تواصل مفاوضات النووي الإيراني بجنيف

EU foreign policy chief Catherine Ashton (2nd L) and Iranian Foreign Minister Mohammad Javad Zarif (3rd R) attend talks over Iran's nuclear programme in Geneva on November 22, 2013. World powers hold a make-or-break third day of talks with Iran on its nuclear programme, with no clear sign that a deal is within sight on freezing its atomic activities in exchange for easing sanctions. AFP PHOTO / POOL / FABRICE COFFRINI
undefined

يواصل ممثلون عن إيران والاتحاد الأوروبي الجمعة في جنيف مناقشة تفاصيل تطبيق الاتفاق المرحلي الخاص بـالبرنامج النووي الإيراني، في الوقت الذي اعتبر فيه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي أن المحادثات النووية مع القوى العالمية كشفت "عداء" الولايات المتحدة لإيران والمسلمين.

وسيحاول المفاوضون الذين بدؤوا مفاوضاتهم مساء أمس الخميس إزالة الخلافات الأخيرة المتبقية بشأن كيفية تنفيذ الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ونص على تجميد بعض أنشطة البرنامج النووي الإيراني لمدة ستة أشهر.

وكانت مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا، وألمانيا) اقترحت مطلع العام يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل موعدا لتطبيق الاتفاق، ويتعين على المسؤولين السياسيين في كلتا الجهتين الموافقة على هذا الموعد كي يدخل حيز التنفيذ.

وسيلزم الاتفاق طهران بتقليص برنامجها لتخصيب اليورانيوم لإثبات أنها لا تسعى لامتلاك وقود الأسلحة النووية، وذلك في مقابل تعليق بعض العقوبات المفروضة عليها من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

نقاط خلاف
وقال مصدر دبلوماسي في فيينا إن أجهزة الطرد المركزي الحديثة التي تملكها إيران هي إحدى النقاط التي يجب اتخاذ قرار بشأنها، وستتم مناقشتها بشكل مكثف.

مصادر بالشيوخ الأميركي قالت إن أكثر من نصف أعضاء المجلس يدعمون مشروع قانون فرض عقوبات جديدة على إيران كان البيت الأبيض هدد باستخدام الفيتو ضد إصداره

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فإن اتفاق جنيف يُعد "غير واضح" بشأن هذه النقطة، لأنه يسمح بإجراء هذه البحوث في الوقت الذي يلزم فيه طهران بعدم استبدال أجهزة طرد مركزي أكثر حداثة بدلا من القديمة.

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي ماجا كوسيجانيك قولها إنه "لا تزال هناك بعض القضايا التي يتعين حلها" خلال المحادثات.

ويلتقي كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي في جنيف هيلغا شميد مساعدة مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي للتباحث في موعد بدء تطبيق الاتفاق.

أميركيا، أكدت الخارجية أن ويندي شيرمان مساعدة الوزير ستحضر هذه المفاوضات، في إشارة إلى أن واشنطن تريد أن تحث الجانبين على التغلب على خلافاتهم حتى يتم إعلان التوصل إلى اتفاق اليوم الجمعة.

يأتي ذلك في وقت قالت فيه مصادر بمجلس الشيوخ الخميس إن أكثر من نصف أعضاء المجلس يدعمون مشروع قانون لفرض عقوبات جديدة على إيران كان البيت الأبيض هدد باستخدام حق النقض (فيتو) ضد إصداره، بينما قالت إيران إن الاتفاق النووي بينها وبين الغرب "سيكون ميتا" إذا فرض الكونغرس الأميركي عقوبات جديدة عليها.

روحاني حذر من البحث عن الأعذار لإثارة المشاكل بعملية المفاوضات (الفرنسية-أرشيف)
روحاني حذر من البحث عن الأعذار لإثارة المشاكل بعملية المفاوضات (الفرنسية-أرشيف)

دعم الاتفاق
ورغم أن مشروع القانون يحظى الآن بدعم 54 على الأقل من أعضاء الشيوخ البالغ عددهم مائة عضو، فإنه من غير المؤكد ما إن كان سيتم عرضه على المجلس، وهل يمكن أن يفوز داعموه بأغلبية الثلثين للتغلب على استخدام الفيتو من قبل الرئيس باراك أوباما.

وعلى الجانب الإيراني، قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي الخميس إن المحادثات النووية مع القوى العالمية كشفت "عداء" الولايات المتحدة لبلاده والمسلمين.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن خامنئي قوله "كنا قد أعلنا من قبل أننا إذا شعرنا بأن المصلحة تغلب على قضايا بعينها فسنتفاوض مع الشيطان درءا لشره" مضيفا أن بلاده تتفاوض مع واشنطن لحل "بعض المسائل وليس استسلاما للضغوط والعقوبات" وأنه لا أحد باستطاعته منع طهران من امتلاك التقنية النووية.

وكان خامنئي قد أيد من قبل اتفاقا مؤقتا بشأن البرنامج النووي أبرمته بلاده مع القوى العالمية، رغم انتقادات شديدة وجهتها شخصيات سياسية ودينية إيرانية للاتفاق الذي ترى أنه يشكل انتهاكا للسيادة.

ومن جهة أخرى، بحث الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين -خلال اتصال هاتفي الخميس- قضايا عدة من بينها تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن النووي الإيراني.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وكالة الأنباء الإيرانية "إيسنا" قولها إن روحاني حذر من "البحث عن الأعذار لإثارة المشاكل في عملية المفاوضات". ودعا بعض الدول إلى "احترام التزاماتها وتفادي بعض الأساليب التي يمكن أن تحجب حسن نيتها".

المصدر : الجزيرة + وكالات