ارتفاع قتلى شنغيانغ الصيني ومعظمهم مسلمون
ارتفع عدد ضحايا أعمال العنف المتجددة في شمال غرب الصين وبالتحديد بالقرب من توربان في إقليم شنغيانغ ذي الأغلبية المسلمة, إلى 35 قتيلا من عرقية الإيغور, بينهم تسعة من عناصر الشرطة, في مواجهات هي الأكثر دموية منذ عام 2009.
ووفق الرواية الرسمية التي نقلتها الوكالة الصينية، فإن أشخاصا يحملون السكاكين هاجموا مراكز للشرطة ومقرا للحكومة المحلية بمدينة لوكون على بعد حوالي 250 كلم جنوب شرق أورومتشي كبرى مدن شنغيانغ.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين محليين من الحزب الشيوعي أن المهاجمين "طعنوا مارة وأضرموا النيران في عربات تابعة للشرطة". وأضافت المصادر نفسها أن الشرطة اعتقلت ثلاثة أشخاص وتبحث عن الفارين دون ذكر عددهم.
ورجح مراسل الجزيرة في بكين أن تلجأ السلطات الصينية لتشديد إجراءاتها بإقليم شنغيانغ بعد هذه الأحداث. وقد تحدث شهود عيان عن تعزيزات أمنية ومروحيات بالإقليم للسيطرة على الاضطرابات.
وجاءت هذه الأحداث بعد مقتل 21 شخصا بمواجهات مسلحة جرت منتصف أبريل/نيسان الماضي بين "انفصاليين" من أقلية الإيغور المسلمة الناطقة باللغة التركية في شنغيانغ وبين الشرطة، وفق السلطات الصينية.
وغالبا ما تشهد منطقة شنغيانغ اضطرابات بسبب التوتر الشديد بين إثنية الهان -التي تشكل غالبية السكان بالصين- والإيغور الذين تتهمهم السلطات بـ"الإرهاب".
وتعد الاضطرابات الجديدة الأخيرة في سلسلة أعمال عنف مست هذا الإقليم المضطرب الذي يقيم فيه عشرة ملايين شخص من الإيغور وغالبيتهم من المسلمين. يُشار إلى أن أسوأ أعمال عنف وقعت السنوات الماضية كانت في يوليو/تموز 2009, وخلفت نحو مائتي قتيل في أورومتشي.
وتقيم أقلية الإيغور المسلمة والناطقة باللغة التركية روابط مع مجموعات في بلدان مجاورة تشمل روسيا وكزاخستان وقرغيزستان.
يُذكر أن الحزب الشيوعي الصيني يراقب حاليا نشر المعلومات عما يجري بهذه المنطقة، بينما حجبت الحكومة شبكة الإنترنت بهذه المنطقة أيضا عدة أشهر بعد اضطرابات 2009. وتشكو أقلية الإيغور من القمع الديني والثقافي من قبل السلطات الصينية التي تقول بالمقابل إنها مستمرة في دفع التنمية بالإقليم الذي يعاني الفقر رغم أنه يتمتع باحتياطي كبير من الغاز والفحم.