مشار يتعهد بإسقاط كير واتهامات متبادلة بالفظائع

epa02759698 Riek Machar, who is to become vice president of the new South Sudan, speaks during a press conference after a meeting with Sudanese Vice President Ali Osman on the issue of Abyei, in Khartoum, Sudan, 30 May 2011. According to media sources, Machar is visiting Khartoum to meet with representatives of Sudan's ruling National Congress Party and discuss outstanding questions from the 2005 agreement, and the fate of the oil-rich border region of Abyei. Sudanese President Omar al-Bashir has said that Sudanese troops will not leave the region. South Sudanese officials say 150,000 people have already fled Abyei and its surrounding areas over fears of renewed fighting. EPA/PHILIP DHIL
undefined

تعهد رياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان والذي تقاتل قوات موالية له القوات الحكومية، بمواصلة قتال رئيس البلاد سلفاكير ميارديت حتى تنهار حكومته.

وقال مشار -في حوار لموقع "آبر نايل تايمز" بجنوب السودان نشره أمس الأربعاء- إن القتال الدائر سينتهي "عندما يغادر سلفاكير الرئاسة" نافيا التقارير التي تفيد بأن القوات الحكومية سيطرت على مدينتي بور وملكال الرئيسيتين، وقال إن قواته صدت القوات الحكومية هناك.

وجاءت تصريحات مشار بعد فترة قصيرة من إلغاء الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) قمة كان مقررا أن تناقش شروط وقف إطلاق النار بين الجانبين اليوم الخميس.

وقد نشب القتال في جنوب السودان منذ أسابيع بين القوات الحكومية والقوات الموالية لمشار، وذلك بعد اتهام الحكومة للأخير بتدبير محاولة انقلابية فاشلة بمعية قيادات سياسية وعسكرية أخرى. 

وفي السياق، اتهمت الحكومة قوات المسلحين بارتكاب "فظائع ضد المدنيين" بقتل 127 مريضا بمستشفى في بلدة بور الشهر الماضي، مشيرة إلى أن أعمال القتل حدثت في 19 ديسمبر/كانون الأول عندما تعهد بيتر جاديت القائد العسكري في بور بالولاء لمشار.

سلفاكير قال إن تصريحاته السابقة بشأن الأمم المتحدة
سلفاكير قال إن تصريحاته السابقة بشأن الأمم المتحدة "نقلت خارج سياقها" (رويترز)

وقال أتني ويك أتني المتحدث باسم الرئيس في مؤتمر صحفي "اقتحموا المستشفى وذبحوا جميع المرضى وعددهم 127".

ورفض المسلحون ذلك الاتهام قائلين إن قوات الحكومة ارتكبت "مذبحة ضد المدنيين" في العاصمة جوبا ودمرت بانتيو عاصمة ولاية الوحدة -المنتجة للنفط- عندما استعادت السيطرة عليها من المسلحين في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال المتحدث العسكري باسم المسلحين لول رواي كوانج لوكالة رويترز عبر الهاتف من العاصمة الكينية "هذا كذب محض نحن لا نستهدف مدنيين، وعلى العكس الحكومة هي من تستهدف المدنيين بدءا بالمذبحة التي ارتكبت في جوبا".

نبرة تصالح
ومن جهة أخرى، سعى سلفاكير أمس إلى التصالح مع الأمم المتحدة رغم تجديد اتهامه لها بالتحيز في الصراع المدني في بلاده.

وقال مكتب كير في بيان إن الرئيس "حريص للغاية وعازم على رؤية الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية تلقى الاحترام وتمنح الحماية دون تحفظ".

ومع ذلك، أكد البيان أيضا أن سلفاكير يرى أن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان "تعتدي على ولايته" مشيرا إلى أن "الفظائع التي ارتكبها المتمردون لا تعد ولا تحصى، ومع ذلك فإن المجتمع الدولي أبدى اهتماما أقل" بما فعلوه.

وأضاف البيان أن تصريحات سلفاكير السابقة "نقلت خارج سياقها" وأنه لا يوجد أي تهديد بتعرض عمليات الأمم المتحدة للخطر في جنوب السودان.

وكانت الأمم المتحدة قد دعت قادة جنوب السودان الثلاثاء إلى الكف عن "تأجيج الموقف" في البلاد التي شهدت أسابيع من القتال بين القوات الحكومية وقوات المسلحين المؤيدة لمشار. وجاء التحذير الأممي بعدما اتهم سلفاكير المنظمة بإدارة "حكومة موازية" في بلاده.

‪الأمم المتحدة أكدت ازدياد أعداد اللاجئين إلى مخيماتها بسبب الصراع‬ (الفرنسية)
‪الأمم المتحدة أكدت ازدياد أعداد اللاجئين إلى مخيماتها بسبب الصراع‬ (الفرنسية)

قتلى أوغنديون
وفي تطور ذي صلة، نقلت صحيفة أوغندية عن قائد قوات الدفاع الأوغندية الجنرال كاتومبا وامالا قوله الأربعاء إن تسعة من جنوده قتلوا وأصيب 12 آخرون في كمين نصب لهم في القتال الدائر مع المسلحين بجنوب السودان.

ويأتي ذلك في رد من جانب الجنرال وامالا على تأكيد المسلحين وعناصر المعارضة الأوغندية مقتل عدد كبير من جنود أوغندا التي تقاتل مع قوات حكومة سلفاكير.

وتسبب تدخل كمبالا في بطء محادثات سلام في أديس أبابا بوساطة منظمة (إيغاد) التي تعد أوغندا عضوا رئيسيا فيها. وأعرب مسلحو جنوب السودان مرارا عن مخاوفهم من عدم حيادية أوغندا، وطالبوا بأن تسحب دعمها العسكري لحكومة سلفاكير.

وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت الأمم المتحدة الأربعاء أن جيش جنوب السودان عمد إلى تفتيش المنازل واحدا واحدا في مدينة ملكال التي استعاد السيطرة عليها من المسلحين الاثنين، مؤكدة ازدياد أعداد اللاجئين المدنيين إلى مخيمات الأمم المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة فانينا مايستراتشي إن "البعثة تحقق بشأن اتهامات تتناول إعدام أحد القساوسة من دون محاكمة، وعمليات قتل لمدنيين تم ارتكابها في منطقة ملكال خلال الأيام الأخيرة" مشيرة إلى أن أعضاء بعثة الأمم المتحدة لا يزالون يتلقون "تهديدات ويتعرضون لمضايقات" خلال ممارستهم مهامهم.

واشتكت الأمم المتحدة من محاولة تسلل "أعضاء بارزين في الحكومة والجيش في جنوب السودان" إلى قاعدتها في مدينة بور الأحد الماضي. وقال الجيش إنه أراد التحقق مما إذا كان هناك متمردون مندسون بين آلاف اللاجئين الموجودين.

المصدر : وكالات