تفاؤل إيراني أوروبي وتحفط أميركي بنتائج "النووي"
قال مسؤولون أوروبيون وإيرانيون اليوم الجمعة إن الطرفين أحرزا "تقدما جيدا جدا" في محادثات جنيف المستمرة منذ يومين لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران ودول "5+1" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حول الملف النووي الإيراني. لكن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية اعتبرت الحديث عن تجاوز كل النقاط الخلافية حول الملف، غير دقيق.
وقد اجتمع المسؤولون في مقر الأمم المتحدة بجنيف يومي الخميس والجمعة للاتفاق على التفاصيل العملية المتبقية لتنفيذ الاتفاق الذي وافقت إيران بموجبه على الحد من معظم أنشطتها النووية الحساسة مقابل تخفيف للعقوبات الاقتصادية الغربية عليها.
وقال مايكل مان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي الذي يمثل القوى الست في المحادثات، إن نائبة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد هيلغا شميت وعباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني "أحرزا تقدما جيدا جدا بشأن كافة المسائل ذات الصلة".
لكنه أضاف أن أي اتفاقات يجب أن توافق عليها حكومات إيران والقوى الكبرى الست التي تتفاوض مع طهران بشأن برنامجها النووي، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وكان عراقجي قال في تصريحات للتلفزيون الحكومي الإيراني اليوم إن وفد بلاده توصل إلى "حلول لجميع نقاط الخلاف" مع الدول الكبرى الست في المحادثات الجارية بجنيف في سويسرا.
تفاؤل ونفي
ووصف عراقجي المحادثات بأنها "جيدة وبناءة"، إلا أن تفاؤله قابله نفي أميركي حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر ساكي إن الحديث عن تجاوز كل النقاط الخلافية حول ملف إيران النووي، حديث غير دقيق.
وأشار عراقجي إلى أن "وزراء خارجية الدول المعنية ستصدر بيانات"، مضيفا أنه لا توجد خطط لعقد مزيد من الاجتماعات على مستوى الخبراء في الوقت الحالي. ولم يحدد موعدا لتنفيذ الاتفاق، وقال إن ذلك يعتمد على قرار الأطراف الأخرى.
يذكر أن الإيرانيين امتعضوا من توسيع الولايات المتحدة للائحتها السوداء التي تخص العقوبات على إيران حتى بعد التوصل إلى اتفاق جنيف. وقد عبّر الإيرانيون عن امتعاضهم بخروجهم من محادثات فيينا الشهر الفائت، والتي عقدت على مستوى الخبراء في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس، أثار الرئيس الإيراني حسن روحاني موضوع سعي الكونغرس الأميركي لفرض مزيد من العقوبات، وحذر بوتين من "البحث عن الأعذار لإثارة المشاكل في عملية المحادثات".
وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه أواخر العام الفائت، وافقت إيران على وقف أجزاء من برنامجها النووي لمدة ستة أشهر مقابل تخفيف طفيف للعقوبات الدولية المفروضة عليها، ووعدٍ من الدول الغربية بعدم فرض عقوبات جديدة على اقتصادها المتعثر.
وتخشى الدول الغربية وإسرائيل أن يكون لبرنامج إيران النووي ذراع عسكري سري، إلا أن طهران تؤكد أن برنامجها سلمي تماما.
وقال مفاوضون إنهم يرغبون في تطبيق الاتفاق بحلول 20 يناير/كانون الثاني الجاري، إلا أنه لم يصدر أي تأكيد حكومي رسمي من الدول المعنية حول هذا التاريخ.