واشنطن: دور موسكو حيوي لإنهاء الصراع بسوريا

Russian Foreign Minister Sergei Lavrov (R) hands a folder to US Secretary of State John Kerry before a Nato Russia Foreign Affairs ministers meeting at the Nato Headquarters in Brussels on April 23, 2013. AFP
undefined

قالت الولايات المتحدة إن الشراكة مهمة مع روسيا لدفع الأطراف المتصارعة في سوريا للجلوس معا في مؤتمر مقترح للسلام بجنيف رغم تأييد موسكو المالي والعسكري للرئيس السوري بشار الأسد. يأتي ذلك في وقت يلف الغموض قضية تسليم موسكو صواريخ الدفاع الجوية (إس300) لدمشق.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي للصحفيين "لا نزعم أننا متفقون مع الروس في كل قضية ولا في قضية سوريا، لكننا نراهم كشريك هام للتحرك صوب عقد مؤتمر والتحرك صوب انتقال سياسي، وليس هناك من سبب يدعونا للاعتقاد بأنهم لا يريدون أن يكونوا شركاء في هذا".

وأضافت "القصد هو العمل مع دول مثل روسيا التي لها روابط مع النظام لنرى ما إذا كان يمكن إعادة الجانبين إلى الطاولة، وهذا هو الدور الخاص الذي يمكن أن يلعبوه بهذه العملية وما يجعلنا نشعر بأهمية أن نكون شركاء معهم".

من جانب آخر أشارت بساكي إلى أن أي أسلحة توفرها روسيا أو أي دولة أخرى للنظام السوري هي "مثار قلق للولايات المتحدة".

وتبادلت واشنطن وموسكو أمس الاتهامات بشأن المساهمة بإطالة أمد أزمة سوريا، حيث انتقدت الأولى مواصلة الأخيرة إمداد نظام الأسد بالأسلحة، بينما انتقدت موسكو موقف واشنطن الرافض لاستبعاد فكرة فرض منطقة حظر جوي على سوريا.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كاتلين هايدن إن إمداد روسيا الأسد بكميات إضافية من الأسلحة بينها أنظمة الدفاع الجوي، لن يؤدي إلا لإطالة أمد العنف في سوريا والتسبب بزعزعة المنطقة، وذلك ردا على سؤالها عن رأيها بتصريحات أدلى بها الأسد في مقابلة مع تلفزيون المنار التابع لحزب الله قال فيها إن نظامه تسلم صواريخ إس300 الدفاعية الجوية التي وعدته بها روسيا.

‪صحيفتان روسيتان: موسكو لم تسلم دمشق بعد صواريخ إس300‬ (الأوروبية)
‪صحيفتان روسيتان: موسكو لم تسلم دمشق بعد صواريخ إس300‬ (الأوروبية)

يُذكر أن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري أعلنا بالسابع من الشهر الجاري عزمهما محاولة عقد اجتماع بين ممثلين للحكومة والمعارضة بأقرب وقت ممكن لإجراء محادثات تهدف لإنهاء الصراع الممتد منذ 26 شهرا.

في غضون ذلك قالت الأمم المتحدة إن اجتماعا تمهيديا للمؤتمر بشأن سوريا سيعقد في جنيف بالخامس من يونيو/حزيران.

غموض
من جهة أخرى أوردت صحيفتان روسيتان اليوم الجمعة أن موسكو قد لا تسلم صواريخ إس300 إلى النظام السوري هذا العام، مما يشكل نفيا لما ألمح إليه الرئيس السوري.

وأكدت الصحيفتان الروسيتان نقلا عن مصادر بالصناعات العسكرية الروسية أن هذه الصواريخ لم تسلم بعد.

وأوردت صحيفة فيدوموستي نقلا عن مصدر بصناعة الدفاع قوله إنه ليس من الواضح ما إذا كان سيتم تسليم الصواريخ لسوريا هذا العام بموجب عقد تم توقيعه عام 2010 وتبلغ قيمته مليار دولار، بينما نقلت صحيفة كومرسانت عن مصدر آخر قوله بأن التسليم مقرر بالربع الثاني من عام 2014.

وأضافت كومرسانت أنه وبعد تسليم الشحنة عام 2014، فإن فترة ستة أشهر ستكون ضرورية لتدريب العاملين وإجراء الاختبارات قبل أن تصبح هذه الأنظمة جاهزة للعمل بشكل كامل.

وأشار مصدر فيدوموستي من جهة أخرى إلى أنه ورغم تشديد الحكومة الروسية على أنها ستلتزم بالاتفاق، فإن ذلك ليس معناه أن التسليم سيتم حتما.

ويعتبر الخبراء أن هذه الصواريخ ستكون لها أهمية عسكرية كبرى بالنسبة لنظام الأسد في نزاعه مع المقاتلين المسلحين لأنه من الممكن استخدامها كقوة رادعة لأي ضربات يمكن أن يشنها الغرب أو إسرائيل ضد النظام.

وفي سياق ذي صلة، دافع يوري يوشاكوف مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية عن حق بلاده في تسليم أسلحة للحكومة السورية.

وقال يوشاكوف إن قرارا للاتحاد الأوروبي بعدم تجديد الحظر المفروض على السلاح لسوريا سيلحق الضرر بالجهود الرامية لعقد مؤتمر للسلام.

وأشار إلى أن موسكو ستفي بتعاقداتها الخاصة بالأسلحة المبرمة مع الحكومة السورية رغم الانتقادات الغربية.

وفي السياق ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية أن موسكو قد تزود دمشق بعشر مقاتلات متطورة من نوع ميغ 29 بموجب صفقة يجري التفاوض بشأنها مع وفد سوري يزور موسكو حاليا.

ونقلت الوكالة عن مدير شركة ميغ، سيرغي كروتوف، قوله "إن هناك وفدا سوريا بموسكو حاليا، نحن نستكمل تفاصيل هذه الصفقة". وأضاف "أظن أنها ستسلم لسوريا" في إشارة لطائرات ميغ 29.

المصدر : وكالات