قتلى ببانغي والأمم المتحدة تحذر من عمليات إبادة
قتل سبعة أشخاص في أعمال عنف جديدة ببانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، وحذرت الأمم المتحدة من أن كل العوامل تشير إلى وقوع عمليات إبادة في هذا البلد.
يأتي ذلك فيما يسعى أعضاء المجلس الوطني الانتقالي (برلمان مؤقت) إلى التوصل إلى اتفاق بشأن انتخاب رئيس مؤقت للبلاد.
وذكرت مصادر متطابقة أن أحد أحياء العاصمة شهد مساء أمس أعمال عنف، وما يزال التوتر سائدا حتى نهار اليوم.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن ثلاث جثث إحداها لفتى في الخامسة عشرة من العمر وضعت في مسجد بحي بيغوا عند المدخل الشمالي لبانغي.
وأعلنت جمعية الصليب الأحمر لأفريقيا الوسطى انتشالها صباح اليوم جثث أربعة رجال مسيحيين قتلوا جميعهم بالسلاح الأبيض.
عمليات إبادة
ومع استمرار أعمال العنف في البلاد لا سيما في العاصمة بانغي، حذر رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة جون غينغ من أن كل العوامل تشير إلى وقوع عمليات إبادة في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وقال غينغ خلال مؤتمر صحافي في جنيف "إن كل العوامل التي رأيناها في أماكن مثل رواندا والبوسنة، متوافرة في أفريقيا الوسطى وتهدد بوقوع إبادة لا شك فيها"، داعيا إلى تعبئة إنسانية وعسكرية وإلى إحلال الاستقرار السياسي في هذا البلد.
وأضاف المسؤول الأممي أن الصراع الراهن في جمهورية أفريقيا الوسطى ليس دينيا، لكنه يمكن أن يصبح كذلك مع وجود أشخاص يجنحون للعنف لتحقيق مآرب شخصية، بحسب تعبيره.
وأكد غينغ أن النتائج ستكون مأساوية إذا لم تتحرك المجموعة الدولية بشكل عاجل، لافتا إلى أن الدولة في أفريقيا الوسطى انهارت سياسيا وفي مستوى الخدمات العامة بشكل تام.
وانتقد رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة الحجم الضئيل من المساعدات الموجهة لأفريقيا الوسطى، موضحا أن المنظمة الأممية لم تتلق سوى 6% من المبالغ التي طالبت برصدها والمقدرة بـ247 مليون دولار.
الرئيس المؤقت
وأمام هذه الأوضاع المتفاقمة، يسعى أعضاء المجلس الوطني الانتقالي (برلمان مؤقت) في أفريقيا الوسطى إلى الإسراع في استكمال الإجراءات المؤدية لاختيار رئيس مؤقت للبلاد.
وخلال جلسة علنية منتظرة اليوم الخميس، يناقش الأعضاء المعايير التي سيتم على أساسها انتخاب الرئيس، وبعد تحديد المعايير يبدأ المجلس تسجيل المرشحين ودراسة الترشيحات اعتبارا من الجمعة، ثم ينتخب الرئيس المؤقت الجديد نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل.
وسيحل الرئيس المؤقت محل الرئيس المكلف ألكسندر فردينان نغيندت الذي تولى مهامه بتكليف من المحكمة الدستورية خلفا للرئيس الانتقالي المستقيل ميشال جوتوديا قبل أيام.
ويُتهم الرئيس المستقيل -الذي جاء للسلطة بعد انقلاب حركة سيليكا ضد الرئيس فرانسوا بوزيزي في مارس/آذار الماضي- بالمسؤولية عن عنف طائفي بين المسلمين والمسيحيين أدى لمقتل المئات وتشريد مليون شخص.