مصالح فرنسا أهداف محتملة لتهديد سوريا


يرى عدد من الخبراء أن التهديدات التي وجهها الرئيس السوري بشار الأسد لفرنسا في حال تعرض بلاده لهجوم عسكري غربي ستترجم باعتداءات على السفارات الفرنسية أو الرعايا الفرنسيين في الشرق الأوسط ولا سيما في لبنان.
وكان بشار الأسد قد حذر الاثنين في حديث لصحيفة الفيغارو من "حرب إقليمية" إذا ما تعرضت بلاده لعمل عسكري غربي، محذرا باريس من "انعكاساته السلبية على مصالح فرنسا".
وقل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء في مؤتمر صحفي مع الرئيس الألماني جواكيم غوك، الذي يزور فرنسا حاليا، "نتخذ كل التدابير" اللازمة. وأكد أنه بات "أكثر تصميما" بعد تهديدات الأسد لفرنسا.
اعتبر خبراء أن نظام دمشق لم يعد يملك الوسائل اللوجستية التي تتيح له تنفيذ اعتداءات على الأراضي الفرنسية لكنه يستطيع أن يستهدف مصالح أو رعايا فرنسيين في لبنان |
واعتبر خبراء أن نظام دمشق لم يعد يملك الوسائل اللوجستية التي تتيح له تنفيذ اعتداءات على الأراضي الفرنسية، لكنه يستطيع أن يستهدف مصالح أو رعايا فرنسيين في لبنان بواسطة مجموعات مثل حزب الله اللبناني الحليف القوي للنظام السوري.
خطر رئيسي
وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن الخطر الرئيسي يكمن في لبنان، حيث يوجد نحو ألفي فرنسي وعشرين ألف لبناني يحملون الجنسية الفرنسية، لا سيما على المنشآت الدبلوماسية وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) والمدارس والمراكز الثقافية الفرنسية.
وأوضح المتحدث أنه لا ينصح "على الإطلاق بالتوجه إلى المناطق الحدودية للبلاد، من صيدا إلى جنوب بيروت، فهذه المناطق تحمل اللون الأحمر على خرائط الموقع"، ولا يشير الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية مباشرة إلى تهديدات مصدرها سوريا.
ويرى فردريك غالوا القائد السابق في مجموعة التدخل التابعة للدرك الوطني والمسؤول في "غاليس سكيوريتي" الشركة المتخصصة في إدارة المخاطر التي تواجه المؤسسات الفرنسية في الخارج أن "تصريحات الأسد تشكل بوضوح تهديدا باعتداء بسيارة مفخخة يستهدف مبنى دبلوماسيا فرنسيا أو قافلة لليونيفيل"، القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.

تهديد حزب الله
من جانبه قال لويس كابريولي الذي كان مكلفا لفترة طويلة بمكافحة الإرهاب في إدارة مراقبة الأراضي (الأمن الداخلي) إن "التهديد الإقليمي الوحيد يتمثل في حزب الله".
وذكر كايريولي الذي يعمل حاليا مستشارا خاصا لدى شركة أمنية خاصة أن "السوريين اعتبروا دائما أن لبنان قاعدتهم الخلفية ولا سيما أنهم يستطيعون الاعتماد على حزب الله".
وأبدى تخوفه من أن تستهدف هذه الحركة الشيعية اللبنانية الجنود الفرنسيين العاملين في قوة الأمم المتحدة في جنوب البلاد التي تعد فرنسا من أكبر المساهمين فيها.
غير أن الرئيس السابق لجهاز أمني قلل من مدى تصريحات الرئيس السوري، وقال إن "الأسد يرفع الصوت لكنه لم يفعل شيئا بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منذ أسبوعين موقعا لمجموعة فلسطينية قريبة من النظام السوري في جنوب لبنان".
وأضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "لا شيء يمنع الرئيس السوري من مهاجمة الجنود الفرنسيين في القوة الدولية من خلال حزب الله".
وردا على سؤال لفرانس برس في بيروت أكدت قوة الأمم المتحدة أنها اتخذت "الإجراءات الأمنية المناسبة" وفقا "لتقديرها الخاص للتهديدات". إلا أن متحدثة باسم القوة قالت الثلاثاء إن "الوضع على الأرض هادئ".