خاض جيش جنوب السودان اشتباكات مع مليشيا “الجيش الأبيض” قرب بلدة بور بولاية جونقلي بعد توقعات بتراجع حشد هذه المليشيا، وذلك في تصعيد جديد لأزمة اندلعت منذ اتهام الرئيس سلفاكير ميارديت نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب عليه.
ووصفت الولايات المتحدة (راعية استقلال جنوب السودان وداعمه الرئيسي) بدء هذه المحادثات بـ"خطوة أولى مهمة".
بدورها، اعتبرت ممثلة الأمم المتحدة بجنوب السودان هيلدا جونسون أن مجرد إرسال الوفود أمر "إيجابي" لكن يتعين أن تترافق المفاوضات مع عملية "أكثر عمقا تتركز على المصالحة الوطنية بين الأطراف".
وقالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) إن هذه المحادثات ستتناول في مرحلة أولى طريقة تنفيذ وقف لإطلاق النار، ثم طريقة حل الخلافات السياسية التي قادت إلى المواجهة الحالية.
كما عبر الاتحاد الأفريقي عن "حزن أفريقيا وخيبة أملها لرؤية أحدث دولة في القارة تنحدر بسرعة كبيرة إلى أتون النزاعات الداخلية" وحذر من "حرب أهلية شاملة تكون عواقبها وخيمة على السلام والأمن والاستقرار الإقليمي".
وهدد مجلس السلم والأمن في الاتحاد بفرض "عقوبات محددة الأهداف" على جميع من "يحرضون على العنف" أو "يرتكبون أعمال عنف ضد المدنيين والمقاتلين المجردين".
حالة الطوارئ
تأتي هذه المحادثات بعد أن أعلن سلفاكير حالة الطوارئ بولايتي الوحدة وجونقلي، بعد أن سيطرت مجددا قوات تابعة لمشار على مدينة بور الإستراتيجية.
وأكد المتحدث باسم الحكومة سقوط مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي شرقي البلاد الثلاثاء في أيدي المنشقين من جديد، إلا أنه قال إن الجيش ما زال موجودا "في الجوار".
وهي المرة الثالثة منذ بدء المعارك في 15 ديسمبر/كانون الأول تنتقل فيها المدينة من سيطرة فريق إلى آخر.
وكان مشار رفض أي وقف لإطلاق النار وأي لقاء وجها لوجه مع سلفاكير في الوقت الحاضر، وقال الثلاثاء إن حركة التمرد تزحف أيضا نحو جوبا عاصمة جنوب السودان.
واتهم رئيس جنوب السودان نائبه السابق وخصمه مشار بالقيام بمحاولة انقلاب عسكري، لكن الأخير نفى ذلك مؤكدا أن سلفاكير يسعى لتصفية خصومه.
وفضلا عن الخصومة السياسية القديمة، يتخذ النزاع الأخير أيضا بعدا قبليا، إذ أن الخصومة بين الرجلين تندرج ضمن العداء بين قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها سلفاكير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، وتزيد من حدة هذه الخصومة.
في غضون ذلك، نددت مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان "بالفظائع" المرتكبة من قبل الطرفين في البلاد، مشيرة إلى إمكانية فتح تحقيق.
وأشارت الممثلة الأممية إلى عمليات قتل مدنيين وأسر جنود في جوبا وبور، وأيضا في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل (شمال شرق).