محادثات شائكة بانتظار أردوغان ببروكسل

Turkish Prime Minister Tayyip Erdogan and his wife Emine Erdogan wave before their departure for Brussels at Esenboga Airport in Ankara January 20, 2014. Rocked by a corruption scandal, Turkey looks further than ever from its goal of European Union membership as Erdogan visits Brussels this week in the midst of a crackdown on the judiciary and police. Erdogan has purged hundreds of police and sought tighter control of the courts since a corruption inquiry burst into the open last month, a scandal he has cast as an attempted "judicial coup" meant to undermine him ahead of elections. REUTERS/Umit Bektas (TURKEY - Tags: POLITICS CRIME LAW BUSINESS)
undefined

يواجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان محادثات شائكة مع الاتحاد الأوروبي بعد الضجة التي أثارتها الإصلاحات التركية في السلك القضائي، والتي فسرت على أنها محاولة من الحكومة لإحكام قبضتها على القضاء التركي، بعد تحقيقات في قضايا فساد طالت رموزا حكومية.

ووصل أردوغان إلى العاصمة البلجيكية بروكسل في وقت متأخر من يوم أمس الاثنين في محاولة لإحياء عملية انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، واستقبله قرابة ثلاثة آلاف من أنصاره هناك ملوحين بالأعلام التركية ومعبرين عن دعمهم لحكومته.

وكان المسؤولون الأوروبيون قد عبروا عن مخاوف عميقة بشأن العملية والقيم الديمقراطية في تركيا، ومدى استقلال الدوائر القائمة على النظام الديمقراطي عن قبضة السلطة. وتأتي تلك المخاوف بعد التحقيقات في فضيحة فساد -مثلت التحدي الأكبر لأردوغان منذ توليه الحكم قبل أكثر من عشر سنوات- رد عليها رئيس الوزراء التركي بإصلاحات قضائية مثيرة للجدل.

وكان أردوغان قد وعد أن يشهد عام 2014 "نقطة تحول" في علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي. يذكر أن محادثات انضمام تركيا للانضمام إلى الاتحاد أعيد إحياؤها العام الماضي بعد توقف دام ثلاث سنوات. وكانت تركيا التي يكوّن المسلمون أغلبية سكانها قد حاولت لعقود الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي يدين جميع بلدانه تقريبا بالمسيحية.

‪المسؤولون الأوروبيون أعربوا عن مخاوفهم بشأن الديمقراطية في تركيا‬ (غيتي)
‪المسؤولون الأوروبيون أعربوا عن مخاوفهم بشأن الديمقراطية في تركيا‬ (غيتي)

استمرار الإصلاحات
وكان وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي الجديد مولود كافوسوغلو قال في وقت سابق بتصريحات أدلى بها في العاصمة التركية أنقرة "نأمل ونتمنى بل ونعتقد أن عملية إصلاح المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين لن تثير مشكلة كبيرة مع الاتحاد الأوروبي".

وبينما اعترف الوزير أن محادثات عضوية الاتحاد الأوروبي شهدت "بعض الصعوبات"، إلا أنه أكد أن بلاده سوف تضغط باتجاه وضع جدول زمني لضمان أن عملية المفاوضات لن تكون "إلى ما لا نهاية".    

يذكر أن تركيا قد شهدت في ديسمبر/كانون الأول الماضي تفجر فضيحة فساد بدأت باعتقال العشرات من رجال الأمن ورجال الأعمال ونواب مقربين من النظام، واتهمت الحكومة جماعة الداعية الإسلامي فتح الله غولن النافذة جدا في أوساط الشرطة والقضاء بالتلاعب في التحقيق القضائي الجاري لإضعاف الحكومة قبل أشهر من الانتخابات البلدية المرتقبة في مارس/آذار، والرئاسية في أغسطس/آب المقبل.

ويعتقد أن المحققين ينظرون في مزاعم فساد بأحد المصارف الحكومية وبمشروعات عقارية كبرى تضمنت رشى، إلا أن تفاصيل الاتهامات لم تعلن بعد.

وقامت السلطات في هذه الأثناء بإقالة آلاف من ضباط الشرطة والعشرات من ممثلي الادعاء وبعض مسؤولي التلفزيون الرسمي ردا على التحقيق في مزاعم الفساد الذي أصبح أكبر تحدٍ يواجهه أردوغان منذ توليه السلطة قبل 11 عاما.

يذكر أن تفجر فضيحة الفساد تسببت بأضرار جسيمة للاقتصاد التركي، حيث فقدت العملة التركية
20% أمام الدولار الأميركي، وهو أكبر انخفاض تشهده منذ مجيء حزب التنمية والعدالة الحاكم للسلطة. 

المصدر : الفرنسية