطة.