رئيسة البرازيل تتعهد للمتظاهرين بالتغيير

Students block an avenue in Sao Paulo , Brazil on June 18, 2013, during a protest against a recent rise in public bus and subway fare from 3 to 3.20 reais (1.50 USD). President Dilma Rousseff vowed Tuesday to listen to youths staging Brazil's biggest protests in 20 years in an outpouring of anger over the huge cost of staging events like the World Cup. AFP PHOTO/Daniel Guimaraens
undefined

سعت رئيسة البرازيل ديلما روسيف إلى احتواء الاحتجاجات الواسعة التي تجتاح البلاد منذ أسابيع والتي تعد الأضخم منذ 21 عاما, بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة الناجم عن الاستعدادات لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2014, بالإضافة إلى كأس القارات.

وتعهدت روسيف للمتظاهرين بالتغيير وأقرت بأن المظاهرات تمثل دعوات مشروعة إلى تحسين الخدمات العامة وإلى إدارة أكثر استجابة لحاجات الشعب. وقالت روسيف إن البرازيل استيقظت أكثر قوة, معتبرة أن حجم المظاهرات "يظهر حيوية الديمقراطية في البرازيل".

وبينما استمرت المظاهرات لليوم الثاني على التوالي في أكثر من ست مدن, بمشاركة نحو مائتي ألف شخص, أعلنت روسيف في كلمة متلفزة التزام حكومتها بالتغيير الاجتماعي, وقالت إنها تستمع باهتمام لمطالب المتظاهرين, بشأن زيادة الإنفاق على التعليم والرعاية الصحية وتحسين وسائل النقل العام وخفض أسعارها. كما قالت إن مشاركة عدد كبير من الشبان البرازيليين في المسيرات للمطالبة بحقوقهم "حرك مشاعرها".

وقد شهدت المظاهرات خلال اليومين الماضيين تحطيم نوافذ قاعة البلدية في ساو باولو وإضرام النار في مركز للشرطة وسيارة للنقل التلفزيوني. وفي مدينة ريو دي جانيرو التي تظاهر فيها نحو مائة ألف شخص، أطلقت الشرطة الغاز المدمع والرصاص المطاطي لتفريق شباب أضرموا النار في السيارات وكسروا نوافذ البنوك واقتحموا عددا من المتاجر أمس الثلاثاء.

جاء ذلك بينما أعلنت السلطات أنها سترسل قوات اتحادية إلى المدن التي سوف تستضيف حاليا مباريات كأس القارات لكرة القدم لتعزيز الأمن بها.

روسيف أقرت بأن المظاهرات تمثل دعوات مشروعة لتحسين الخدمات(الفرنسية-أرشيف)
روسيف أقرت بأن المظاهرات تمثل دعوات مشروعة لتحسين الخدمات(الفرنسية-أرشيف)

وفي محاولة لنزع فتيل التوتر, أعلن مسؤولون في خمس مدن على الأقل خططا أمس الثلاثاء لخفض تعريفات الحافلات لكن المظاهرات استمرت في عدد قليل من المدن بما في ذلك ريو دي جانيرو وساو باولو.

وقت حرج
وحسب رويترز, فإن الاضطرابات تأتي في وقت حرج لروسيف التي تسعى جاهدة لكبح تضخم متزايد واستعادة عافية الاقتصاد بعد عامين من نمو بطيء. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن روسيف ما زالت تتمتع بشعيبة واسعة لكنها بدأت تتراجع في الأسابيع القليلة الماضية للمرة الأولى منذ أن تولت الرئاسة في أوائل 2011.

يشار إلى أن الاحتجاجات التي نظم معظمها طلاب جامعيون من خلال حملات عبر وسائل الإعلام الاجتماعي, تعد المرة الأولى التي يخرج فيها البرازيليون إلى الشوارع بمثل هذا النطاق الضخم منذ أن أدت اضطرابات اقتصادية وفضائح فساد إلى الإطاحة بحكومة الرئيس السابق فرناندو كولور دي ميلو الذي استقال أثناء محاكمته السياسية أمام مجلس الشيوخ عام 1992.

وقد اندلعت شرارة الاحتجاجات في عدد قليل من المدن بعد زيادات في تعريفات ركوب الحافلات ومترو الأنفاق لكنها سرعان ما تضخمت إلى حركة عمت البلاد بعد أن أطلقت الشرطة طلقات مطاطية في ساو باولو الأسبوع الماضي أثناء اشتباكات جرح فيها أكثر من مائة شخص.

وفي وقت سابق حذر وزير الرياضة ألدو ريبيلو من أن السلطات لن تسمح بأن تعيق التظاهرات مباريات كرة القدم الدولية التي تعهدت البرازيل بتنظيمها.

وتأتي هذه الاضطرابات في الوقت الذي تستضيف فيه البرازيل كأس القارات حتى 30 يونيو/حزيران وتستعد لاستضافة كاس العالم لكرة القدم العام المقبل. وقد انتشرت الاضطرابات بسرعة في عدة مدن بعد الكشف عن تخصيص 15 مليار دولار للحدثين الرياضيين, بينما تكافح الحكومة لسد الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

المصدر : وكالات